تعتبر حرب »أكتوبر» من الحروب التي أعادت للمواطن العربي قبل المصري كرامته وقضت علي اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، ولهذا كان علي كل من عاصر تلك الحرب من أهل الأدب والفكر والفن أن يسجلوا كل لحظة من لحظات الانتصار، وهو ما دفع أهل الفن بتقديم الأغنيات الوطنية عن النصر وقدم له بشكل لائق وهو ما برز فى الأنتاج الفنى الموثق ،أما بالنسبة لأهل الأدب والفكر نجد ان ما تم تقديمه عن حرب السادس من اكتوبر لم توثق بالمستوى الائق بالحدث الجلل وبرز ذلك فى ندرة الاعمال الروائية والقصصية الموثقة. ورغم أن هناك أعمالأ رائعة ومعبرة عن الحرب لبعض الكتاب والروائيين امثال يوسف القعيد وجمال الغيطانى تطرقت لأدب الحرب إلا أن هناك بعض الكتاب والروائيين المعاصرين عزفوا عن الكتابة فيه هذا ما أقره الروائي الراحل وشيخ الحكائين "خيرى شلبي" الذي استثني فقط السير الشعبية، معتبرا أن إبداعنا الحديث والمعاصر لم يعرف أدب الحرب..بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار العاشر من رمضان حاولنا ان نتعرف على أسباب العزوف لدى عينة مصغرة من الأدباء ففندوا الأسباب وفقاً لوجهات نظرهم كالتالى : يقول الروائي ابراهيم عبد المجيد أن الكتاب والروائيين لا تعزف عن الكتابة رغم قلة الأعمال الأدبية الرائعة عن الحرب لكن هناك حجب تلك المواد التي وثقت الحرب من الجهات العسكرية مما أدي إلي ضعف الأعمال الروائية . كما أوضح أن من أسباب العزوف في تلك الفترة الانفتاح الاقتصادي الذي قام به الرئيس الراحل أنور السادات فانشغل الكتاب عن الحرب واهتموا بالوضع السياسي والاجتماعي إنذاك ، وأنه قام بكتابة رواية أسمها " قناديل البحر" ومجموعة قصص قصيرة عن حرب أكتوبر لكن الأوضاع التي تتجدد علي البلاد تجعل الكاتب ينشغل بها ويبدأ بكتابة عمل روائي عن المتغيرات التي تطرأ علي المجتمع . ومن جانبها تقول الكاتبة سلوي بكر إنها لن تشارك في الكتابة عن حرب أكتوبر لأنها تفضل من شاركوا في حرب أكتوبر هم الذين يقومون بالعمل والكتابة عنها، كما أن التشدد في عدم تطوع السيدات في العمل العسكري والمشاركة في الحروب أدت إلي عدم المعرفة الكاملة عن تلك الحرب . وأشار الكاتب شريف عبد المجيد أنه يفضل الأفلام التسجيلية التي تسجل شهادات الشخصيات التي شاركت في حرب أكتوبر مثل ما نشر عن مذكرات الفريق الشاذلي والجنود التي قامت بالحرب وأنه لن يستطيع المشاركة في الكتابة لأنه لا يمتلك المادة الكافية التي يستطيع أن يوثق بها فبالطبع توجد مواد موثقة لم نراها ولم نعلم عنها شيئاً . يذكر أن أهم الأعمال الروائية التي عبرت عن حرب 1973 "الرفاعي" لجمال الغيطاني، و"الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد و"نوبة رجوع" لمحمود الورداني و"أنشودة الأيام الآتية" لمحمدعبد الله الهادي و"السمان يهاجر شرقًا" للسيد نجم و"المرصد" لحنا مينا و"رفقة السلاح والقدر" لمبارك ربيع واخرون .