«تيار المستقبل» ينشر لافتات تشكر السعودية على منحة للجيش اللبناني.. والأخبار البيروتية تسخر: شكرًا لملك الخير! «شكرًا للسعودية» ترفعها إسرائيل لموقف المملكة من الاتفاق الإيراني الغربي.. ومثقفو مصر يشكرون «شقيقات النفط» موجة من الاستنكارات صوبتها بعض الصحف اللبنانية ناحية حملة «تيار المستقبل» لشكر المملكة العربية السعودية على «منحة المليارات الثلاثة» لجيش «بلاد الأرز»؛ فيما سادت حالة من الغضب الشعبي من صورة «الشحاذين على أبواب ممالك النفط»، وإن لم تتحول إلى فعل احتجاجي حتى الآن. كان «تيار المستقبل»، وحسب جريدة «الأخبار» البيروتية، نشر بين عشية وضحاها لافتات عملاقة في بعض شوارع العاصمة اللبنانية تشكر السعودية على هبة ال3 مليارات دولار إلى الجيش. من جهتها، سخرت الجريدة البيروتية من الحملة تحت عنوان: «المكرمة السعودية» والتسوّل اللبناني.. شكراً لملك الخير ومملكته، وأشار التقرير الصحفي قائلًا: «باستثناء الشبه بينه وبين الشيخ سعد الدين الحريري، فإنّ الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لا يشبه بيروت بشيء. إنه يشبه «الخير». هذا إذا سلمنا جدلاً أنّ الحريري يشبه بيروت هو الآخر، أو أنه يعرف الطرقات التي علّقت فيها اللافتات الأخيرة الشاكرة للسعودية حتى ينقطع النفس. ذات مرة، أخطأ الشيخ سعد في تعداد المناطق البيروتيّة على التلفزيون، رغم أنهم كتبوها له بوضوح. غالب الظن أنهم فعلوا، ورغم ذلك أخطأ (كما يفعل كل مرة حين يقرأ. وربما لذلك بدأ يغرّد). غير أنها أخطاء لغوية غير مفخخة، وتالياً غير قابلة للتفجير أو القتل. طبعاً، لم يكتب «تيار المستقبل» على لافتاته شكراً على الانتحاريين مثلاً». فيما وصف موقع "الخبر برس" مملكة آل سعود ب« مملكة الثعالب الصحراوية»، ومملكة الإرهاب، صديقة "تيار المستقبل" و"14 آذار" التكفيريين الجدد، مؤكدًا أن صورة «الرياض» باتت سوداء لدى اللبنانيين، إلا من ينفذون أهدافها. واتهم الموقع اللبناني نظام السعودية ب«ارتكاب الأعمال الإرهابية، من خلال سيارات مفخخة وانتحاريين تجندهم عبر التحريض وغسل العقول وإعطاءهم الأموال، وذلك من أجل التنفيس عن مجموعاتها في سوريا، ورفع معنوياتهم بأنه يتم استهداف المقاومة». ونقل «الخبر برس» أن "المكرمة السعودية مكرمة كذب ونفاق، الهدف منها بث الفتن بين اللبنانيين، ولما لم تأت هذه المكرمة للجيش منذ سنيين؟، علمًا أن الجيش اللبناني كان بحاجة لها منذ مدة طويلة، وكل اللبنانيين يطالبون بذلك على رأسهم حزب الله، ولماذا لم تناط المكرمة إلا بفرنسا؟ لأن السعودية تريد تسوية أوضاعها مع فرنسا، وشراءها بالمال عبر تسليح لبنان، وليس من أجل الجيش اللبناني واللبنانيين". «شكرًا للسعودية» عبارة قيلت أكثر من مرة العام الماضي في مواضع مختلفة بالمنطقة، ففي ديسمبر، قال الإسرائيليون، بعد فشل الجولة الأولى من مفاوضات جنيف بين إيران والدول الست، ل«الملكة الوهابية» شكرًا، بخاصة بعد ما تم تسريبه عن ضغوط سعودية على الوفد الفرنسي بالتناغم مع الضغوط الإسرائيلية، وقتها أكدت إذاعة الكيان الصهيوني أن السعودية اتفقت مع الحكومة الإسرائيلية على تمويل صفقة لشراء أسلحة قديمة من الجيش الإسرائيلي بقيمة خمسين مليون دولار لهدف إرسالها إلى «المعارضة السورية». وكشف موقع ديبكا الإسرائيلي عن زيارة وفد سعودي إلى تل أبيب برفقة وفود من دول في الخليج لبحث مواجهة الاتفاق النووي بين إيران والغرب. وفي أغسطس الماضي، وخلال فعاليات ما سُميّ ب«المؤتمر العالمي لوزارة الثقافة لنبذ الإرهاب» قام المشاركون بالمؤتمر، وعلى رأسهم وزير الثقافة صابر العرب بتقديم الشكر ل«شقيقات النفط» السعودية ودول الخليج، لما قدموه لمصر بعد إنهاء حكم الإخوان. المزايدة في الشكر وصلت حد وصف نقيب المحامين سامح عاشور ل«السعودية» ب«الشقيقة الكبرى»! هذا وسبق «مؤتمر الثقافة» حملات منظمة لشكر لملوك وأمراء دول الخليج، بخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين والمملكة الأردنية الهاشمية، بعد تقديم مساهمات ومنح وقروض للدولة المصرية.