عام2010 صدرت المجموعة القصصية "أين الله" للقاص والكاتب والحقوقي كرم صابر، وفي عام 2011 تقدم مجموعة من المحاميين بمحافظة بني سويف بالبلاغ رقم 660 يتهمون فيه الكاتب بازدراء الأديان، مطالبين بمحاكمة الكاتب ومصادرة المجموعة القصصية بدعوى أن هذه المجموعة تعيب في الذات الالهية وتهاجم الإسلام، وصدر حكم غيابي في عام 2013 بالسجن خمس سنوات للكاتب، وحاولت قوات الأمن القبض علي كرم صابر تنفيذاً للحكم، لكنه رفض الذهاب معهم، حيث يسمح له القانون باستئناف الحكم، وطعن كرم علي الحكم وحددت جلسة 10 سبتمبر ولكنها أجلت أكثر من مرة حتى جاء الحكم اليوم بتأكيد الحكم على كرم صابر بالسجن خمس سنوات. المجموعة القصصية "اين الله" تضم 11 قصة ابطال هذه القصص متمردين على المنظومة المجتمعية والثقافية والدينية الظالمة من وجهة نظرهم و يطرحون تسؤلات عديدة حول قيمة العدل وحول الايمان والظلم والقهر الواقع على المرآة باسم الدين فمثلا في قصة "معروف" هناك سؤال جوهري تطرحه القصة وهو لماذا لا تتمتع النساء في الجنة كما يتمتع الرجال بحور عين، وفي قصة أخرى بعنوان "ميراث" تتعرض البطلة للقهر والقمع وتحرم من ميراثها بأسم الدين. عن رؤيته لهذه التهم يقول القاص كرم صابر في حوار مع جريدة التحرير بتاريخ 22 أكتوبر 2013 "هذه التهم ليس لها علاقة بالمجموعة القصصية «أين الله»، فالآداب عموما قائمة على التخيل والأبطال ورؤيتهم للحياة منفصلة عن رؤية المؤلف، بدليل أن أبطال القصص يمكن أن يرتكبوا جرائم قتل أو سرقة ولا يعقل أن يحاكم المؤلف بسب هذه الجرائم التى ارتكبها أبطال النص، كما أنه ليس هناك حدود للإبداع ولا يمكن أن يحاكم الكاتب على أساس دينى فى القرن الواحد والعشرين، ومجال نقد القصص وتقييمها ليس من تخصص المحاكم ولا ساحات المساجد أو الكنائس، ومن العبث أن يتم حبس كاتب بسبب كتابته". في هذا السياق قال الكاتب والاعلامي ياسر ثابت في تصريح لجريدة "الوادي"، بلاغات الاتهام بازدراء الأديان أصبحت سلاحاً يطلق رصاصه على كثيرين ويتهم الكُتاب في عقائدهم، ويتحول إلى نوع من الحسبة الجديدة، التي أتحفظ عليها جملة وتفصيلاً، يجب مواجهة الفكر بالفكر والرأي بالرأي، بدلاً من نقل هذه الأمور إلى ساحات القضاء". الفنان التشكيلي والنحات هشام نوار علق على هذا الحكم قائلاً: "نحن نعيش في مرحلة صعبة جدا، ومحتاجين وقت علشان نخرج من فكرة الوصاية، بمفهومها العام، فكل شخص فى موقعة يرى أنه وصى على الآخرين وكل شخص يقوم بتقييم الآخر وفق فهمه الخاص الذى قد لا يكون متخصصا ولا مدركا بالقدر الكافى وهذه كارثة، وما سوف ينهى تلك الأشياء أن نصل يوما إلى دولة القانون، التى تحمى مواطنيها فى لقمة العيش والحرية والكرامة، وأن تدرك الدولة انها ليست لها سلطة الرب وليست متحدثة باسمه، فالقاضى يحكم وفق قوانين وضعتها الدولة وهذا دوره ولا لوم عليه، لذلك فعلينا مراجعة هذه القوانين التي تقمع الحريات وتمارس الحسبة على المبدعين والكتاب". نسق الهجوم والتكفير بالاضافة الى قرار المحكمة بالتفريق بين الدكتور نصر حامد ابو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس لمجرد ان الدكتور نصر اجتهد في بعض الامور الدينية، لتبقي هذه المشكلة ممتدة ومستمرة بلا حل قاطع ينحاز للحريات وينحاز للحق في التفكير والاجتهاد.