أثار عزف السلام الجمهوري خلال اجتماع الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد أول أمس جدلاً واسعًا في صفوف القوى السياسية والدينية، بعد رفض 7 من نواب حزب النور السلفي الوقوف اثناء عزف السلام الجمهوري، اعتراضا علي عزف الموسيقى مما أثار ردود فعل غاضبة عند بعض السياسيين والأزهريين والسؤال هنا لماذا قبلت تلك الفئة انشاء الاحزاب ووجود البرلمان والانتخابات رغم عدم ورودها في الفقة الاسلامي، وما كان موقفها من السلام الجمهوري خلال العام. قال الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتاوى بالأزهر الشريف، أن عزف السلام الجمهوري هو أحد الامور الاصطلاحية المتعارف عليها دولياً ولابد ان يتعاون التيار السلفي معها، واحد التقاليد الاجتماعية التى ينبغي للانسان احترامها، فالوقوف لا يخالف الشريعة الإسلامية انما هو يعبر عن التعاون استنادا لقول الله تعالي "يد الله مع الجماعة". وأفاد "الأطرش" انه يجب احترام رمز الدولة وهو " السلام الجمهوري" وعدم احترامه يقلل من الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه عندما يقف "رئيس الدولة" احتراما للعلم المصري فهذا ليس تمجيدا له انما احترامه لرموز الدولة ولابد ان يكون للدولة قواعد الضبط والوحدة فيها، مضيفا أنه لاشيء عليهم في حالة عدم وقوفهم انما ما حدث هو شيء غير مستحب. وأضاف المستشار احمد الفضالي، رئيس جمعية الشبان المسلمين السابق، ان رفع العلم أو عزف السلام لجمهوري، هو ترسيخ لمفهوم الوطنية ويجب التفهم لهذا الامر واحترامه واجب وهو نوع من التوقير ولابد من ان نوقر هذه الرموز التى تعبر عن الشرف والعزة للوطن وما حدث من وجود فئة مخالفة قد يؤدى الي التشتت بين المواطنين . وأشار "فضالي" إلي ان الخلاف اذا ساد النقاشات داخل اللجنة التأسيسية للدستور فإنه يؤدى الي خلافات جسيمة اثناء وضع دستور البلاد الذى يعبر عنها، ويجب التوافق بين الاعضاء وبعضهم واحترام كل شخص لعقيدته خاصة ان البلاد تمر بمرحلة حرجة قد تؤدى بنا الي خطورة في المستقبل. وأوضح عن حكم الشرع في الوقوف اثناء تحية العلم او اثناء عزف السلام الجمهوري أنه لا يوجد حديث نبوى يحرم ذلك ولا نص قرءانى نحتكم اليه . وقال انه مجرد قبولهم التعامل مع الاحزاب السياسية والانتخابات هذا يؤكد انهم معترفين بالتعديلات الديمقراطية اذا لابد ان يسيروا علي خطاها ويحترمون السلام الجمهوري وشعار البلاد . وقال الشيخ يوسف البدري الداعية الإسلامي أن هذه المشكلة ليست جديدة انما مرت من قبل عندما رفض الطلاب الوقوف اثناء تحية العلم في بعض المدارس اعتقادا منه انها "بدعة" لحين التأكيد أن هذا من باب العادات وليس العبادات لان الانسان يحتكم إلى ثلاث " عقيدة – عبادة – عادة " وان " العلم " علي سبيل المثال له قيمته في الاسلام فكان قائد الجيش الاسلامى يمسك بالعلم بيده اليمنى اثناء غزواته ولا يسمح بوضعه علي الارض وهذا يدل علي ان الاسلام كان يقدر مثل هذه الامور ، اما الوقوف اثناء عوف السلام الجمهوري له وضح خاص لانه يحتوى علي موسيقي واذا كان الاسلام امرنا ان نقف مثلا اثناء " الجنازة " او مثل هذه الاحداث فيجب ايضا ان نقف اثناء السلام او علي الاقل ان نلتزم الصمت . وما يفعله النواب هو مجرد اجتهادات منهم ولهم اجتهادهم اعتقادا ان الاعتراف بذلك هو تشبيه بالغرب وان الوقوف هو من باب العادات فقط ولكن موقفهم لن يؤثر علي قرارات اللجنة التاسيسية او قراراتها. وأضاف أن موقفهم هذا جاء متناقضا خاصة بعض قبولهم للاحزاب لانه ليس في الاسلام احزاب او ديمقراطية ولا جماعات في الاسلام كل هذا بدع والاسلام بريء منها انما " شوري " لكنها "بلوة" عامة علي حد قوله وبقبولهم لذلك ورفضهم للوقوف اثناء السلام الجمهوري شيء يؤخد عليهم لانهم اخذوا اشياء ورفضوا اشياء أخري. واكد الكتور عبدالله النجار الداعية الاسلامى ان كان من الاولي علي اولئك النواب الوقوف مع الواقفين من باب وحدة الصف خاصة انه امر يخص الدين والدنيا ومصلحة الشعب باكملة وهو وضع دستور للبلاد يعبر عن كل طوائفة . واضاف انه من الواجب بما انهم قبلوا العمل السياسي ان يقبلوا بذلك ويلتزموا به ويعتبروها نوع من المشاركات الاجتماعية في عمل يخص الجميع . وعلي صعيد اخر هاجم بعض السياسيين ما حدث من جانب بعض اعضاء التيار السلفي اثناء اجتماع اللجنة التاسيسية للدستور، حيث قال الدكتور عمرو ربيع هاشم رئيس مركز البحوث البرلمانية بمؤسسة الاهرام ان ما حدث هو نوع من الجهل و التخلف السياسي " يجب الاقلاع عنه لان هذا لا يليق بجمعية تاسيس دستور مثل مؤكدا ان جماعة الاخوان المسلمين عندما بداو في مشاركة العمل السياسي كان يصدر منهم مثل هذه الافعال ولكن بالتمرس السياسي استطاعوا الاقلاع عن ذلك . واكد د.عبد الخبير عطا استاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن الدولة المصرية دولة مدنية تنتمى الي اصول وسطية وان الوقوف اثناء السلام الجمهوري هو مجرد تاكيد علي هوية الدولة ويجمع ان يلتزم الجميع بذلك حتى نضع دستور يعبر عن الشعب المصري ، واضاف ان مصر ستتخذ دائما موقف التيار الوسطى ولن يسمح لتيار بعينة ان ياخذ موقف معين لصالح جماعة معينة خاصة ان مصر هى مركز العالم " قلب العالم " ولها هويتها الوسطية لا تعترف بالافكار الغربية او السلفية . وأوضح ان هذا الموقف لا يؤثر علي الوضح السياسي وسيمر دون التاسير علي وضع الدستور خاصة بعد فوز مصر بجائزة الاممالمتحدة في نزاهة الانتخابات .