أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن أحدث إصدارتها، وهو كتيب بعنوان "رومانيا.. ثورة أم انقلاب"، ويتضمن بحثأ تحليليا مختصرا لأحداث الثورة الرومانية 1989 والدروس المستفادة منها، وأهم الأسئلة المتعلقة بها، ويقع الكتاب في 65 صفحة من القطع الصغير، وهو بقلم الباحث والناشط السياسي تامر موافي. وأشارت الشبكة في بيان لها أن الكتيب يمثل الجزء الأول في سلسلة كتيبات بعنوان (مخاضات التغيير - تجارب في الثورة)، والتي تصدرها الشبكة العربية عن خبرات وتجارب الثورات في دول أخرى تتشابه ظروفها وواقع مجتمعاتها مع الثورات والمجتمعات العربية. ومن الدول التي تزمع الشبكة إصدار كتيبات عن تجاربها؛ إندونسيا، والأرجنتين، وباكستان، بالإضافة إلى رومانيا الذي صدر اليوم. وقالت الشبكة ان كل الثورات تتشابه، بل وتقع في ذات الأخطاء، ولذلك نقدم هذا الكتاب لثوار مصر خاصة، والثوار العرب بشكل عام، كمحاولة لإنارة الطريق للباحثين عن الحرية والكرامة، وهؤلاء الذين بذلوا جهدهم وربما حياتهم لأجل قضايا الحرية والكرامة. وأضافت الشبكة أنه من الضروري جداً التعلم من أخطاء الشعوب السابقة، مما يعزز فرص إنجاح التحول الديموقراطي الحقيقي لا الشكلي في مصر والدول العربية، ويبدأ الباحث بتقديم خلفية تاريخية عن الدولة الرومانية، والتي طرح فيها أنها اكتسبت خصوصية تاريخية وجغرافية بسبب موقعها كمعبر للغزاة إلى الشمال والغرب، مما جعلها تختلف عن باقي دول أوروبا الشرقية، ويظهر ذلك بوضوح في النزعة القومية الشديدة لدى أهل رومانيا. ويناقش الكاتب بعد ذلك انتقال رومانيا من الحكم الفاشي إلى الحكم السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية كنتيجة لصفقة ستالين مع تشرشل، المعروفة باسم اتفاقية "يالطا"، ويرصد الكاتب نجاح الرئيس "جورجيوديج" في تأسيس النظام الذي يعتمد على الزعيم الملهم والأب، وهو النظام الذي ورثه "شاوشيسكو" بعد وفاة "جورجيوديج" عام 1965. ويتناول الكاتب بعد ذلك كيف انتقل "شاوشيسكو" برومانيا لمرحلة جديدة من السلطوية، حيث تفرد بتعزيز حكم العائلة، بأكثر مما فعل أي نظام ستاليني آخر، واعتماده كأي دكتاتور على تغول شبكات أمن الدولة (الذي عرف باسم السكيوريتات)، حتى يقول بعض المبالغين إن واحد من كل أربعة رومانيين كان عميلاً لأمن الدولة بشكل أو بآخر. ويعرج الكاتب على جذور الثورة بعد نحو 22 عاماً من حكم الدكتاتور، وتحديداً، عام 1987 حين كان تذمر الناس من سلطوية الدولة وسوء الأوضاع الاقتصادية سبباً في تفجر تظاهرات مهمة جداً لعمال المصانع، انتهت باعتقال المئات لكنها كانت نقلة نوعية للمعارضة الشعبية لحكم شاوشيسكو.