يتوقع بعض المحللين والخبراء من ذوي الأصول العربية أن تلقي حادثة الاعتداء على مجلة شارلي إبدو الفرنسية بظلالها على مستقبل العلاقة بين الغرب والاسلام، وأيضاً على واقع الجاليات المسلمة في أوروبا ، وخاصة فرنسا. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقال رأي للكاتب الفرنسي من أصل مغربي، طاهر بن جلون بعنوان "الإسلام ضحية القتلة"، يتناول فيه تأثير الهجوم الإرهابي الأخير، الذي استهدف مجلة شارلي إبدو الفرنسية، الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا من بينهم رئيس تحرير المجلة و3 من رساميها، على صورة الإسلام في فرنسا. وحذر "بن جلون" من الخلط بين ما يرتكبه إرهابيون باسم الإسلام، وبين المسلمين الذين يعيشون في فرنسا، وتابع: "إذا صاح القتلة "الله أكبر"، فهذا الذي فعلوه عمل ضد الإسلام والمسلمين" ، داعيا مسلمو فرنسا إلى ضرورة حشد أنفسهم أكثر لإدانة مثل هذه الأعمال التي "تسئ إلى الإسلام ورسالة النبى"، خاصة أنهم من المؤكد سيعانون في الفترة المقبلة ولن ينجوا من الشك الملغم. على جانب أخر ، ندد الروائي الفرنسي بعمليات الملاحقة التي إزدادت في الآونة الأخيرة ضد الإسلام والمسلمين في فرنسا، كلما فقدت الدولة ثقة مواطنيها ، أو لإيجاد كبش فداء لشرح أزمة أخلاقية أو لكسب أصوات ناخبين، على حد قوله ، ويرى "بن جلون" أن فرنسا تاجرت بالخوف والكراهية والأوهام وأزمة الهوية، حيث كان يتم تم استهداف المهاجرين الأجانب الذين تضرروا اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن البربريون قد ارتكبوا جريمة بشعة باسم دينهم. وفي السياق ذاته ، أكد "بن جلون" أنه ينبغي على فرنسا اغتنام رسالة من هذا الإرهاب الجديد، خاصة بعد أن انتقلت الحرب إلى أراضيها ، متسائلا إلى أي مدى هي مستعدة لمواجهة هؤلاء القتلة المسلحين والمدربين جيدا، والعازمين على زرع الموت؟ وأضاف "بن جلون" إنه بعيداً عن مشاعر الغضب وضرورة تطبيق العدالة، فعلى فرنسا أن تدرك أنها بصدد "إرادة متأصلة وشرسة تسعى إلى منع المسلمين من الحياة على أرض علمانية وفى ظل احترام قانون الجمهورية، وتجعل منهم أعداء لفرنسا ، لذلك يتعين علينا جميعا أن نقاوم، لأننا جميعا نشعر بالقلق" ، على حد قوله.