قال مصدر خاص لمراسل "وكالة أنباء فارس"، أن جبهة النصرة طالبت بانسحاب الجيش السوري من كل المناطق المجاورة لمدينة "يبرد"، مقابل الإفراج عن عدد من الراهبات ال12 المختطفات من بلدة معلولا المسيحية، والخروج من منطقة دير عطية ومنطقة "قارة" لإطلاق سراح ثماني مختطفات أخريات. وأكد المصدر أن الجيش السوري رفض تلك الشروط، وجاري تجديد المفاوضات للوصول إلي مقترح أخر يتوافق علية الطرفان لإطلاق سراح الراهبات، مشيرا إلي اقتيادهن لأحد المناطق القريبة من ريف دمشق. وشهدت عملية خطف الراهبات إدانة دولية ومحلية واسعة منذ الإعلان عن إختطافهن مساء الإثنين الماضي، بعد سيطرة عناصر مسلحة من جبهة النصرة علي بلدة معلولا ذات الإغلبية المسيحية، والتي تقع شمال ريف دمشق وخطف 13 راهبة أرثوذكسية تختلف جنسياتهن من لبنانيات وعراقيات وسوريات. يذكر أن إذاعة الفاتيكان أعلنت أمس علي لسان ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا، أن الكنيسة ما زالت تجهل أسباب هذه العملية الإجرامية أوعمدوا السيطرة علي الدير لكي تبسط يدها علي البلدة كلها. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "ذا جلوب أند ميل" الكندية تصريحات البابا "فرانسيس" بابا الفاتيكان، حول الراهبات الأرثوذكس ال 12 المختطفات في سوريا، ودعا البابا شعوب العالم للصلاة من أجلهن خلال اللقاء الأسبوعي في ساحة القديس بطرس. وأدان مفتي الجمهورية اللبنانية لأهل السنة الشيخ محمد قباني الجريمة التي إرتكبتها العصابات المسلحة بإختطاف الراهبات، وقال أن "الزج بالمسيحية في الصراعات السياسية واقتحام الكنائس وسرقة محتويات الأديرة واختطاف رجال الدين المسيحين يدين الجهة التي خطفتهم ويعطي مبررا للأنظمة الدولية للتدخل المباشر بحجة حماية الأقليات". وأصدرت رابطة الروم الكاثوليك في لبنان بيانا لها مساء أمس يدعوا إلي "تحييد بلدة معلولا وكافة المناطق المقدسة المسيحية منها والإسلامية إنقاذا لحياة المدنيين ودور العبادة فيها". وفي نفس السياق، وصف وديع الخازن رئيس المجلس الماروني، الواقعة، بأنها "وصمة عار علي جبين الغرب والعرب الذين يحاولون غض أبصارهم عن حقيقة ما تفعله الجماعات الإسلامية التكفيرية"، ووصفهم ب"النموذج الأبشع والأعنف في حضارة الإناس المنبوذون من كل الأديان خاصة من الدين الإسلامي الذي يدعوا إلي الرحمة".