منذ السنوات القليلة الماضية، ظهرت العديد من العروض المسرحية التي تقدم حصريا ولمواسم كاملة عبر شاشات بعض القنوات الفضائية الخاصة، مثل "تياترو مصر" و"مسرح مصر" للفنان اشرف عبد الباقي وغيرها من العروض التي تقدم مجموعة من الوجوه الموهوبة الجديدة الغير مكلفة مادياً إنتاجياً ، والتي استطاعت أن تخطف الأنظار جماهيريا ، والتي استطاعت فى الوقت نفسه أن تجنى أرباحا من المعلنين بالملايين خلال الفواصل الإعلانية لتحقق هامش ربح لا يستهان به لأصحاب تلك القنوات وللمنتجين بل ولفريق العمل المسرحي. فى الوقت نفسه، تشهد كل من مسارح الدولة والقطاع الخاص مستويات متدنية من الحضور الجماهيري ، وهو ما يترجمه انخفاض مستوى مبيعات التذاكر، و قد يرجع ذلك لعدة أسباب مختلفة لعل أبرزها مستوى الأعمال المقدمة والتي لا تلقى القبول الجماهيري، أو بسبب الأوضاع الاقتصادية وأسعار تلك العروض.. الأمر الذي يؤثر بالسلب على استمرار تلك الأعمال عبر خشبة تلك المسارح الإ لموسم واحد بالكاد.. الفرضية التالية قمنا بطرحها على أهل المسرح والنقاد والمتابعين للحركة المسرحية من المشاهدين فقاولوا: قال فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، لا أعتقد ان يحتكر "مسرح الفضائيات" جمهور مسارح الدولة أو القطاع الخاص ، وسيبقى دائما متعة الذهاب الى المسرح لدى الجمهور الدافع وراء حضور العروض المسرحية المعروضة بالمسارح. وأضاف، بالرغم الجهد المشكور للفنان أشرف عبد الباقي صاحب تجربة "تياترو مصر" وبتوفير مساحات للشباب فى عروضه، الإ اننى أرى ان مسرح الدولة أيضا يوفر تلك المساحات للشباب وهو ما يبرز فى العروض الكوميدية على خشبة مسرح الشباب . وأكد فى نهاية حديثه على ان سيظل مسرح الفضائيات تجربة غير مكتملة العناصر مثل العروض المسرحية التي تقدم علي خشبة المسرح ، وان تجارب مسارح الفضائيات هي مكملة لمسارح الدولة وغير منافسة لها فى أطار استعادة الجمهور للمسرح مرة أخرى. وأكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن أي نشاط فني فى مصر حالياً هو فى صالح الجمهور المصري، حتى لو عمل فني ردي، وأضاف فمثلا فى فترة الثمانينيات كان فى مصر لا يقل عن 30 فرقة مسرحية على الساحة تقدم العديد من العروض السيئة والقليل منها عروض ناجحة وهى ما تسمى بعروض مسرح" المقاولات" أيا كان بالنسبة لي كانت فى مجملها تعبر عن وجود حركة مسرحية مستمرة . وأكد ان وجود مسرح للفضائيات لا ينافس مسارح الدولة أو القطاع الخاص ولا يستطيع أن يحتكر جمهور كلا منهما ولكن هوه بمثابة مكمل للنشاط المسرحي فى مصر وأدعمهم جميعاً. من طارق الشناوي الى أحد المتابعين الجدد لمسرح الفضائيات والذي كانت له وجهة نظر مغايرة له ولرئيس البيت الفني للمسرح وهو جوزيف رءوف ويعمل محاسب ، حيث يرى ان تجربة "تياترو مصر" أو "مسرح مصر" جعلت منه متابعا للمسرح فى المقام الأول بعد أن كان أحد المقاطعين من الأساس للحركة المسرحية فى مصر، نظرا لعدة أسباب، أولها هي أنها غير مكلفة فمشاهدتها عبر الفضائيات أو موقع" اليوتيوب" لا تحتاج الى تذكرة، أو الى ذهاب الى مسرح ، ويأتي السبب الثاني فى جذبه لمشاهدة المسرح عبر الفضائيات يتمثل فى الوجوه الجديدة التي أثبتت موهبة فى الكوميديا، وهو ما برز بعد ذلك فى مشاركة أغلب هؤلاء الموهوبين فى العديد من الأفلام والأعمال الدرامية فى شهر رمضان الماضى مع كبار النجوم ، بالإضافة الى تنوع أفكار العروض وما تقدمه من هدف للمشاهد. ويؤكد جوزيف أن تجارب مسارح الفضائيات جعلته وأصدقائه وأسرته يحاولون حجز تذاكر لمشاهدة عروضها بشكل مباشر على خشبة المسرح، الأمر الذي بلغ انتظاره فى أحدى المرات أنه انتظر الحصول على تذاكره وله لأصدقائه لمشاهدة العرض لأسابيع حتى استطاعوا الذهاب لمشاهدة العرض بشكل مباشر. ويرى جوزيف أن سبب عزوفه عن متابعة العروض المسرحية على مسارح الدولة أو القطاع الخاص يعود الى ضعف الموضوعات المقدمة، بالإضافة الى قلة مشاركة النجوم فيها كسبب آخر بخلاف البعد الأقتصادى أو الخاص بالذهاب أليها.