نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة ، صباح اليوم الأربعاء، مائدة مستديرة بعنوان: " دور الإعلام فى نشر ثقافة السلام المجتمعى ونبذ آليات الاستقطاب "،بقاعة المؤتمرات بالكلية، بحضور استاذ دكتور جيهان يسرى عميد عميد الكلية، والدكتور شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، الدكتورة عواطف عبد الرحمن استاذ الصحافة، الدكتورة ايناس ابو يوسف ، والدكتورة نجوى كامل، ومحمود مسلم رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم، والدكتور نبيل عبد الفتاح مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ، زينهم البدوى، نائب رئيس الإذاعة المصرية، وشباب الإعلاميين، والقنوات الفضائية. قال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم، إن الإعلام ليس وحده المسئول عن القيم والأخطاء السائدة فى المجتمع، مؤكدا أن الإعلام دوره أقوى وأسرع، وأن الدولة تدفع نتيجة التربية الخاطئة فى المجتمع، قائلا: نحن أمام منظومة صعبة، ولدينا نظام حاكم يملك نوايا طيبة ولا يملك إرادة واضحة تجاه الإعلام. وأضاف مسلم، إن الإعلاميين بشكل عام لا يجتمعون إلا فى المناسبات مع رئيس الجمهورية، قائلا: ليس لدينا سلطة تؤمن بإعطاء المعلومة للإعلام، يتعاملون مع المعلومة للحجب وليس للإتاحة. وتابع رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم، أن دور رقابة المجتمع غائبا، مضيفا: رأينا أشخاص ارتكبوا جرائم إعلامية ولم يسلط المجتمع الدور عليهم، ويمارسون العمل بشكل عادى وكأنهم لم يرتكبوا أخطاء . وختم مسلم كلمته قائلاً: أرفض الهجوم المستمر على وسائل الإعلام الخاصة، لأنها تقدم دور عظيم وتعانى لأنها تعيش فى منافسة غير متكافئة، عكس وسائل الإعلام القومية ، مستنكرا وجود نغمة قديمة تقول إن وسائل الإعلام الخاصة تابعة لرجال الأعمال وتعمل لمصلحتهم. ومن جانبه، قال زينهم البدوى، نائب رئيس الإذاعة المصرية، إنه لابد من صدق الإرادة وإتباع المنهج السليم لترسيخ المعنى الحقيقى لحب الوطنى لتحقيق السلام المجتمعى فى وسائل الإعلام، مؤكدا أن لغة الخطاب الإعلامى السليم لن تتحق إلا بكوادر نابغة، مؤكدا أن هناك كوادر تحتاج إلى تدريب للتصدى لمن هم ليسوا أهلا للعمل الإعلامى، حسب قوله. وأوضح نبيل عبد الفتاح، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن السلام المجتمعى أو الاجتماعى طرح فى مصر كجزء من الصراع السياسى منذ وصول السادات للسلطة، واستخدام هذا المفهوم بديلا عن المصطلحات فى عهد عبد الناصر وهو مفهوم له تاريخه. وأضاف عبد الفتاح ، أن التنوع فى التركيبة المصرية أصبح سمة من سمات المجتمع قائلا: عانينا من الدولة السلطوية والإعلام ظل لعهود عديدة هو أحد أدوات القمع للنخبة الحاكمة، وأصبح فى جزء كبير من مراحل الصراع السياسى أداة مثيرة للانقسامات فى البنية الاجتماعية، وساهم بعض الإعلاميين فى ذلك، وأحد محفزات الصراع على الهوية فى مصر وبالهوية على الروح المصرية كان الإعلام المصرى . من جانبها قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الدستور نص فى العديد من المواد على استقلال الإعلام، وإن المادة 72 منه تنص على حرية إصدار الصحف وغيرها من المواد، مضيفة: نريد تفعيل النصوص الدستورية والتشريعات التى تخص حق الصحفى فى الوصول لمصادر المعلومات. وأكدت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أنه إلى الآن قانون حرية تداول المعلومات لم يصدر، وإن صدر يحتاج لتفعيل. وأضافت أستاذ كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن السلطة التنفيذية منذ ثورة 25 يناير تتوسع فى فرض سرية على المعلومات فى إطار مصطلحات مطاطة منها الأمن القومى وغيرها، قائلة: لابد من تكاتف الإعلاميين وعدم التوقف عند المناداة بإلغاء المواد المقيدة للحرية، لأن استمرار هذا يتناقض مع توقيع مصر على كل المواثيق العالمية فى حقوق الإنسان وحريته فكرا ورأيا وتعبيرا . وأشارت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، إلى أنه بالنسبة للإعلاميين داخل المؤسسات الصحفية والإعلامية فإن الدراسات تشير لغياب الممارسة الديموقراطية داخل تلك المؤسسات وإقصاء كفاءات داخلها واستمرار عناصر أخرى وانتشار الشللية داخل المؤسسات، مطالبة بضرورة تفعيل انتخاب رؤساء التحرير ورؤساء مجلس الإدارة واستقلال المؤسسات عن السلطة التنفيذية والمعلنين، وذلك بدون استطاعة نقابة الصحفيين اتخاذ إجراءات لمواجهة تلك الممارسات، حسب قولها. وطالبت أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بتحرير المؤسسات الإعلامية والصحفية والفضائيات من سيطرة المعلنين لأنها تؤثر سلبيا على الآداء الإعلامى والرأى العام، قائلة: الإعلاميين لهم واجبات وعليهم حقوق والفترة الحرجة الحالية من الضغوط الخارجية وتردى الجبهة الداخلية جعلت الصحفى بين شقى الرحى، وأن أمامه خيارين أولهما أن يساير السلطة خوفا من البطش الأمنى والصعوبات التى تعترضه داخل مؤسساته، أو يتراجع، وهنا لن يستطيع أن يؤدى دوره . وأكدت عبد الرحمن ، أنه لابد أن تكون النقابة قوية وأن يكون هناك مساندة من المؤسسة لتأمين حقوق الصحفى، وأنه لابد من الإسراع لتأسيس نقابة للإعلاميين وإلغاء النصوص السالبة للحريات، مشيرة إلى أن المبالغة فى التفاؤل أو النقض أسلوب غير علمى . وفى ختام الملتقى أكد الدكتور شريف دروبش على طباعة أبرز ما توصلت اليه المناقشات من خلال المائدة المستديرة وطبعها فى كتاب على نفقة الكلية. وأكدت الدكتورة جيهان يسرى عميد الكلية فى ختام المائدة المستديرة ضرورة تنسيق كلية الإعلام مع المؤسسات الإعلامية وتوفير دورات وورش عمل خاصة بالمهنية الإعلامية لطلاب الكلية وشباب الصحفيين، سوف تطرح قريبا من خلال الكلية. وقامت الدكتورة جيهان والدكتور شريف درويش اللبان بتكريم كل من محمود مسلم والدكتور نبيل عبد الفتاح بمنحهم درع الكلية فى ختام الملتقى.