تعتبر "ناهيا البلد" من العشوائيات القديمة التى توجد بمحافظة الجيزة، حيث يرجع تاريخ تلك المنطقة كما يقول سكانها إلى العصر الفرعوني، حيث كانت تعيش هناك ملكة اسمها "نهيا". وتعتبر "ناهيا البلد" ذات موقع متميز تاريخياً لأن اسمها ورد في معجم أسماء البلدان للرحالة "ياقوت الحموي"، كما أن علي باشا مبارك ذكرها في كتابه "الخطط التوفيقية" مشيراً إلي أن اسمها تغير من "نهيا" إلي "ناهيا" في عام 1813 ميلادية، ومحدداً معني اسمها بأنه من النهي، أي الأمر بعدم فعل شيء. أما عن الموقع الخاص بالمنطقة، تقع غرب الجيزة، وتبعد مسافة 8 كم عن هضبة الهرم، ويحدها من الشمال قرية كومبرة وكفر حكيم، وفي الجنوب كرداسة وصفط اللبن، وغرباً قرية بني مجدول، ومن الناحية الشرقية كفر برك الخيام.. وعندما تدخل إلى المنطقة تجد أن معظم بيوتها من دور واحد أو دورين ليس أكثر من ذلك، أما عن الشوارع فيوجد بها شا رع عمومى كبير ولكن ذلك بعد المعدية أو الكوبرى فوق الترعة الذى لابد أن تعبر من عليه حتى تصل إلى منطقة "ناهيا البلد". أما عن سكان المنطقة فيظهر عليهم حالة الفقر، وتعد منطقة السهراية ب"ناهيا البلد"، من أكثر العشوائيات معاناة فشوارعها ضيقة بشكل كبير وبيوتها حتى الآن مبنية من الطوب اللبن، ومؤخرا أصبحت بعض البيوت آيلة للسقوط، فبدأ السكان إعادة بنائها بالطوب الأحمر، حتى يتمكنوا من العيش بها. ومن أشهر الأماكن بها منطقة الأربعين، ويتمسك أهالى المنطقة هناك بالشكل الريفى الخاص بالمنطقة برغم من أنها تقع بالقرب من العاصمة حيث تجد الرجال يرتدون الجلباب والنساء ترتدين العبايات. وعندما تحدثت مع شيماء محمد وهي إحدى سكان المنطقة قالت إنها البنت في "ناهيا البلد" تتزوج في سن صغيرة، وغالبا لا تكمل تعليمها وتترك التعليم من المرحلة الإعدادية وتبدأ بأختيار شريك عمرها، ويترواح سن الزواج هناك من 17 وحتى 20 عاما، وإذا زاد أكثر من ذلك تصبح فى تعداد العنوسة، و ويجد أهل المنطقة معاناة في تجهيز العروسة لأن معظم رجال المنطقة يعملون باليومية وليس لديهم دخل شهري ثابت. ويقول مصطفى إبراهيم، أحد سكان المنطقة، وهو يعمل سباك، المنطقة عندنا ستنهار لأنه لا يوجد لها أساس بسبب الحفر الكثير تحت البيوت. وتقول أم آية، وهي إحدى سكان المنطقة، إنه عندما جاءت للعيش هنا كانت البيوت جيدة الحال ولكن الناس الجهلة على حسب وصفها، والذين يقومون بالحفر بحثا عن الآثار هم الذين تسببوا في انهيار البيوت. وقالت أم محمد، وهي إحدى سكان المنطقة، إن سبب ما يحدث هو عدم وجود أساس سليم بداخل المجارى أو لقنوات الصرف الصحي. أما عمرو محمد فيقول، إن سبب إنهيار البيوت وتشقق جدرانها، هي قيام البعض بالحفر بحثا عن الآثار. وتظل أحلام أهالي "ناهيا البلد" مكتومة، فلا هم يستطيعون الهروب لمكان آخر، ولا هم يستطيعون الحياة بأمان في بيوتهم الآيلة للسقوط، هم فقط ينتظرون سقوطها في أي وقت