تحيي تونس اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة لإندلاع شرارة الثورة التى إنطلقت قبل ثلاثة أعوام فى 17 ديسمبر2010 عندما قام الشاب محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده في نفس اليوم؛ احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربة يبيع عليها الفاكهة والخضار وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد البوعزيزي تقديمها في حق شرطية صفعته. وتسببت محاولة البوعزيزى في اندلاع فتيل احتجاجات شعبية واسعة وعنيفة في عدة مدن تونسية من بينها سيدي بوزيدمسقط رأس البوعزيزي، وأدى الحادث الى خروج أهالي المنطقة في اليوم التالي وهو السبت 18 ديسمبر 2010 في مظاهرة احتجاجا على ما حدث لتقع مواجهات بين مئات الشباب وقوات الامن وكانت المظاهرة تضامنا مع البوعزيزي واحتجاجا على ارتفاع نسبة البطالة وما تعانيه الولاية من تهميش واقصاء. وهكذا بدأت مسيرة الثورة التونسية فمنذ ذلك اليوم و مع مرور الأيام عمت التظاهرات كل المدن التونسية في انتفاضة شعبية شملت كل البلاد احتجاجا على انتشار البطالة وغياب العدالة الاجتماعية بالإضافة إلى سوء الأوضاع الإقتصادية و السياسية وتفاقم الفساد فى البلاد. وتوفى البوعزيزي( 26 عاما ) بعد 18 يوما من إشعاله النار فى نفسه تحديدا فى يوم الثلاثاء 4 يناير 2011 ، الأمرالذى أوقد نار الإحتجاجات الشعبية وأدى إلى إتساع رقعة التظاهرات التى وصلت العاصمة التونسية حيث بدأ المتظاهرين فى حرق مقرات الحزب الحاكم وبدأت قوات الأمن تفرط فى إستخدام العنف الأمر الذى أدى إلى سقوط قتلى. ومع تصاعد حدة العنف وبعد فشل الرئيس السابق «بن علي» فى تهدئة الأوضاع عبرعدة خطابات، وتحديدا فى يوم 14 يناير 2011 بدأت الأحداث تتسارع، وشهد ذلك اليوم مظاهرات ومواجهات عنيفة في قلب العاصمة، فلم يجد بن على أمامه الا الرضوخ لرغبة الشعب فترك السلطة وفر هاربا إلى السعودية بعد أن حكم البلاد لمدة 23 عام. ومن أبرز الشخصيات التونسية التى تركت بصماتها فى ذاكرة الثورة برز المحامي التونسي ناصر العويني كأحد رموز الثورة التونسية، فى مشهده الشهير وحيدا وسط شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس وهو يردد «الشعب التونسي حر..بن علي هرب..المجد للشهداء..» والذى تحول الى لقطة تاريخية تتداولها وسائل الاعلام في حديثها عن الثورة التونسية. ويرجع العويني إلى أيام الثورة هذه اللقطة قائلا «الحكاية بدأت هنا فى 14 يناير عندما تم إعلان انتقال السلطة للوزير الأول محمد الغنوشي، وهى كانت لحظة فارقة وشعر الجميع بالحرية والفخر».