رأينا قرار إحالة مرسي للجنايات ثمار تصفية حسابات سياسية .. ومشهده في القفص جعلنا نتمنى العدل حق الشهداء لم يأت بعد .. والنظام الحالي يتخذ مواقف وقرارات لا تتفق مع الروح الثورية وأهداف ثورة 25 يناير والد الشهيد ووالدته لم يعرفا بإحالة القضية .. وخشينا حضور أولى جلسات محاكمة مرسي فتحدث احتكاكات و مناوشات أكثر ما أغضب والدة الشهيد والأسرة خلال العام الماضي إدعاء إحدى الفتيات بوسائل الإعلام أنها خطيبة الحسيني الشهيد الحسيني كان فكره ناصريا وعلى اختلاف دائم مع الإخوان وفي آخر لقاء بيننا دخلت في نقاش حاد معه لأنني كنت مغيب وأصدق مرسي أسرة الشهيد ترفض تماما مبدأ محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وترى قانون التظاهر بمثابة اغتيال للحريات أجرى الحوار – سما أشرف أكد سالم أبو ضيف، شقيق الشهيد الحسيني أبو ضيف، الصحفي بجريدة الفجر، الذي استشهد في أحداث الاتحادية جراء إصابته برصاصة من ميليشيات جماعة الإخوان المسلمين في 5 ديسمبر من العام الماضي، أن أسرة الشهيد كانت ترى قرار إحالة الرئيس المعزول محمد مرسي لمحكمة الجنايات في قضية الاتحادية، جاء نتاج ثمار تصفية حسابات سياسية وليس بناء على قصاص عادل، وأوضح شقيق الحسيني في حوار ل"الوادي" أن سبب اغتيال الشهيد هو فضحه للرئيس السابق حينما أصدر قرار بالعفو الرئاسي عن شقيق زوجته، إلى جانب توثيقه لمجزرة الاتحادية التي ارتكبها الإخوان بحق المتظاهرين السلميين المناهضين لحكم مرسي.. إلى نص الحوار: بعد مرور عام على وفاة الحسيني أبو ضيف.. كيف ترى المشهد السياسي؟ مازال الضباب والظلام يخيم على المشهد، وعلى الرغم من تصحيح مسار الثورة في 30 يونيو، إلا أنه لا يوجد شعاع من نور يدل على أن النظام الحاكم يتخذ المواقف والقرارات التي تتسم وتتفق مع الروح الثورية وأهداف ثورة 25 يناير المجيدة، واشعر أن هناك نية مبيتة لاستنساخ وإعادة نظام مبارك من جديد، وكأن لم تقم ثورة من الأساس. كيف رأيت أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية الاتحادية؟ طريقة التعامل مع قضية الشهيد الحسيني أبو ضيف قبيل سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، جعلتنا نفقد الثقة في القصاص من قتلة الشهيد، وبعد تصحيح مسار الثورة في 30 يونيو، فوجئنا باتخاذ قرارات قانونية تتسم بسرعة البرق ضد محمد مرسي والمدانين في مجزرة الاتحادية وهذا أعطى انطباع لأسرة الشهيد، أن حق الشهيد لم يأت عن عدل القضاء المصري وإنما جاء نتاج ثمار تصفية الحسابات السياسية، ولكن بعدما رأينا "مرسي" خلف أسوار القفص ومعه كل المدانين في القضية تحاول أسرة الشهيد أن تحسن النوايا وتطالب من القضاء تجديد الثقة وأن يقيم العدل وأن يقوم بما يقتضيه الواجب المهني والقانوني على منصة القضاء وما يأمر به المولى سبحانه وتعالى. هل تعني أن أسرة الشهيد كانت ترى قرار إحالة مرسي للمحاكمة تصفية حسابات وليس قصاص عادل ؟ في الحقيقة وجهة نظرنا لم تأتي من فراغ، ولكن تستند للعديد من الانتهاكات التي وقعت من أجهزة التحقيق قبيل ثورة 30 يونيو، ولكن نحن كأسرة الشهيد عندما رأينا الرئيس المعزول خلف أسوار القفص نحاول أن نحسن النوايا ونتمنى من القضاء المصري أن يحكم بشكل جاد وإيجابي وحقيقي في إقامة العدل والقصاص العادل للشهيد الحسيني أبو ضيف، وبالتالي أسرة الشهيد نظرا لما رأته من أمور تحاول أن تحسن النوايا وأن تكون المحاكمة حقيقية وعادلة وليس مجرد محاكمة صورية. لماذا لم تحضر أسرة الشهيد أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول في قضية الاتحادية ؟ أسرة الشهيد أصرت على عدم حضورها للمحاكمة، ورأت أن تتابع أولى جلسات المحاكمة بقريتنا بمحافظة سوهاج، والسبب في ذلك هو رؤيتنا أن الحضور مجرد إجراء صوري، وأن الهدف الأمثل والأعلى بالنسبة لنا هو تحقيق القصاص العادل للشهيد، إلى جانب وجود قبيل المحاكمة من جانب جماعة الإخوان المسلمين لإفساد المحاكمة، فخشينا أن نحضر المحاكمة ويحدث نوع من الاحتكاكات أو المناوشات بيننا وبين المنتمين لجماعة الإخوان داخل المحكمة، ففضلنا ألا نعطيهم هذه الفرصة، وأن نوفر للقاضي مناخ مناسب لنظر القضية وإقامة العدل. كيف كان شعور والد ووالدة الشهيد أثناء متابعتهما أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول ؟ للأسف الوالد والوالدة بعد فقدانهم لابنهم الغالي البار الشهيد الحسيني أبو ضيف، تدهورت صحتهما، فرأينا نحن أشقاء الشهيد ألا يتابعا أي معلومات عن القضية حتى لا يحدث مزيد من التدهور، وهم حتى الآن لا يعلما أن أولى جلسات المحاكمة عقدت، ولا يعلما شيء بخصوص القضية طوال الفترة الماضية، نظرا لأننا حجبنا عنهم أي معلومات حول القضية، لأننا رأينا أنهم يمرا بأحوال صحية غير مستقرة كلما علما بشيء يخص القضية، وهنا لابد أن أشير إلى أنه إذا كانت جماعة الإخوان اغتالت الحسيني أبو ضيف، فهي اغتالت أيضا الوالد والوالدة. ما هو أكثر شيء أغضب والدة الشهيد بعد وفاته ؟ أكثر ما أغضب والدة الشهيد الحسيني والأسرة كلها كان خروج فتاة تدعي أنها خطيبة الشهيد، وهي شخصية في الأساس لا تليق على جميع المستويات الأخلاقية والاجتماعية بالشهيد، وهو أمر لا أساس من الصحة، ونحن رأينا أن ذلك إهانة للشهيد وادعاء كاذب وباطل، وقد أثار هذا الأمر استغراب والدة الشهيد، التي أصابها الذهول من أن تصل المتاجرة بدم الشهيد لهذه الدرجة. هل هناك شيء آخر أغضب الأسرة في العام الماضي؟ كان هناك العديد من المضايقات كانت تكبد أسرة الشهيد المزيد من المعاناة ولصعوبات، أبرزها انتهاكات النيابة ومخالفتها للواجب المهني والقانوني في التعامل مع قضية الشهيد الحسيني، بالإضافة إلى كذب ونفاق ورياء جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في مرشد جماعة الإخوان ووزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود وأحمد عارف المتحدث باسم الجماعة، حيث استغلوا دم الشهيد وتاجروا به، وأثاروا الكثير من الإشاعات والادعاءات الباطلة أنه ينتمي للإخوان، في حين أنه كان يختلف فكريا وايدولوجيا معهم، وقد اغتيل غدرا من قبل ميليشيات جماعة الإخوان. كان هناك تضارب بشأن تقرير الطب الشرعي الخاص بالشهيد.. فهل من الممكن أن توضح ما كشف التقرير ؟ التقرير الأول المبدئي كان تقرير عام ومهلهل وغير وافي وغير دقيق ولم يتمكن من تحديد نوع السلاح ولا نوع المقذوف ولا الزاوية ولا المسافة نظرا لامتناع النيابة عن إعطاء الطب الشرعي أقوال شهود العيان، وعندما حدث ذلك، لجأنا للتعاون مع الناشط الحقوقي نجاد البرعي والمجموعة العربية المتحدة لحقوق الإنسان، وقاموا بتكليف الدكتور فخري صالح، كبير الأطباء الشرعيين السابق، بتناول أوراق القضية، وإصدار تقرير الطب الشرعي، حيث تمكن بعد إطلاعه على الملف وعلى نتائج عملية التشريح وعلى أقوال شهود العيان، من تحديد نوع السلاح