شهر رمضان هو شهر التقوى والقرآن فيه نستشعر معانى التيسير والتخفيف، هكذا وصفه د. سعيد عبد العظيم، عضو رابطة علماء المسلمين وعضو مجلس أمناء الدعوة السلفية بالإسكندرية، خلال لقائنا به، والذي تحدث معنا عن نفحات الشهر المبارك وأهميته وكيفية الاستفادة والتقرب إلى الله خلاله. قال عبدالعظيم، أن النهار للصيام والليل للقيام، وكثير من الناس يحرصون فيه على ختم القرآن الكريم، وتحذر من اقتراف الآثام والأوزار، وبمتابعة الواجبات بالمستحبات والفرائض بالنوافل يصل الانسان إلى أعلى درجات الولاية المستطاعة والمقدوره قال تعالى "إلا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اللذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الأخرة). وتابع أنه شهر المغفره والرحمة ورغم أنف أمرئ أدرك رمضان ولم يغفر له، والصيام لا عدل ولا مثيل له وخلوف فم صائم أطيب عند الله من ريح المسك ومن صام يوما ابتغاء وجه الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، ورغم إجهاد صيام النهار وقيام الليل إلا ان الناس يودون لو كان العام كله رمضان، فهم يشعرون فيه بحلاوة الإيمان وبرد اليقين ويدركون ان السعاده الحقيقيه فى طاعة الله والاستقامه على شرعه سبحانه والإكثار من ذكره جلا وعلا، وهذه الايام المباركه سريعه الانقضاء والانتهاء وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله "أياما معدودات". وشدد على المسلمين بضرورة التعرف على فقه الصلاه اذ دخل وقتها وان يتعرف على فقه الزكاه اذ بلغ المال النصاب ومرت عليه السنه القمرية، وهنا يتعرف على فقه الحج إذا استطاع للحج سبيلا فكذلك يجب على المكلف ان يتعرف على فقه الصيام اذا اتى شهر الصيام، فطلب العلم فريضه على كل مسلم ومسلمه ولا يكتفى فى ذلك بالنوايا الطيبه اذا لابد من نية وصحة أو اخلاص ومتابعه "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا". ولفت لوجود بعض المسلمين يجهلون الواجبات والمستحبات فيه والبعض يصوم عن المباحات ويفطر على المحرمات وليس الصيام من الجوع والعطش وانما الصيام من اللغو ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه فى ان يدع طعامه وشرابه. وفريق من الناس يقضى النهار فى النوم والليل فى حل الفوازير ومطالعه شهرزاد والعروض المستمره فى رمضان يفعلون ذلك فى ايام كان لا بد من صيانتها عن كل ما يخدش التقوى. وعن الواجبات المتبعة فى هذا الشهر أوضح الشيخ على أن الصائم عليهاالابتعاد عن المحرمات فالواجب مجاهدة النفس واقامتها على شرع الله وانتهاز فرصه الشهر الذى تصفد فيه مرده الشياطين وتهفو فيه النفوس الى الصلح مع الله ويجد فيه العبد اعانه كثيره على الطاعات والقربات قد لا يجد مثلها فى غير ذلك من الايام انها لفرصه حقيقيه نستثمر فى الارتقاء بالنفس وتربيتها تربيه ربانيه وفق هذا المنهج الربانى المتكامل هذا المنهج الذى لا يحتمل الاختراع ولا الابتداع ولا المزاحمه بمناهج التربيه والسلوك التى تخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه والصحابه الكرام.