اعرب محمد سامح عمرو سفير مصر لدى اليونسكو ورئيس المجلس التنفيذى للمنظمة، عن قلق منظمة اليونسكو من تصاعد أعمال العنف وما تشهده العديد من مناطق العالم من جرائم أرهابية لا تتفق ورسالة السلام التى تسعى اليونسكو لتحقيقها منذ منتصف القرن الماضى، مشيرا إلى أن الأحداث الدولية المعاصرة تلقى بمزيد من العبءعلى كاهل المنظمة الأممية وبضرورة تفعيل وبشكل مكثف الدور الذى تلعبه المنظمة فى العمل على تقارب المفاهيم والرؤى ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وفتح قنوات الحوار . وأضاف عمرو بأنه لتحقيق هذه الأهداف، فقد عقد أمس المجلس التنفيذى لليونسكو، جلسة ليوم واحد للتباحث حول الدور الذى يمكن أن تلعبه المنظمة الأممية لمواجهة المستجدات الدولية ومتابعة أنشطة المنظمة وما سوف يتم تنفيذه من اجراءات للتصدى لأى شكل من أشكال العنف ضد الانسانية، وذلك بمشاركة كبيرة من جميع أعضاء المجلس وعدد كبير من سفراء الدول غير الأعضاء كمراقبين، كما شاركت فيها المديرة العامة للمنظمة أيرينا بوكوفا حيث أجابت على أكثر من مائة سؤال طرحوا عليها من الدول الأعضاء. لافتا الى أن الجلسة تمحورت أيضا حول عدد من الموضوعات ذات الأهمية فى الوقت الحاضر فى مقدمتها كيفية كفالة الحق فى التعبير عن الآراء مع الوضع فى الاعتبار ضرورة مراعاة احترام فكر ومعتقدات الآخر، وخلال الجلسة عرضت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو تقرير عن الوضع المتدهور لحالة مواقع التراث الثقافى فى سوريا والعراق وما أصابها من دمار على يد الجماعات الأرهابية وضرورة تكاتف جميع دول العالم لمواجة هذه الاعمال التى تؤثر بالسلب على مكنوز العالم الحضارى وضمير الانسانية . كما أشار عمرو إلى أن النقاش امتد إلى متابعة ما نفذته المنظمة من البرامج والأنشطة التى تم اعتمادها من المؤتمر العام للمنظمة فى مجالات التعليم والثقافة والاتصالات والمعلومات، والاهتمام بقضايا الشباب وتفعيل مشاركة المرأة فى الحياة العامة وتحقيق المساواه بين الجنسين، الأمر الذى يستتبع بطبيعة الحال ضرورة توجيه الدول الأعضاء كافة سبل المساعدة للمنظمة الدولية بما فى ذلك توفير الموارد المالية والخبرات الفنية اللازمة لمواجهة المستجدات الدولية بالشكل المناسب. واكد سفير مصر باليونسكو أن هذا الاجتماع يأتى فى توقيت مناسب للغاية حيث يتم حاليا الإعداد للدورة القادمة للمجلس المقرر انعقاده خلال شهر أبريل المقبل، بالإضافة إلى أنها تؤكد على مباشرة المجلس التنفيذى لدوره كجهاز رقابى للمنظمة ومتابعة أعمال السكرتارية، كما تساعد فى وضع تصور للموضوعات التى يجب أن تحظى بالاهتمام والواجب إدراجها على جدول أعمال المؤتمر العام للمنظمة الذى سينعقد نهاية العام الجارى، وتعزيز المشاركة الفعالة للمنظمة فى المؤتمرات الدولية التى ستنعقد هذا العام وفى مقدمتها مؤتمر التعليم الذى سيتم عقده بكوريا الجنوبية خلال شهر مايو القادم والمؤتمر الدولى للتغيرات المناخية الذى سينعقد بباريس خلال شهر ديسمبر القادم. كما عكست مناقشات أعضاء المجلس رؤيتهم فيما يجب أن يتم تضمينه فى أجندة التنمية المستدامة لفترة ما بعد 2015 بما يضمن تحقيق اليونسكو لأهدافها.