أقامت اللجنة الثقافية باتحاد الكتاب ندوة للأديب الدمياطي ناصر العزبي، وذلك بمناسبة صدور عدة كتب له منها نص مسرحي بعنوان (انتظار) عن الهيئة العامة للكتاب، ثم أعقبه صدور نص (أحلام مؤجلة و3خارج اليابس)عن إصدارات إقليم شرق الدلتا الثقافي. أدار الندوة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس اللجنة، وشارك فيها الكاتب والنقاد عبد الغني داود، د.سمير الخطيب ومحمد مسعد. بدأ محمد ناصف الندوة بتعريف الكاتب ناصر العزبي ومشواره الطويل مع الإبداع، وما حققه من إنجازات إبداعية، والجوائز التي حصل عليها والتي منها: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب مجال أدب الطفل عام 2001، جائزة د.سعاد الصباح لإبداع الشباب العربي في المسرح عام 1992، جائزتين من المجلس الأعلى للثقافة في التأليف المسرحي، عامي 1992 1996، وجائزة من المجلس الأعلى للثقافة في العلوم السياسية عام 1992، جائزة المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة في التأليف المسرحي أعوام 93 ، 94 ، 99، جائزة النص المسرحي بمهرجان نوادي المسرح الخامس عن (شتات الذاكرة) عام 1995، كما حصل على درع التفوق من هيئة قصور الثقافة عام 2000. وتحدث الناقد عبد الغني داود عن أهم ملامح نصوص العزبي فقال: إنه يمتلك قدرة هائلة على توظيف الملحمية أو البريختية، ونلحظ ذلك على سبيل المثال في مسرحياته الطويلة ومنها: (نتاج الخوف، ليلة زفاف الحلم، حالة كساد) والتي من خلالها يؤكد أنه يقدم مسرحا غير تقليديا، أيضاَ في مسرحياته القصيرة الأخيرة فكرة (نص الورشة) التي تعتمد على الفضفضة ومنها مسرحيات "تلاته خارج اليابس، شئون صغيرة، وبالرغم من اعتماده على شخصيات إنسانية إلا أننا نجدها تحمل أسماء تحمل دلالات مثل مغمور، مزيكا، طموح، حريف، سالم، سلمى، حالم، كما أن المؤلف يعتمد في مسرحياته تلك على عملية الكولاج بين المشاهد ومراعاة التسلسل الزمني بينها، ورغم أن العزبي دائم الدعم لفكرة الحلم والأمل إلا أنه غالبا ما يختتم مسرحياته بشكل مأسوي. ويضيف داود: أن (تلاتة خارج اليابس) تميزت بالنعومة والسلاسة الشديدتين، وكذا الإيقاع والموسيقى الداخلية، معزوفة بسيطة على آلة واحدة. ويختتم داود حديثه مؤكدا أن ناصر العزبي كاتب مهم جداَ، ودءوب جداَ ويستحق من النقاد التوقف أمام أعماله.. وتحدث الناقد د.سمير الخطيب عن أهم سمات شخصيات نصوص العزبي قائلا: شخصيات العزبي تتسم بالهروب من الواقع، والنهايات المغلقة، فالشخصيات مأزومة بسبب الواقع التي تلجأ لهروب منه إلى عالم غير واقعي، فنجد ثلاث شخصيات تهرب من واقعها في مسرحية (تلاتة خارج اليابس)هاربة إلى البحر، ومجموعة من الشخصيات في (شئون صغيرة) تهرب إلى منتجع السيد خلف في مكان ما، بينما تهرب الشخصيات إلى لعبة المسرح والتمثيل داخل التمثيل في (أحلام مؤجلة)، مع تشابه التكنيك في الأخيرتين، على خلاف الأولى التي تختلف عنهما في التكنيك، ويؤكد د.الخطيب على أن العزبي يعتمد على ثنائية (الحلم الواقع)، كذلك على سمة النصوص المفتوحة، والتي من الممكن فيها لشخصياتها أن تحمل قضايا مختلفة ومتنوعة، كما أن معظم الشخصيات نجدها في حالة بوح بما يوقعنا في أن الشخصيات قد تكون نمطية أو واضحة، وفي نص (تلاتة خارج اليابس) نجد المؤلف لا يهتم بالزمن وربما كان سبب ذلك هو لجوء العزبي للتكثيف الشديد..