اثار الحديث المتزايد عن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تخوفات كثيرة في الشارع المصري بشكل عام وعند الاقباط بشكل خاص ، وازادا هذه المخاوف مع حادث مقتل طالب الهندسة بالسويس ، وتصاعد الاحاديث حول ترويع النساء وخاصة غير المحجبات خاصة مع وصول الدكتور محمد مرسي الى كرسي الرئاسة ، ولعل ذلك قد دفع قيادات قبطية ونسائية الى الدعوة الى مليونية نسائية ضد جماعة الامر بالامر والنهي عن المنكر. وفي هذا الاطار قال نجيب جبرائيل - محامي قبطي ورئيس الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان- أن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "مصيبة سودا" على حد قوله، فهذه الجماعة تعددت أفعالها وإنتشرت وأكد "جبرائيل" أن كل هذه الأفعال التي تقوم بها جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس سوى صور إجرامية تشكل ظاهرة غريبة على الطابع المصري، وبالتالي قمنا برفع دعوة أمام النائب العام. كما أكد أن رد فعل الأقباط حول هذه الظاهرة سوف يكون كرد فعل الكثير من المسلمين، وهو التظاهر، فقد قررنا أن نقوم بمليونية نسائية مكونة من السيدات المسيحيات والمسلمات إعلاناً لرفضهن هذا النمط الإجرامي الذي يفتعل تحت اسم الدين بالقوة. وأشار رفيق جرجس -المتحدث الرسمي باسم الكنيسة- أن فكر هذه الجماعة مرفوض تماماً، فبعض الناس بعد أن وصل الدكتور محمد مرسي إلى الرئاسة قاموا "بشم نفسهم" على حد قوله، وإعتقدوا أن بإمكانهم "فرد عضلاتهم وتربيتهم للناس"، وهذا لا يقتصر على الأقباط فقط، بينما كان نفس رأي المسلمين أيضاً. كما أكد جرجس أنهم لن يقوموا بعمل شيئاً، ولكنهم سوف يتركون التصرف للقانون ليقوم بالقبض على هؤلاء الأشخاص، موضحا أن هناك فارق بين أن يقوم شخصاً ما بنصيحتي، وبين أن يتحرش بي، وهذا يعتبر تحرش وهي تهمة يعاقب عليها القانون. وطالب "جرجس" الرئيس الجديد بألا يتعامل مع المصريين علي أنه أعلي منهم سلطة ومكانة، بل يتعامل مع كافة الأشخاص وكأنه شخصاً عادياً منهم. وقال عاطف حكيم -صحفي- أنه لم يتم إلا الأن الإعلان رسمياً عن تلك الجماعة، ولكنه في حال الإعلان عنها سوف تكون مهزلة، لأنه من المفترض أننا نسعى إلى إنشاء دولة ديموقراطية، وتلك الأفعال التي تقوم بها هذه الجماعة أفعال مخالفة للديموقراطية تماماً، مؤكدا أن الأقباط لن يتركوا بلدهم ويهاجروا كما ظن البعض، لأن هذه بلدهم مثلما هي بلد المسلمون. وقال عصام عاطف أنه ليس من الديموقراطية أن تجبر الناس على أن تفعل شيئاً سواء كان هذا الفعل صحيح أو خاطئ، لأنه من الصعب إدراك العلاقة بين الشخص الذي يسير مع فتاة بالشارع، فمن المحتمل أن أكون مع خطيبتي، فمن أين أؤتي له بإثبات لهذا؟ وهل أصبح من العادي في كل مرة أخرج فيها من بيتي مع أختي أن نلتزم بإخراج إثبات الشخصية، مشيرا أنه هناك سفراً في الإنجيل ينص بالأتي " من ليس له ناموس، تكن ضمائرهم ناموساً لهم" أي أنه من ليس له دين فليجعل ضميره هو دينه، فعلاقة الشخص بربه علاقة روحية، وضميري هو ما يجعلني أفعل أو لا أفعل وعلي أن أتحمل مسئولية ما أفعله. وقال أنه ليس هناك أي مجال للهجرة، فأنا كمسيحي لن أبيع ممتلكاتي كي اسافر، هذا بالإضافة لأن المعاملة في الخارج لنا لن تكون كما هو مخيل، بل فنحن عرب وهم لا يرحبون بالعرب، ثم أن هذه بلدي ولن أتركها. وأضاف أن بنات المسيحية لسن محجبات ومنهن من ترتدين ملابس ملفتة نوعاً ما، ولنفرض أنني أوافق أن تكون أختي أو إبنتي أو زوجتي أو حتى أمي ترتدي هذا الرداء، فأنا حر، وليس لأحد أن يراجعني على ما أري، فهو شيء لا يخصه. وقال بيشوي حبيب أن ما يحدث من قبل هذه الجماعة ليس سوى بلطجية مبررة باسم الدين أو بمعنى أصح "بتتلزق في الدين"، فقد أصبح كل بلطجي يربي لحيته وقال الله وقال رسوله وهو لا يعرف شيئاً عن الدين، ففي هذه الحالة لا ينطبق عليه سوى كلمة "ريشة الطبال بقى شيخ". وأضاف حبيب، أن موقف المسيحيين لم يتغير، فهم مازالوا خائفين، فإحساسهم من نتيجة الإنتخابات يماثل تماماً إحساس المصريين بنكسة عام1967، وهذا الإحساس لا يقتصر فقط على المسيحيين، بل على عدد لا بأس به من المسلمين أيضاً. وأشار إلى أن هناك عدد من المسلمين خرجوا في بعض القرى بعد فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة يقولون "إرفع راسك فوق إنت مسلم"، فأصبح النجاح ليس نجاح سياسي، با أصبح نجاح ديني، وكأنهم إنتصروا بفتح مصر للمرة الثانية بعد عمرو بن العاص رضي الله عنه.