وسط حشد غفير من أهالي الاسماعيلية ومثقفيها، افتتح د.محمد صابر عرب وزير الثقافة، واللواء جمال امبابي محافظ الاسماعيلية فعاليات مهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، في دورته الخامسة عشر تحت شعار "الطريق إلي الآخر" بمدينة الاسماعيلية، الذي يستمر حتي 28 يونيو الجاري، وذلك من أجل الارتقاء بالحوار والثقافات وتشجيع صناع الأفلام التسجيلية والقصيرة علي مواصلة الابداع في هذا المجال، يرأس المهرجان المخرج مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما، ويتولي مسئولية إدارته الناقد السينمائي أمير العمري، شارك في الفعاليات أربعون دولة بعدد من الأفلام يصل عددها الي أكثر من مائة فيلم. قال عرب في كلمتة: إن إقامة المهرجان رسالة، تؤكد أن مصر دولة تحترم الفن والإبداع، وقد كان إصرار الأصدقاء القائمين على المهرجان أن يقام المهرجان في موعده، وقد تحمست لرغبتهم، لاننا نود توصيل رسالة تقول: إنه بعد الثورة التي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء، أن مصر قادرة علي استعادة روحها، من خلال وسائل كثيرة منها الموسيقي والندوات والشعر والثقافة والفن، ولقد تم التوفيق بين الظروف العصيبة التي يمر بها هذا الوطن من القلق والخوف والإضطراب وبين الفن، فالشعوب التي لا تحب الفن أو الأدب هي شعوب أشبه بالموتي.. مؤكدا أنه من الصعب علي هذا الوطن أن يحجم الفن والأدب والثقافة، ولا يمكن أن تكون هناك نهضة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو تعليمية في غيبة الفن والثقافة، وأشار بأننا لسنا دولة غنية في مواردها الطبيبعة من معدن ومواد نفطية، وإنما غنية بالبشر المبدعين، الذين صنعوا هذه الثورة المجيدة والتي ستصنع ثقافة وسينما ودراما في الروايا والقصة، و بمجرد أن يستعيد المصريون روحهم ستحدث نقلة في جميع المجالات، فالسينما التسجيلية وثائق فينة في العالم المتقدم لأنها تحمل رسالة فنية واجتماعية ورؤية معبرة عن الواقع، واستطرد صابر قائلا بأنه ليس هناك ضامن قانوني تشريعي يضمن حرية الإبداع واللقاء الفكري إلا المصريين. وأشار المخرج مجدي أحمد علي في كلمته: إلي أن إنعقاد هذا المهرجان والإقبال علي فعالياته هو ما يجلب لهذا الوطن هدوءه وراحة نفسه وتمام صحته وعافيته، فالثقافة والإستمتاع بالفن الحقيقي عمل جاد لا يؤجل، فالفن والثقافة هما التجسيد الحقيقي للحياة نفسها، بدونهما نحن كائنات تتحرك بلا قلب أو ضمير، وكارهوا الفن هم بالضرورة كارهون للحياة، وأضاف مجدي بأن وجودنا هو تجسيد لثورة شعب عظيم في 25 يناير لم تكن ثورته مجرد انفجار تحت ظروف مادية قاهرة، ولكنها كانت اعلانا عظيما ونبيلا بالرغبة في العيش بكرامة وانسانية وحرية غير منقوصة، فالفن والتطرف لا يلتقيان أبدا والاعلاء من قيمة الفن والثقافة هو قضاء علي الغلواء وانكار الآخر والعودة إلي عصور الظلام، فنحن شعب محب للسلام وسنظل كذلك ما بقيت فينا أنفاس تتردد. وقام د.أمير العمري بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إقامة هذه الدورة التي تعتبر بحق دورة الثورة ودورة الشباب بإمتياز، ثم قام بتقديم أعضاء لجنة التحكيم الدولية وهم: هانز كريستيان رئيس اللجنة ومدير مؤسسة أفريكا افنير للثقافة السمعية البصرية بناميبيا ، الكاتبة مارسيا كامارجوس مديرة مهرجان سينما الشرق الأوسط في ساوباولو بالبرازيل ، ونيجاتي سوناميز مخرج الأفلام التسجيلية ومدير مهرجان اسطنبول للسينما المستقلة بتركيا، والمخرج السينمائي محمود المساد من الأردن، والمخرج السينمائي ابراهيم البطوط من مصر. تضمن الإفتتاح عرض ثلاثة أفلام تسجيلية من اخراج المخرج الكبير الراحل شادي عبد السلام بعد أن استكمل العمل في المونتاج لها وعكف علي ترميمها د.مجدي عبد الرحمن بعنوان "الطريق الي الله"، بالاضافة لإفتتاح معرض للفنان الراحل مهندس الديكور صلاح مرعي يتناول أعماله وتاريخه الفني والذي تم تكريمه ، وذلك باهداء زوجته رحمة منتصر درع المهرجان، كما تم تكريم فؤاد التهامي ، حيث توجهت رحمة منتصر زوجة الراحل صلاح مرعي بالشكر لادارة المهرجان ، مضيفة بأنه صعب المهرجان بدون صلاح مرعي.