قال الرئيس عدلي منصور، خلال كلمته اليوم للشعب المصري بمناسبة اقرار الدستور الجديد، إن المواطن المصري ضرب نموذجا وقدوة يحتذى بها في الوعي السياسي وتقدير المسئولية، بعد أن لبى نداء الوطن وسطر بداية مستقبل واعد له. وأضاف منصور أن المصريين برهنوا على وعيهم الوطني الثاقب وتغليب المصلحة الوطنية من خلال ما شهدته لجان الاستفاء من اقبال كبير واقرار الدستور بهذه النسبة غير المسبوقة في تاريخ العالم أجمع. وأضاف أن إقرار دستور مصر الجديد لم يكن غاية نصبو إليها فحسب بل كان وسيلة وخطوة وطنية جادة، وثابته لوطن كان وسيظل مهد للحضارة، ومركز إشعاع حضاري وديني وثقافي للعالم الاسلامي ومحور للعالم بأسره. وتابع عدلي منصور "بدأنا طريقا قد يبدو صعبا لكنه الطريق الصحيح ونجني من خلاله نتائج ثورتين مجيدتين، من خلال شباب قدموا أرواحهم قربانا لتقدم هذا المجتمع وسنتكاتف جنبا إلى جنب من أجل رفعة هذا الوطن". وأوضح رئيس الجمهورية موجها حديثه للشعب أنه على ثقة من أن من تقررون تسليمه راية الوطن سيكون لديه نفس العزم لبناء بلد جديد يقيم أسس العدل وتكافؤ الفرص للجميع وتجسيد لاهداف ثورتي 25 يناير و 30 يونية. وأكد منصور أن الدستور أولى لبنات مصر المستقبل لنبى وطنا يتخذ من الحق والعدل منهجا للحياة، ويحفظ لكل انسان حقه فى العيش، مشيرا "أحسنتم الاختيار في اول استحقاق في خارطة الطريق". وأشار منصور أن مفهوم الثورة لا يقف عند حد التخلص من الظلم وأنما سعي إلى تحويل طموحات الشعوب إلى واقع ملموس، ولنا في ثورة يونيو 1952 مثال حي على ذلك، والتى أسست لنهضة صناعية حديثة ونشرت قيم سامية مازالت حية في وجداننا. وتوجه الرئيس عدلي منصور في كلمته إلى سيدات مصر، وقال "لقد ضربتن مثالا رائعا واصبحتن رمزاً للوعي السياسي الذي بدأ بمشاركتكن الفاعلة في اشعال ثورة يناير ويونية، تمثل في التكدس أمام مقار اللجان في روح ملأها الفرحة والتفاؤل وأكدتن بمشاركتكن الكثيفة حقائق كثيرة لطالما حاولت منظمات الدفاع عنها" . وتوجه رئيس الجمهورية إلى شباب مصر قائلاً "كنتم وقود الثورة وكنتم على قدر المسئولية ولكن دوركم لم يكتمل بعد، انتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين استكملوا المسيرة وانخرطوا في الحياة السياسة بمفهومها الواعي من خلال إثراء الحياة الحزبية، واعلموا أن ما سعى المصريون لبناءه بعونكم سيكون لكم ولأبنائكم فأنتم مستقبل هذه الأمة". ووجه منصور حديثه للأحزاب المصرية قائلاً "قدموا لقواعدكم الشعبية برامج ملموسه لإحداث طفرة في الثقافة الحزبية اجعلوا من الاختلاف وسيلة للتوافق واعلموا أن البقاء في مصر لن يكون إلا للإصلح والأكثر قدرة على إرضاء طموحات الشعب المصري. وتوجه منصور بالشكر إلى رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين أمنوا عملية الاستفتاء على الدستور، وأشرفوا على تأمين اللجان. كما توجه بالشكر لقضاة مصر الذين أشرفوا على إخراج عملية الاستفتاء بهذا النحو، داعيا إلى التمسك بقيمنا المصرية والوسطية.