أنه محرم دوليا، حيث أن الطلقة من نوعية الطلقات "المدمدمة"، وبعد حصول أسرة الشهيد على هذا التقرير، قمنا بالطعن على التقرير الأول، وطالبنا بتشكيل لجنة ثلاثية، وبالفعل أقرت اللجنة الثلاثية بما جاء في التقرير الاستشاري للدكتور فخري صالح، الذي يفيد بأن الشهيد اغتيل برصاص محرم دوليا، وتقرير اللجنة الثلاثية يتناسب ويتطابق مع أقوال شهود العيان ومع الواقعة حيث الكل أقر واعترف أن أصيب بعد أن تم تصويب شعاع الليزر عليه وتحديده ورصده وهذا ما يدل أنه اغتيل، وهو ما أقره تقرير الطب الشرعي للجنة الثلاثية، بأنه اغتال برصاص محرم دوليا وهو رصاص لا يستخدم إلا في حالات الاغتيال فقط. عقب مقتل الحسيني تردد أنه اغتيل بسبب توصله لمعلومات خطيرة تخص الإخوان.. أين الحقيقة ؟ الشهيد الحسيني كان فكره ناصريا، وكان يفتخر بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان على اختلاف دائم مع جماعة الإخوان، وفي آخر لقاء بيننا في البلدة، دخلت في نقاش حاد معه ، وذلك فيما يتعلق بفضحه لمحمد مرسي حينما قدم عفو رئاسي عن شقيق زوجته وهو كان محبوس في قضية مخلة بالشرف مع العلم أن العفو الرئاسي لا يشمل القضايا المخلة بالشرف، فقال لي الشهيد حيث كنت أحد المغيبين والمخدوعين في محمد مرسي : "أكبر عار على الإسلام أن يتحدث الإخوان باسم الشريعة الإسلامية"، ولكن عداء الشهيد للإخوان كانت شديدة، والشهيد عندما نزل لاعتصام الاتحادية في 4 ديسمبر كان استجابة لمطلب الرئيس مرسي :"إذا أصبت فأعينوني وإذا أخطأت فقوموني"، وأن الشهيد رأى أن الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي بمثابة اغتيال لثورة 25 يناير المجيدة وإهدار لدماء شهدائها، وبالتالي نزل لقصر الاتحادية بصفته مواطن مصري ثوري، بالإضافة إلى كونه إعلامي، وعندما رأى الهجوم الوحشي لميليشيات جماعة الإخوان على الثوار السلميين العزل أمام قصر الاتحادية، قام بتوثيق الأحداث بالكاميرا التي كان يمتلكها في هذا الوقت، ونظرا لمدى وحشية وبشاعة المجزرة التي كان يرتكبها الإخوان ضد الثوار السلميين العزل، فكان الشهيد يفقد وعيه وشعوره وكان يتقدم للصفوف الأمامية للثوار لالتقاط صور واضحة ومباشرة لميليشيات الإخوان وهم يستخدمون العديد من الأسلحة في مواجهة الثوار، ونظرا لأن الشهيد كان قد أدى الخدمة الوطنية العسكرية في فرقة الصاعقة فقد كان عنده دراية كافية بأنواع الأسلحة التي كان يستخدمها الإخوان ومدى خطورة هذه الأسلحة، فصدم وذهل بهذه الأسلحة، وخرج عن وعيه وتقدم أكثر للصفوف الأمامية، وفي لحظة استشهاده كان في حديقة تتوسط الشارع يستعرض لأحد أصدقاءه – محمود عبد القادر - ما التقطه من صور تكشف جرائم الإخوان، تم رصده بشعاع ليزر واغتياله، والخلاصة أن السبب الرئيسي لاغتيال الشهيد أولا هو عداءه الشهيد لجماعة الإخوان المسلمين، وفضحه لمحمد مرسي حينما أصدر عفو رئاسي لشقيق زوجته، ثم توثيقه لمجزرة الاتحادية بالكاميرا التي كان يمتلكها، ورصده للعديد من ميليشيات جماعة الإخوان، وهو ما كان يدين جماعة الإخوان. لماذا رفضتم إقامة عزاء للشهيد الحسيني في سوهاج ؟ في البداية نحن كنا نرفض إقامة أي عزاء للشهيد الحسيني إلا بعد القصاص من قتلة الشهيد، ولكن نظرا لأننا لاحظنا وجود حالة من الانقسام داخل الشارع بسبب الأحداث، شاركنا في العزاء الذي أقامته نقابة الصحفيين للشهيد بشكل رمزي، واستقبلنا أيضا بشكل رمزي أهالي البلدة الراغبين في تقديم واجب العزاء في الشهيد بسوهاج. هل ستقيم أسرة "الحسيني" عزاء له عقب الحكم في قضية الاتحادية والقصاص من قتلة الشهيد ؟ في الحقيقة نبحث هذا الأمر، ومن الممكن أن نقيم عزاء بعد الحكم، ومن الممكن أيضا ألا نقيم عزاء.. هل ستحضر فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الحسيني التي من المقرر إقامتها بالقاهرة ؟ للأسف لن احضر.. كنت أتمنى أن احضر للقاهرة، ولكن نظرا للظروف الصحية الحالة التي يمر بها كل من الوالد والوالدة، رأيت ضرورة البقاء في البلدة بسوهاج، للاطمئنان عليهم، ولكن أؤكد إننا مع الفعاليات التي ينظمها أصدقاء الحسيني بالقاهرة، ولسنا مع الفعالية التي تنظمها نقابة الصحفيين على الإطلاق، لأننا نراها تستغل القضية من أجل المتاجرة والتلميع الإعلامي فقط لا غير، وموقف النقابة منذ اغتيال الشهيد حتى اليوم موقف متخاذل ولم يتعاملوا مع القضية سوى من أجل المتاجرة. لماذا ؟ أولا بعد اغتيال الشهيد الحسيني أبو ضيف، لم يصدر بيان واضح وصريح من قبل نقابة الصحفيين يدين ويستنكر الحادث، وقد طالبنا من كل من جمال فهمي وخالد البلشي وكارم محمود وحنان فكري، أعضاء مجلس النقابة لتدعيم القضية في ظل وجود الرئيس المعزول محمد مرسي على كرسي الحكم، لأنه كان هناك العديد من الانتهاكات من قبل النيابة، فطالبنا من النقابة تدعيم القضية بالعديد من القرارات والمواقف التي تساعد على تحرك القضية بشكل إيجابي، كما طالبنا من النقابة توجيه محامي النقابة لمتابعة القضية وعلى الرغم من ذلك تخاذلت، وفوجئنا بعد سقوط "مرسي" وإحالة القضية للجنايات، أن تطفل المدعو سيد أبو زيد، المستشار القانوني للنقابة، بأن حضر أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول، دون علم مسبق لأسرة الشهيد ولا استئذان، ونرى أن وجوده كان مجرد حضور صوري من أجل تلميع نقابة الصحفيين ونقيب الصحفيين، لأن وجوده ليس له صفة قانونية، لأن في هذه القضية المتضرر الوحيد منها هو أسرة الشهيد وليس النقابة، وأن يقوم مستشار نقابة الصحفيين بالتطفل وحضور المحاكمة بدون الحصول على توكيل من أسرة الشهيد، يدل على حرص ونية نقابة الصحفيين استخدام قضية الشهيد من أجل المتاجرة. ما هو رأيك في إقرار لجنة الخمسين بصفة نهائية جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري؟ نحن كأسرة الشهيد الحسيني أبو ضيف، نرفض تماما مبدأ محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية. ما هو رأيك في قانون التظاهر ؟ قانون التظاهر الذي أصدرته حكومة الدكتور حازم الببلاوي، بمثابة اغتيال للحريات وتضييق على حرية التعبير عن الرأي، وإذا كانت الحكومة ترر إصداره بمواجهة عنف الإخوان، فقد سبق وتم الإعلان عن قانون الطوارئ وعلى الرغم من ذلك لم يتم تفعيل قانون الطوارئ ضد عنف جماعة الإرهاب.. هذا القانون بمثابة اغتيال للحريات. كلمة أخيرة ؟ كل ما استطيع أن أقوله أن ثورة 25 يناير المجيدة اندلعت لإسقاط دكتاتورية نظام مبارك ونقل البلد من الوضع السيئ الذي كانت فيه إلى وضع أفضل، ومن أجل الكرامة الإنسانية والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وما حدث في 30 يونيو هو تصحيح لمسار الثورة، ولكن ما حدث بعد 30 يونيو هو استنساخ لنظام مبارك وهناك اغتيال واضح وصريح لثورة 25 يناير، وبالتالي ما يحدث من تطورات هذا لا يتناسب مع ما كانت تنادي به ثورة يناير المجيدة.