أصبح المرشح الاحتياطي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، أول رئيس لمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، بعد فوزه في ماراثون الانتخابات الرئاسية في مصر، في أعقاب استبعاد مرشح الجماعة الأول المهندس خيرت الشاطر واطاحته بالفريق أحمد شفيق بفارق 882751 صوت . وقد اعلنت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية مساء اليوم الأحد 24 يونيو فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية بعدد أصوات 13,230,131 بنسبة 51,73 %، فيما حصل المرشح الفريق أحمد شفيق على عدد 12,347,380 صوت وبنسبة 48,23 %، بفارق 882751 صوتاً. ويشغل مرسي، الذي تلقى تعليما عاليا أمريكيا، منصب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، والذي يسيطر على البرلمان المصري بعد فوز كاسح في الانتخابات التي جرت مطلع العام. وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان سابق لها "إن مرسي سينافس على منصب رئاسة الجمهورية بديلا للمهندس خيرت الشاطر، موضحة أن "المنافسة سوف تكون بنفس المنهج والبرنامج بما يحقق المصالح العليا للوطن ورعاية حقوق الشعب". وأشار البيان الذي أصدره مكتب الإرشاد في الجماعة "بأن لديها مشروعات لنهضة الوطن في مختلف المجالات، وأن مرشحها يحمل هذا المشروع الذي يؤيده الشعب المصري، وتسعى إلى تحقيقه لتعبر مصر إلى بر الأمان، وتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب". الدكتور محمد مرسي من مواليد 1951 في محافظة الشرقية، وقد درس الهندسة، وحصل على الماجستير من جامعة القاهرة، ثم على الدكتوراه من جامعة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وكان "مرسي" عضوا في مكتب الإرشاد، وتزعم الكتلة البرلمانية للجماعة من عام 2000 حتى 2005، وهي فترة كانت الجماعة فيها محظورة، ثم قاد في أبريل الماضي حزب الحرية والعدالة في الانتخابات البرلمانية. وتحت حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، تعرض مرسي للمضايقات الأمنية من قبل السلطات، وحوكم عدة مرات، حاله حال قيادات الجماعة التي فرض عليها مبارك حظرا صارما ولاحق أعضاءها لنحو 30 عاما. وفي عام 2006، دخل مرسي السجن، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله، ثم عادت السلطات إلى اعتقاله أيضا في يناير عام 2011 بعد قليل من اندلاع الثورة التي أطاحت بمبارك في فبراير من العام ذاته. وهذا ما يحدث للمرة الثانية في تاريخ مصر بعد تورط الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1946 في قضية اغتيال امين عثمان الذي كان من مؤيدي الاحتلال البريطاني، فتم اعتقاله للمرة الثانية قبل أن يحصل على حكم بالبراءة في 24 يوليو 1948. وبسبب حماسه الشديد أوعز الأنجليز بعد علمهم بنشاطه إلى قيادة الجيش لمحاكمته عسكريا وفصلة من الجيش ثم اعتقاله وسجنه، وعندما أقيلت وزارة النحاس لم يستطيع احمد ماهر الإفراج عن السادات مثلما تم الافراج عن باقي المعتقلين كونه الوحيد الذي تم اعتقاله بأمر مباشر من الإنجليز. وقبيل وقوع الاختيار النهائي عليه ليكون مرشح الرئاسة الأول للجماعة، قال مرسي إن "الشعب المصري يختار من يشاء رئيسا للجمهورية من المصريين الشرفاء الذين يشعرون أنهم قادرون على خدمة الوطن، وعلى الجميع أن يرتضي بنتيجة الانتخابات أيا كانت". وفي الثامن عشر من الشهر الجاري أعلنت حملة الدكتور محمد مرسي عن فوز "مرسي" بالانتخابات الرئاسية، بعد جمعها لمحاضر فرز اللجان الفرعية، ومن جانبه تعهد "مرسي" بحماية أهداف الثورة. وبذلك يخلف "مرسي" الرئيس المخلوع حسني مبارك في حكم مصر ليكون أول رئيس مدني للبلاد منذ الإطاحة بالنظام الملكي في ثورة 23 يوليو 1952 إذ تَعاقب منذ ذلك التاريخ على قيادة البلاد رؤساء منحدرون من المؤسسة العسكرية وهم محمد نجيب وجمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك.