كلمة الزومبي لمن لا يعرف تعني الموتي الأحياء، أو المُفترض أنهم موتي فارقتهم الأرواح ثم بُعثوا من جديد، ولكن دون روح، فهم يتحركون، يتكلمون، قادرون على الفعل. الموتي الأحياء ترجمة لقوة فعل الشر على الأرض، فوجودهم مرتبط بالشر والدماء والدمار لمن هم لا يزالون أحياء بالفعل. ارتبطت كلمه الزومبي دائمًا بالخوف والرعب، خصوصًا لدى من قرأ عن أساطير الزومبي أو شاهد عددًا من الأفلام الأمريكية عن البشر المتحولين إلى مسوخ، ويعيشون على أكل كل ما ينبض بالحياة في مناطق تواجدهم. بعض الباحثين توصل إلى أن الزومبي مجرد تطور للشر المصنوع، بمعنى أنه لا وجود للأموات الأحياء، ولكنهم أشخاص لم يكونوا موتى بالأصل، إذ إن هناك مادة يستخرجها السحرة والمشعوذون من أحد أنواع السمك، وهذه المادة تجعل الإنسان في غيبوبة شبيهة بالموت، فيعتقد كل من يراه أنه ميت، يتم حقن الشخص المُغيب بعد فترة قصيرة بمضاد لهذه المادة، فينهض بعدها من سُباته المصنوع ويعود للحياة بصورة المسخ الجديد، مع ما حل عليه من تطورات كزومبي. تراه فاقد الذاكرة، خالي الانفعال، مسلوب الإرادة، تم محو ذاكرته، وخاضعًا لسيطرة من صنعه أو حوله لذلك المسخ. صانع الزومبي غالبًا له هدف قوي يجعله يعتقد أن إعادة أو تدوير صناعة البشر وتحويلهم إلى مسوخ تنشر الموت والدمار، لا شيء أمام هدفه وغايته التي هي أغلي من حياة البشر. كما رأينا في بعض الأفلام الأمريكية استخدام الزومبي كمقاتلين في حروب قذرة تهدُف لربح أو سلطة، من مميزات الأموات الأحياء أنهم بلا عقل أو ضمير أو مشاعر إنسانية، لذلك فهم مقاتلون بارعون ضد هدفهم، تكفيهم إشارة ممن جَندّهم ليسحقوا من تأتي به الإشارة، أو على أقل تقدير بارعون في تحويله مثلهم. أرى الزومبي حولي في كل مكان على أرض طيبة، مسوخًا متحولة خالية من الحياة، أنظر حولي فلا أجد الأحياء الأحياء إلا عددًا لا يُضاهي بعدد الزومبي! أستمع إلى الكلمات حولي فلا أسمع إلا ما تم تحميله في ذاكرة الزومبي بنفس الأداء ومستوى الصوت!! من أفرغ مادة السُّم في نهر طيبة؟ من حوَّل بشرًا إلى مسوخ لا يرعبها منظر الدم البشري؟ من قتل أُناسًا كانوا يومًا ما أحياءً وجعلهم مجرد مسوخ يتحركون، يمشون ويأكلون ويقتلون؟ لا أرى إلا أشباحًا، أبحث في مؤسسات الدولة فلا أرى إلا أشباحًا ومسوخًا لا تملك شيئًا من أمرها! كيف لأرض الحضارة والإنسانية أن تتحول إلى وطن مُحتل من مسوخ وصانعيهم؟ كابوس؟! اعتقدت أنه كابوس، أحاول إفاقة نفسي بضربات قويه على وجهي، فأسمع من يضحك لخبر وقوع ضحايا نتيجة اشتباكات بين...! ألتفت فأرى وجهًا خاليًا من الروح يردد بكل برود "أحسن، عقبال الباقي"! لا يعنيني من يقصد ب"الباقي"، ومن اشتبك، فأنا مشغولة بمراقبه كيفية إدارة المسخ!! اكتشفت أن هذا الجهاز المنوط به إبقاء الإنسان في حالة وعي هو من يضخ السُّم ويعمل على إبقاء مفعوله للتأثير على من تم تحويلهم إلى زومبي!! بقي فقط أن أشير إلى نهايات أفلام الزومبي، إنها متراوحة بين بقاء بعض الأحياء الأصحاء على قيد الحياة، ونجاحهم في السيطرة على الزومبي والقضاء على صانعه وبداية إحياء الأحياء من جديد، وبين فناء الكل (الموتى الأحياء والأحياء الأحياء) وبقاء صانع المسخ واستمراره ونجاحه في تحويل الوطن إلى دولة الزومبي. تُري أي نهايه منهما ستُكتب علينا في أرض طيبه !!؟؟؟ أغلى الأمنيات للأحياء الأحياء أن تنتهي حياتهم وهم ما يزالون بشرًا.