قبيل أيام قليلة على الذكري الأولي لفض اعتصام الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، عقب الإطاحة به في 3 يوليو من العام الماضي، بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. تستعرض "الوادي" أبرز الأحداث التى صاحبت الفض ومن ثم رأي المحللون في هذا اليوم، في ظل دعوات أنصار الإخوان لإحيائه بالتظاهر. - ملابسات الفض قررت قوات الأمن مدعومة من القوات المسلحة في 14 أغسطس من العام الماضي، دخول ميداني رابعة العدوية والنهضة، لفضه من المعتصمين به، حيث تم الفض وفق ما أعلنت وزارة الداخلية على مراحل أولها وفق ما أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الدالخية وقتها اللواء هاني عبد اللطيف، تمثلت فى الأسلوب السلمى، عن طريق إطلاق المناشدات المختلفة لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم بشكل سلمى. فيما جائت المرحلة الثانية بتكليف وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم بفض اعتصامي رابعة والنهضة، ليقوم ابراهيم بعقد عدة اجتماعات مع مساعديه لوضع خطة الفض، لتجنب وقوع خسائر بالأرواح لتأتي المرحلة الثالثة باسم مرحلة الإنذار الأخير، والمرحلة الرابعة تمثلت فى تحرك القوات لتنفيذ الخطة تحت أعين الوزير، و المرحلة الخامسة بدأت بمداهمة ميدان النهضة فى حوالى الساعة الثامنة صباحا من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين. أما المرحلة السادسة لعملية الفض فتمثلت فى مداهمة ميدان رابعة العدوية والنهضة بالتواجد على أطراف ومداخل الميدانين، باستخدام الغازات المسيلة للدموع والخرطوش والمعدات العسكرية لإزالة الحواجز والموانع التى أقامها أنصار الإخوان المسلمين. - خسائر الفض صاحب فض إعتصامي رابعة العدوية وقوع قتلى وإصابات، حيث خرجت أعداد القتلي والمصابين متضاربة حيث أعلنت وزارة الصحة وقتها أعداد الضحايا فى رابعة العدوية بلغ 288 قتيلا يوم 15 أغسطس، في الوقت الذي شهد فيه فض اعتصام ميدان النهضة عدم وجود إصابات. فيما أعلن أنصار الإخوان عن سقوط بلغ 2600 قتيل وفق أرقام المستشفى الميداني برابعة أيضاً. في حين بلغت ضحايا قوات الشرطة وفق ما صرح به اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية ، 114 من رجال الشرطة. - دعوات الإخوان للتظاهر من جانبها شهدت صفحات الإخوان وموقعهم الرسمي دعاوت مكثفة لإحياء الذكري الأول لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث أعلنت حركتا "باطل والأيام الحاسمة" المنتمين الى جماعة الإخوان المسلمين في بيان: "حان الوقت لكي يتحول حماس الشباب إلى براكين غضب تقتلع الظلم من جذوره، وعلى حشود الثوار من كل المحافظات أن تلتقي في ميادين الثورة لتشكل سيلاً يطهر الأرض من الفساد". فيما دعا التحالف الوطني لدعم الإخوان بالتظاهر في ذكري فض رابعة حيث قال التحالف في بيانه "أيها الثوار أيتها الثائرات واصلوا حراككم الثوري بقوة وعزم، في ذكر المحرقة، وارفعوا التحية لغزة المقاومة والشعب وصمودهم الذي دحر الصهاينة فانتصارهم انتصار لمصر، وللموجة الثورية كلمتها وأهدافها". - الداخلية تحي ذكري شهدائها من جانبة قال اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية إن هناك خطة أعدتها وزارة الداخلية موضوعه خصيصاً لهذا اليوم، لمواجهة أية تهديدات محتملة من قبل أنصار الجماعة المحظورة. وأضاف عبد اللطيف في تصريح خاص ل"الوادي" إن الخطة شاملة لكل محافظات الجمهورية والطرق السريعة، بالإضافة الى قيام وزارة الداخلية الآن بإجراء ضربات استباقية للجماعة الإرهابية، بمداهمة البؤر الخاصة بهم والقبض على مثيري الشغب. وشدد عبد اللطيف على أن الوزارة ستحيي ذكري استشهاد 114 من أبنائها في فض الإعتصامين، من جانب قوات الشرطة 14 أغسطس، من خلال العمل الدئوب على مواجهة أى تهديدات من قبل الجماعة المحظورة. - إخوان منشقون في سياق متصل قال أحمد بان الباحث في شئون الحركات الإسلامية والإخواني المنشق "أتصور أن المشهد الآن سيختلف عما جرى خلال الفترة السابقة، فالمظاهرات ستكون محدودة العدد، وربما يتغلب عليها العنف فى بعض الأحيان، لكن أجهزة الأمن تستطيع التغلب على الموقف، وستتعامل معهم جيداً". وتابع بان أن التظاهر من حق كل موطن، وأن قانون التظاهر ينص على ضرورة اخطار الداخلية أن قبل أى تظاهرة، وفي حال عدم إبلاغ الداخلية بذلك، ستقوم قوات الأمن بمواجهتها، كما أن الإصرار على سياسة ضرب الروس فى الحائط والإصرار على الإنتحار والدخول فى صراع مع الدولة لا يؤدى الى شىء، وعلي الإخوان أن يراجعوا أنفسهم. وأردف: أتصور أيضاً أن تظاهرات الإخوان ستؤدى بهم الى لا شىء، وفيما يخص محاكمات النظام السابق، فلا أعتقد أنها ستزيد من غضب الإخوان لأن الجماعة لا تمثل الثورة ولم تكن يوما من دعاتها، بل إن جماعة الإخوان استفادت من 25 يناير فى الوصول الى الحكم وحزنها ليس على الثورة بل حزنها لأنها فقدت المشهد، مشيراً الى أن من سينزل 14 أغسطس سيكون الإخوان فقط. في ذات السياق قال عمرو عمارة أحد الشباب المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، إن دعوات الإخوان للتظاهر في ذكري فض رابعة والنهضة لن تؤثر، ولن تكون بنفس الحشد السابق، وأن بيانات التحالف الوطني لدعم الشرعية ما هي إلا للإثارة فقط. وأشار عمارة الى أنه يتوقع حدوث إحتكاكات من قبل الشباب المنتمي للجماعة والذي يرفض فكرة المصالحة تماما مع الدولة والذي لايتعدي سوي ال20% ، مبينا أن نسبة كبيرة من الشباب مع فكرة المصالحة وسينسحبون من التظاهرات فور حدوث احتكاكات. واستبعد عمارة انضمام حركات ثورية شبابية كحركة 6 إبريل أو الإشتراكيين الثوريين، حتي لا يدخلوا في معادلة الإخوان المسلمين، كاشفاً أن تلك الحركات تريد الإنضمام الي الحراك الإخواني بشرط أن تتخلي الجماعة عن فكرة الشرعية و رابعة.