يحي النادي الأهلي، والشعب المصري اليوم، الذكرى الثالثة لمذبحة بورسعيد، والتي راح ضحيتها 74 مشجع من جماهير الأهلي والمصري البورسعيدي، والتي جرت بينهما بعد انتهاء مباراتهما بالدوري المصري في 2012. ومن المقرر أن ينشئ الأهلي اليوم، سرادق عزاء بمقر النادى بالجزيرة بحضور الشيخ خالد الجندي. وكانت أحداث بورسعيد بدأت بإنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية الملعب أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء الذي أقيم يوم 1 فبراير 2012، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة. واقتحم جماهير المصري البورسعيدي أرضية الملعب بعد انتهاء المباراة بفوز المصري على الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وكان بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصى، وذهبوا ناحية مدرجات جماهير الأهلي وقاموا بالاعتداء عليهم، مما أودى بحياة 74 شخص، منهم 72 من جماهير الأهلي. وكانت جماهير الأهلي تحمل لافتة أثناء المباراة بعبارة «بلد البالة مجبتش رجالة»، والتي اعتبرها جماهير المصري إهانة كبيرة لهم. وأكّدت تقارير صادرة عن الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء، كما سببت قنابل الغاز حالات اختناق. وخرج لاعبي الأهلي وبعض من جماهيره من بورسعيد داخل عربات ومدعات الجيش والشرطة، وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية، كما أمّنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة. وجمد مجلس إدارة النادي الأهلي المصري بقيادة حسن حمدي في اجتماع طارئ بعد المباراة بيوم، نشاطات النادي الرياضية في هذا العام، وأعلن الحداد أربعين يوما على ضحايا الأحداث، كما قرر النادي مقاطعة كافة فرقه لأي أنشطة رياضية تقام بمدينة بورسعيد لمدة خمس سنوات. وطالب الأهلي، المجلس الأعلى للقوات المسلحة معاملة شهداء ومصابي النادي والرياضة المصرية في الأحداث الأخيرة نفس معاملة شهداء ومصابي الثورة. وكلف اللجنة القانونية بالنادي برئاسة المستشار محمود فهمي وعضوية المستشار رجائي عطية والمستشار أسامة قنديل والمستشار أكثم بغدادي لمتابعة بلاغ النادي الأهلي للنائب العام والتحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة، وإقامة نصب تذكاري بمقر النادي بالجزيرة للشهداء. وفتح حساب بنكي لتلقي التبرعات لمصلحة أسر شهداء الأهلي، ووضع فيه مليون جنيه مصري كنواة لهذا الحساب مع فتح باب التبرعات لأعضاء النادي والجهات والهيئات الراغبة والأفراد المتضامنين مع الشهداء وأسرهم وذلك تقديرا من النادي الأهلي لأبنائه وشهدائه. في الوقت ذاته، جاء رد فعل النادي المصري متمثلا في تعبير عن الحزن لسقوط الضحايا والاستنكار للجريمة، وتقدم مجلس إدارة النادي برئاسة كامل أبو علي باستقالته، واصدر النادي المصري بيانا رسميا تضمن، التأكيد على مسئولية الأمن الكاملة عن تأمين مباريات الدوري والتي كانت شرطا من جانب أندية الدوري للموافقة على عودة مسابقة الدوري بعد الثورة، حيث تعهد وزير الداخلية بالتأمين الكامل لكافة عناصر اللعبة داخل وخارج الملاعب من قبل أجهزة الأمن ورفضت كافة الأندية في ذلك الوقت عودة النشاط دون ذلك. في السياق ذاته اعلنت روابط مشجعي المصري المختلفة الحداد على شهداء الأحداث وتبرؤها من الأحداث واستنكارها الكامل لها، وقاموا بتعليق عمل المواقع الإلكترونية الخاصة بهم في خطوة رمزيه للتعبير عن الحداد. وتم إيقاف الدوري المحلي المصري لمدة عام، من قبل رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم آنذاك سمير زاهر. وقاما حسن شحاتة مدرب نادي الزمالك آنذاك ومحمود جابر مدرب نادي الإسماعيلي آنذاك، قررا عدم استئناف الشوط الثاني من المباراة التي جمعت بينهما بالدوري بالقاهرة في نفس يوم الحادث. وقام كل من جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، ونادي ليفربول الإنجليزي وناديي الترجي والإفريقي التونسيين، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإرسال تعازيهم للنادي الأهلي. وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه الواقعة، تقابل الفريقان في يناير الجاري في أول مرة بعد الحادثة، وكانت هناك ضغوطا قوية من قبل أهالي شهداء الأهلي لعدم خوض هذه المباراة، ولكن رفض مجلس إدارة الأهلي الانسحاب من المباراة، مؤكدا أن هذا الانسحاب سيؤدي لضياع البطولة من النادي، وفرض عقوبات عليه من قبل اتحاد الكرة. وارتدى لاعبي الأهلي قبل المباراة تيشيرتات سوداء مكتوب عليها "لن ننسي 74 شهيد"، كما رفضوا أن يسلموا على لاعبي المصري قبل اللقاء والذي تعادل فيها الفريقان بهدف لكل منهما.