اعلن حزب الدستور في بيان له اليوم "انه عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية والعدل في مقدمة أهدافها، كانت تعي جيدا أن الحرية والعدل معا شرطان لتحقيق بقية أهدافها وعلى رأسها الكرامة الإنسانية والعدالة الإنسانية لبناء مصر جديدة، كما كانت تعي جيدا أنه لا تناقض على الإطلاق بين العدل والحرية وأن أى مشروع للنهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين". واضاف الحزب في بيانه التأسيسي اليوم بأن الحرية بداهة لا تعني فقط حق الشعب في اختيار حكامه دون قهر أو تزوير، ولا تعني مجرد الاعتراف للمواطن بحقوقه الأساسية في مواجهة سيطرة الدولة ولكنها تعني أيضا - وربما أولا - حرية الوطن واستقلال إرادته في مواجهة قوى الهيمنة الخارجية، فحرية الوطن واستقلال قراره السياسي شرط ضروري لحرية المواطن.. كما أنها شرط ضروري للانطلاق والنهوض". وأكد البيان "أن العدل في مفهوم الحزب ليس مجرد قضية اخلاقية ولكنه ضرورة اجتماعية واقتصادية تؤسس لبناء مشروع النهضة المرتقب، والعدل في الإطار السياسي يعني حق يسانده القانون ويكفل لكل مواطن فرصته في العمل وحقه في المسكن الآدمي وحقه في تعليم متطور ورعاية صحية كاملة، وهذه كلها ركائز العدالة الاجتماعية التي نسعي إليها". واوضح الحزب "انه في اطار سعيه لتحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر والجهل لا يسعى لافقار الأغنياء، لكنه يعمل على مساعدة الشرائح الفقيرة في المجتمع على تخطي حاجز الفقر من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وبسبب كل هذا كانت ثورة يناير العظيمة وفية لثورات الشعب المصري ونضاله خلال القرنين الماضيين وكانت مدركة لأسباب فشل ثورات الماضي وتعثر مشروعات النهضة". ونوه الحزب الى ان ثورة يناير قد وعت منذ اليوم الأول أن دعوات الحرية والعدل لا قيمه لها إن لم تستند إلى قوة تحميها والقوة الوحيدة القادرة على ذلك هي احتشاد الشعب حول مبادىء الثورة فى تنظيم سياسي يجمع قواه ويوحد صفوفه خلف هذه المبادىء. واستطرد البيان موضحاً بانه من هنا جاءت فكرة حزب الدستور.. حزب يفتح أبوابه لكل أبناء الشعب، ولكل مدارس الفكر والعمل الرئيسية فيه ابتداء من الإسلام السياسي ومرورا بالليبرالية وانتهاء بالرديكالية الاجتماعية والاشتراكية؛ لتجتمع حول أهداف الثورة من أجل حمايتها من كل محاولات الخطف من ناحية ومحاولات تصفيتها من ناحيه أخرى. وأضاف البيان بأن حزب الدستور هو حزب يهدف إلى إعادة التوازن إلى الحياة السياسية في مصر ضد محاولات الهيمنة لانه يؤمن كما آمنت ثوره يناير بأن نهضة مصر لم ولن يصنعها فريق واحد أيا كانت قوته، وإنما يصنعها تكاتف كل مدارس الفكر والعمل حول أهداف الثورة كما يؤمن أيضا أن مواجهة محاولات التصفية هي شأن كل أبناء الوطن المخلصين لمبادء الثورة. واشار البيان الى ان حزب الدستور حزب آباؤه المؤسسون هم صناع العقل المصرى الحديث ومدارس الفكر والعمل فيه.. وفي طليعتهم الطهطاوى ومحمد عبده وعبدالله النديم وصناع ثوراته المتتالية بكل ما حققوه من نجاحات وما لحق بها من إخفاقات. مؤكدا على ان حزب الدستور هو الحزب الذي يولد اليوم من رحم ثورة يناير العظيمة يسعي لمواصلة المسيرة وتجنب الإخفاقات.. حزب يعلي قيمة المواطن والمواطنة والكرامة الانسانية لكل فرد يعيش على تراب هذا الوطن وهو يسعى في هذا السبيل إلى ترجمه شعار (ارفع رأسك فوق انت مصري) إلى واقع ملموس تحميه المواد الدستورية والقانونية وكافة الضمانات التي تكفل للمواطن العيش الكريم والمعاملة الانسانية اللائقة. واستطرد البيان بان استقرار رأي المؤسسين على اختيار (الدستور) اسما للحزب لأن "الدستور" هو العقد الاجتماعي الذي تتوافق عليه الأمة وتعيش في كنفه وتتعامل على أساسه لعقود طويلة.. وهو الذي يقع في الأمة موقع القلب الذي إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله. وأضاف الحزب في بيانه أن "الدستور هو التصميم الهندسي لاقامة البناء الذي ننشده والذي يكفل للجميع رجالا و نساء بلا استثناء ولا إقصاء ولا تهميش الأمن و الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ويكفل المساواة التامه بين أبناء الشعب بغض النظر عن الانتماءات الفكرية أو الدينية أو العقائدية دون تمييز". و شدد الحزب بان هذا هو المبدأ الذي تجمعنا حوله اليوم ولبينا نداءه وفاء لأرواح الشهداء وتضحيات المناضلين وحماية لمبادىء الثورة وتصحيحا لمسارها. و اختتم الحزب بيانه التأسيسي قائلاً "إن هؤلاء الأبطال.. أبطال ثورة 25 يناير هم بناه هذا الحزب وسبب وجوده وصناع أهدافه وأمام تضحياتهم تنحني رؤسنا، وحول مبادىء ثورتهم نلتف جميعا اليوم ونمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المنشود، عاشت ثورة يناير والمجد لشهدائها الأبرار". الجدير بالذكر ان حزب الدستور يعد حزب بلا ايدولوجيا سياسية، ويعمل على تأسيسيه الدكتور محمد البرادعي رئيس هيئة الطاقة الذرية الاسبق وعدد من الشخصيات العامة وشباب الثورة.