نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالاً للكاتب البريطاني، روبرت فيسك، يقول فيه إن قادة الغرب لا يستطيعون مواجهة الحرب "الوشيكة"، لذلك يخمن الكاتب أنه سيتم تصليح ذلك عن طريق السماح لروسيا بالتهام جزء من أوكرانيا. وشبه فيسك ما يحدث في أوكرانيا بما حدث في البوسنة والهرسك أيام الحرب العالمية قائلاً: "إن الحربين العالميتين بدأتا بعيداً عن الوطن، وأنا أراهن أن معظم الناس في عام 1914، لم يتمكنوا من تحديد وجود سراييفو -عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك- على الخريطة، واليوم من منا وجد سيمفيروبول -عاصمة شبه جزيرة القرم- على الخريطة منذ عام؟ أو منذ ثلاثة أسابيع؟". وأعرب فيسك عن قلقه الشديد من أن يصبح مصير أوكرانيا مثل مصير بولندا، فلا يمكن أن نسمح لبوتين بأن يهدد أوكرانيا مثلما سمحنا لهتلر بأن يهدد بولندا بالغزو، ولكنه أضاف "بوتين ليس هتلر". وعن أحاديث الصحف التي تشير معظمها إلى أن الحرب تلوح في أفق أوكرانيا، قال فيسك إنه لا يأمل أن يصل الأمر إلى ذلك، لكنه أوضح أن تلك الأزمة تثير اهتمامات الرئيس السوري، بشار الأسد الذي سيكون مسروراً إذا قام بوتين بنجدة الأوكرانيين، مضيفاً ان الأسد أرسل برقية أعرب فيها لبوتين عن تضامن بلاده مع جهود بوتين لاستعادة الأمن والاستقرار في أوكرانيا، ومواجهة محاولات الانقلابات ضد الشرعية. وأوضح الكاتب البريطاني أن "الأسد أعجب بما حصل في سيمفيروبول، إلا أنه لم يعلق على موقف الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بينما لم يهرب الأسد، وهذا الموقف يعجب بوتين بلا شك، وخاصة أن هيلاري كلينتون وأوباما و ديفيد كاميرون وهولاند وساركوزي، كانوا يعتقدون بأن الأسد سيهرب، لكن اعتقادهم خاطئ". ويرى فيسك أنه إذا بدأت الحرب "الوشيكة" في أوكرانيا، سيتسبب ذلك في دمار العالم، ولذلك ستسمح القوى الدولية لروسيا بالتهام جزء من أوكرانيا، من أجل أن تحتفظ بلقب "الجمهورية الاتحادية"، واصفاً بأن الوضع الآن أشبه بسلوك التتار، متهكماً "هذا السلام في عصرنا هذا".