الشيخ: لو كان أمر بالقتل لكان الضحايا بالآلاف.. ولكنه أمر بالتعامل مع مَن يرفع السلاح دافع الشيخ ياسر برهامي, نائب رئيس مجلس إدارة جماعة الدعوة السلفية, عن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع, في سؤال تلقاه حول شروع الفريق في قتل المعتصمين بميدان رابعة العدوية والنهضة من أنصار وأعضاء جماعة الإخوان, منتصف أغسطس الماضي. وقال برهامي, أن السيسي "يتميز بكفاءته وذكائه، وقدرته على إدارة المؤسسة التي يقودها، وما وفق له مِن حب مَن حوله ممن هو أصغر وأكبر منه، وأعرف مِن تدينه الشخصي ما اتفقتُ أنا والمهندس خيرت الشاطر - قبل عزل مرسي- على أنه أفضل مَن تعاملنا معه من ضباط الجيش والشرطة في هذا الوقت". وتلقي الشيخ سؤال علي موقع "أنا السلفي" الذي يشرف عليه جاء نصه: "إنك تقدِّر "السيسي" وتحترمه! أليس "السيسي" قاتلاً للمسلمين أو آمرًا بقتلهم ومسئولاً عن دمائهم؟! أليس هو المسئول عن المجازر والدماء التي أريقت في "رابعة"، و"النهضة"، وفي طول البلاد وعرضها؟ فكيف تقول ذلك؟ كيف؟". وقال برهامي: "ما ذكرتَ عن قتله أو أمره بقتل المسلمين؛ فلابد حتى تثبت التهمة التي صارت عند البعض عقيدة راسخة؛ مَن يطعن فيها أو حتى يطلب التحقيق فيها قبل إلقائها صار كأنه يشكك في المعلوم من الدين بالضرورة، أو أنه خائن أو عميل، أو كافر أو منافق، أو كل ذلك معًا! مع أن الشريعة تأمرنا بالتثبت.. فهل سمعتَه يصدر أوامره بالقتل العشوائي الذي رأيتَ؟!". وأضاف برهامي: "هل علمتَ صيغة أمر فض "رابعة" و"النهضة" الذي اتخذته الحكومة -وهو جزء منها بلا شك-؟ وهل كان هذا الأمر بالتعامل بالقوة مع مَن يرفع السلاح دون من لم يرفعه؟, وأنا لا أتكلم عما حدث بالفعل -"فأنا لا أشك أن هناك مَن قُتِل دون أن يحمل سلاحًا"-، ولكن أتكلم عمن يتحمل المسئولية في ذلك، فالمباشر للقتل هو المسئول أولاً، ثم الآمر المكرِه، ثم الآمر من غير إكراه، ثم المتسبب، ثم الراضي المقر بعد علمه بذلك". وقال برهامي, أنه علي حد علمه, فالسيسي لم يصدر أمرًا بالقتل العشوائي أو الإبادة لجميع الموجودين، ولو كان كذلك لكان المقتولون يقدرون بعشرات الألوف, ولستُ أهوِّن مِن قتل امرئ مسلم بغير حق "بل وغير مسلم أيضًا بغير حق"، ولكن أبيِّن طبيعة الأمر الذي صدر حتى تحكم عليه بأنه قاتل، وإنما كان الأمر بالتعامل مع مَن يرفع السلاح". وأكد برهامي علي ضرورة دفع الدية, قائلا: "أما ما تم تطبيقه بالفعل؛ فلابد فيه مِن تحقيق لإثبات المسئولية وتعويض مَن قُتِل ظلمًا بالدية الشرعية إذا لم يتبين بالبينة أو الاعتراف عين القاتل، وهذا الذي طلبتُه مِن قَبْل، وأن يعلن على الناس نتيجة ذلك, أما مجرد اعتبار التهم ثابتة بما تنقله "قناة الجزيرة" وأمثالها، وما يُكتب على جدران جميع البيوت في محافظات مصر؛ فلا يثبت به الأمر شرعًا". وتابع: "ثم إذا علمتَ أنه كان هناك مَن يريد زيادة أعداد القتلى؛ لكي تُلهب المشاعر أكثر، وحثَّ الناس على الثبات الوهمي بصدور عارية أمام طلقات الرصاص؛ مما هو شرعًا مِن سبيل الغواية لا من سبيل الهداية، ويدل على الاستخفاف بالدماء والأرواح مِن أجل تشويه صورة الخصم، وليس هذا من الجهاد الذي أمر الله به؛ لأنه ليس فيه إعلاء لكلمة الله، بل هو إهلاك للمسلمين من أجل "مصلحة فصيل سياسي"، ولو كان فيه إعلاء لكلمة الله؛ لكان الأولى بالثبات فيه القادة المنسحبون، والذين لو كانوا انسحبوا قبل الوقعة من أجل إعادة الهجوم أو الإعداد له لكان الواجب عليهم أن ينسحبوا بالناس معهم كما فعل "خالد بن الوليد" -رضي الله عنه- في "مؤتة"؛ ليس أن يفر ويترك المسلمين للقتل! - إذا علمتَ كل ذلك مع وجود طريق مفتوح لخروج الناس آمنين علمتَ مَن كان سببًا في حصول المأساة المفجعة".