أشارت الدراسة، التي نشرتها دورية "لانست" الطبية، أن ربع الرجال في روسيا يموتون قبل بلوغ منتصف الخمسينات من العمر، وأن السبب الرئيسي في هذا يرجع إلى إدمان المشروبات الكحولية وخصوصا "الفودكا". وأظهرت الدراسة أن الإفراط في تعاطي الخمور، وخصوصا الفودكا، يعد سببا رئيسيا في ارتفاع حالات الوفاة المبكرة في روسيا. وتشمل أسباب الوفاة أمراض الكبد والتسمم بالكحول، بالإضافة إلى العديد من حالات الوفاة في حوادث السير تحت تأثير الكحول أو العراك بين المدمنين. وارتفع استهلاك الكحوليات في هذا البلد بعد انهيار الشيوعية فيه.وكانت روسيا قد فرضت في عام 2006 إجراءات أكثر تشددا للرقابة على الخمور، بما في ذلك زيادة في معدلات الضرائب وفرض قيود على مبيعاتها. ويشير الباحثون إلى أن معدلات الاستهلاك انخفضت إلى الثلث منذ ذلك الحين، وتراجعت معدلات الوفاة بين الرجال الذين لم يبلغوا ال 55 عامًا من 37 في المئة لتصل إلى 25 في المئة. وأشارت الدراسة إلى أن الذين يتعاطون الخمور بشراهة يتناولون لترًا ونصف اللتر على الأقل من الفودكا أسبوعيا، فيما يصل سعر نصف اللتر منها نحو 3 يورو (أي ما يعادل 150 روبلا روسيا). وفي عام 2011، بلغ استهلاك الفرد البالغ في روسيا نحو 13 لترا من الكحول الخالص سنويا، شكلت منها المشروبات الروحية نحو ثماني لترات، وكانت الفودكا هي المشروب الرئيسي من بينها. ويرى الباحثون أن المشكلة الرئيسية وراء ارتفاع معدلات الوفاة في روسيا هي أسلوب الروس في تناولهم الكحوليات. ويقول الدكتور ديفيد زاريتسي، من المركز الروسي لأبحاث السرطان: "يفرط الروس في الشراب، وذلك هو لب القضية. فالمشكلة تكمن في طريقة التعاطي لا في نصيب الفرد من الكحوليات."