شهدت الاسكندرية ظهور «ريا وسكينة» صاحبتا أشهر عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع أزواجهما محمد عبد العال «زوج سكينه»، و حسب الله سعيد مرعي «زوج ريا»، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف، حيث تم القبض عليهم وإعدامهم في 21 و22 ديسمبر سنة 1921. الكاتب الصحفى والباحث في التاريخ صلاح عيسى أطلق مؤلفه «رجال ريا وسكينة» الصادر عن «دار الاحمدي» القاهرية، حيث تناول فيه قضية (ريا وسكينة) من منظور جديد يحتلف تماما عن جميع الأعمال التى تناولتهما. ويشتمل «رجال ريا وسكينة» على كل خصائص الرواية وبتركيزه على ما يشبه الرواية السيكولوجية لصالح كشف النقاب عن الدوافع، منح روايته أبعاداً ثقافية جيدة، ليتحول إلى عمل توثيقي ضخم، هو الاول من نوعه بشأن رسم شجرة «عائلة همام» التي تنتسب إليها الشقيقتان: ريا وسكينة ابنتا علي همام. واكتشف الكاتب صلاح عيسى من خلال قراءته لملف الجريمة، حقيقتين إضافيتين تقول إحداهما إن كل رجال ريا وسكينة الذين تم على أيديهم فعل القتل في كل الجرائم المكتشفة كانوا ممن شاركوا في الحرب العالمية الاولى ودعموا جهود الحلفاء بالخدمة في الخطوط الخلفية لميادين القتال. أما الحقيقة الثانية ان شركة «رجال ريا وسكينة» - التى راح ضحيتها 17 فتاة وسيدة - كانت تنشط في مجال اقتصادي محدد، هو تنظيم الدعارة السرية، وان معظم ضحاياهم كانوا من الداعرات اللواتي يبعن أجسادهن.