ماري دي رابيتان- شانتال ، أو الماركيزة دي سيفينيه، من أشهر الاديبات الفرنسيات في القرن السابع عشر، والتي ولدت في 5 فبراير عام 1626 بباريس، وتوفيت في 17 إبريل 1696م في برينانيه.. في ذكرى ميلادها ال 3088 التى تحل علينا اليوم. ونعيد قراءة حياة "الماركيزة" والاديبة على مدار 70 عاما هى عمرها، من رسائلها التي تركتها للبشرية رصدت فيها الحلم والامل والمعاناة والحب وكذلك ارشادات طبية عن الصحة. 1414 رسالة نشرت مداد دى سيفينيه 28 رسالة بشكل غير رسمى فى عام 1725م، وفي عام 1726م قررت حفيدتها بولين سيميان نشر رسائل جدتها- مدام دي سيفينيه- رسمياً، وحرصت على نشرها في "Aix-en-Provence"، وهناك نشرت 614 رسالة من عام 1734م إلى 1737م, ثم 772 رسالة في عام 1754م، اُختيرت ونقحت الرسائل تبعاً لتوجيهات مدام سيميان "سفينيه" الطفلة اليتيمة .. وأم الطفلين كانت "دى سفينيه" فتاة عريقة برجوازية ومنحدرة من عائلة رأسمالية، تيتمت سريعاً وهي في السادسة من العمر، وعندما بلغت الثانية عشر من عمرها تزوجت من الماركيز هنري دي سيفينيه في يوم 4 أغسطس 1644م، وأنجبت منه طفلين: ابنتها فرنسوا مارغريت ولدت في 10 أكتوبر 1646م، وكان عمرها اينئذاك 14 عاما، وفي سن ال16 أنجبت "سيفينيه" ابنها شارل، ولد في 12 مارس 1648م. الرسالة الاولى : الزمن يمنح "الماركيزة" نوط "الحرمان" من طفلة يتيمة الى أرملة الى فراق الابنة لم يكتمل على زواجها 7 أعوام من هنرى، الا ان مأساة الحياة منحتها نوط "الحرمان" من الام والاب، وكذلك الزوج ففي 4 فبراير1651م تبارز هنري دي سيفينيه ، مع فارس من ألبرت، لأجل مدام دي غوندران ، مات الماركيز دي سيفينيه بعد ذلك بيومين. قررت مدام دي سيفينيه ، الاقامة في قصر روشيه-سيفينيه ، الذي ورثته من زوجها. ولكنها عادت إلى باريس في نوفمبر من نفس السنة. وفي 27 يناير 1669م تزوجت ابنتها فرنسوا مارغريت من سليل عائلة عريقة من بروفنس، كان يعيش بالقرب من باريس ولكن في نوفمبر، عٌين ملازم أول في بروفنس مما اضطره للمكوث فيها. كان ابتعاد ابنتها عنها, وهي التي كانت شديدة التعلق بها المحنة الأصعب في حياتها، في 6 فبراير 1671م بعثت مدام دي سيفينيه برسالتها الأولى لأبنتها، وهذا كان بداية مشوار مراسلتها الطويلة, التي استمرت إلى وفاة مدام دي سيفينيه في عام 1696م. رسائل أخرى حتى الممات .. وزواج وموت وانتصار وبهجة كانت رسائل مدام "سيفينيه" مزيجًا من التاريخ والسياسة والفلسفة والحب وغير ذلك، وكانت تضع لكل رسالة عنوان يلخص مضمون الرسالة، ومن تلك العناوين: "موت دوفاتيل، موت تورين، زواج الآنسة العظيمة، قصة فوكيه، انتصار شهر مايو، بهجة الحصاد، تفتح البراعم، وغيرها الكثير والكثير من العناوين ". في إحدى رسائلها قالت مدام دي سيفينيه الكاتبة الفرنسية الشهيرة "ما من شيء يهمنا ويشغلنا في الحياة أكثر من الصحة ومن عجيب أمرنا أننا نجهل جهلاً مطلقاً كل ما يتعلق بحفظ قوانا في رياضتنا البدنية، اليومية "المشي" الذي نحن في أشد الحاجة اليه" فمن يريد أن يستمتع بلذائذ الحياة ومسراتها عليه بالمحافظة على صحته، وعدم تبديدها، والاسراف فيها، والمحافظة بالدرجة الأولى في تقوية الأعصاب وهي السير على الأقدام في الهواء الطلق مع ممارسة التنفس العميق في جو معتدل، والسير ينشط و يحرك العمود الفقري، ويقوي عضلات الظهر عموماً التي هي مركز الاعصاب وموضعها الأساسي، وأن حركات السير على الأقدام يحسن حالة الأعصاب بصورة أكيدة والتي تقوى على طرد مقدمات الأوبئة والأمراض والجراثيم وتعيد للانسان صحته، ذلك أن السير يحرك جميع المفاصل والأعضاء الداخلية والخارجية والذي اتضح بأن شرب الماء في هذه الأثناء يكون له تأثيره الحسن على المجموع العصبي، وهذه تجربة و العلم اساسه التجربة والاختبار، فالصحة كالحياة شديدة القبول للتغيير والتبديل، وقد تتحول من حسن الى أحسن أو من سيئ الى أسوأ، ونحن مسؤولون عن صحتنا لأننا نحيا الحياة التي نختارها ونريدها، كم نشاهد أشخاصاً اكثر نشاطاً وأوفر صحة ذهبوا ضحية افراطهم في الأكل، والشراب، يعيشون حياة الدعة على المقاعد، وينامون حتى ساعة متأخرة من الليل، ثم يستيقظون منهكي القوى بعد سهرات طويلة، يستنزفون لهوها وعبثها وبطالها وكسلها وهذا ما يجلب لهم العلل والأمراض. فالصحة من أمهات المسائل التي تشغلنا في الحياة، والانسان كلما ارتقى في سلم المدنية والحضارة يزداد اهتماماً بهذه اللؤلؤة الثمينة التي عليها مدار السعادة، ولكل امرئ من الصحة ما يستحق، فلا ريب من أن الصحة أثمن ما يملك المرء، ولا شيء يوازيها لأن جميع المدخرات من حلى ومجوهرات وأموال وعقارات وجاه وسلطان كلها لا تعد شيئاً اذا قوبلت بالصحة، فالعافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى والمطلوب منا جميعاً دفع الامراض قبل حصولها أو بمعنى أصح وأهم اتقاؤها قبل وقوعها لتصبح القاعدة المنطقية "درهم منع خير من قنطار دفع". لقد خرج الصيداويون من كل صوب وحدب "يمشون" تلبية لدعوة مجلس الأهل في المدينة: (تعالوا أيها الصيداويون نمشي معا لنعيش في حياتنا أصحاء منتجين لأنفسنا وللوطن.. نحو مستقبل سليم في جسم سليم) وكانت صيدا بذلك صاحبة الطالع السعيد في مسيرة "الماراتون".