مدير مؤسسة المورد : ميزانية وزارة الثقافة مليار و 104 مليون.. فأين الدعم الذي تقدمه للشباب ؟ معايير إختيار وزارة الثقافة للمشروعات التي تدعمها لا تحتوي على أي شفافية أرفض الخطاب النخبوي صاحب نبرة الفقراء لا يحتاجون للكتاب والثقافة بل لرغيف العيش معركة الثورة في أساسها معركة إجتماعية.. وتجليات التغيير المجتمعي أقرب للثقافة والفن من السياسة فيضان التعبير الذي أصاب معظم مجالات الفنون بعد الثورة لم يتلامس مع المسرح بعد المورد الثقافي ليست مؤسسة مصرية لكنها مؤسسة عربية تخدم المستوى الأقليمي للمنطقة العربية نحن ضد التطبيع الثقافي لكننا الفلسطنيين الحاملين للجنسية الاسرائيلية طالما سجلوا لدينا وقال إنه فلسطيني فأهلاً به التغيير يبدأ من خروج الفن والثقافة من حوائط المؤسسات للشوارع .. ولم أجد في المجال النسوي شيئاً يشبعني ولم أجد احترافية بسمة الحسيني هي مدير مؤسسة المورد الثقافي وأحدى الشركاء في تأسيس المؤسسة كمنبر ثقافي إقليمي غير ربحي ومؤسس مشروع العمل للأمل وهي مبادرة لتمكين عدد كبير من البشر للمشاركة في تغيير الواقع. بدأت عملها بعد انتهائها من الدراسة الجامعية في المسرح القومي مع الأستاذ نبيل منيب ومن هنا انطلقت لتجربتها مع العمل الفني والثقافي.. تقول بسمة " بعد انطلاقي من المسرح القومي كان لي عدة تجارب اخراجية مع المسرح الحي في بولاق الكرور كعرض "حكاية الرايح والجاي", وحي باب الشعرية وشاركني العمل وقتها الفنان صلاح عبدالله, ثم انتقلت بعدها في عام 1988 إلى ال Briish Council للعمل بمجال الدعاية والاعلان ثم مدير لادارة الفنون هناك لمدة عشرة سنوات وتركتها في عام 1998, عملت خلالها مع فرقة الورشة وكان هذا هو العصر الذهبي لدار الأوبرا المصرية فتعاون المركز البريطاني مع الأوبرا المصرية في كثير من الأعمال والأنشطة المؤثرة على مدار 10 سنوات. ثم انتقلت فيما بعد كمدير برنامج الفنون في الوطن العربي بمؤسسة "فورد" العالمية لمدة 5 سنوات, ثم تركت فورد لأبدأ العمل مع بعض الأصدقاء لتأسيس مؤسسة "المورد الثقافي" للفنون في عام 2004. - بعد 10 سنوات من وجود المورد الثقافي على خريطة العمل الثقافي في مصر, ماذا قدمت المورد للساحة الثقافية؟ وهل من تأثير مختلف يثري التجربة مع الجماهير؟ المورد الثقافي ليست مؤسسة مصرية لكنها مؤسسة عربية تخدم المستوى الأقليمي للمنطقة العربية ككل, وفيما يخص العمل في مصر خلال السنوات الماضية فتواجدنا من خلال مدرسة الدرب الأحمر للفنون التي تستقبل الآن 165 طالباً من أطفال المنطقة وتنقسم المدرسة إلى قسمين قسم السيرك وقسم الآلات النحاسية, قامت المدرسة خلال السنوات الماضية بتخريج مجموعات من الشباب القادرين الآن العمل بالمجال الفني والربح بدلاً من حالات التسول والتهميش التي كانوا يعانون منها, المشروع الثاني هو أنشاء مسرح الجنينة والأشراف على حفلاته وتنوع العروض من جميع انحاء الوطن العربي, هذا بجانب المنح التي قدمها المورد خلال السنوات الماضية للشباب والمؤسسات الصغيرة داخل وخارج مصر في محيط الوطن العربي. - ما بين مصادر التمويل وعجز الدعم الوطني. هل ترين أن هناك أمل في وجود رأس مال وطني لدعم مبادرات الفنون المستقلة في مصر ؟ يجب على الدولة توفير جزء من رأس المال العام لدعم مثل هذة المبادرات الفنية والأعمال المستقلة للشباب وخارج المدن الكبرى, مليار و 104 مليون هي ميزانية وزارة الثقافة السنوية, أين الدعم الذي تقدمه للشباب من بين هذة الملايين؟. إذا لم نتحدث عن المليار فماذا عن ال 104 مليون جنيه فهم يكفون لتمويل 60 مؤسسة وجمعية للفنون في ما يقرب من 1000 قرية سنوياً, أختيار صابر عرب نفسه يدل على حكومة فاسدة, هذا الرجل الذي أعاد النظام القديم لأدارة وزارة الثقافة بغياب الشفافية وفساد معايير العمل. - من عام 2011 بعد اندلاع الثورة ما هو تأثير الحراك السياسي على الساحة الفنية والثقافية المصرية خلال السنوات الأخيرة؟ معركة الثورة في أساسها معركة اجتماعية وتجليات التغيير المجتمعي أقرب للثقافة والفن من السياسة , فهناك فيضان في التعبير تدفق بكل مجالات الفنون ومن وجهة نظري هذا الفيضان لم يمس المسرح بعد, ما ينقص هؤلاء الشباب أتضح جداً لنا من خلال العمل معهم فهم ينقصهم بشدة حنكة الأدارة لمشاريعهم الفنية وهذا ما يؤخرهم كثيراً على الأنجاز, وهذة من أهم الأدوار التي لعبها المورد الثقافي معهم من خلال التدريب على الأدارة المؤسسية لكيفية نجاح مشاريعهم الفنية والتعامل مع أفكار الأستمرارية والتعامل مع السوق الفني والجماهير. - ما رأيك في خطاب بعض النخب السياسية الذي يتكلم عن أن الفقراء يحتاجون للرغيف ولا يحتاجون للكتاب, ويحتاجون الطعام قبل الفن, فالفن قد يكون معطل للحراك الثوري؟ هذا كلام ليس له أي أساس من الصحة مع التجربة الحية مع الجماهير كيف نصنف حقوق البني أدمين كما نريد ونضعهم في مثل هذة الأختيارات!, رغيف أم فنون, طعام أم تعليم, هذة الأختيارات ظلم بين لهم لأن كل هذة الأمور هي حق من حقوقه الطبيعية البسيطة لأستمرار حياته وأحترام آدميته. فالثورة كما قلنا أساسها الحراك المجتمعي وتغييره وتجليات الحراك الاجتماعي الفنون أقرب لها من الساسية فقد يستوعب رجل الشارع العادي لأغنية أو مسرحية بسيطة تتحدث عن مفهوم ما أفضل من عشرات السياسيين اللذين يتحدثون دون ان يفهم منهم شيء. الثورة المجتمعية تقوم لمساعدة الجماهير أنفسهم على كسر المعايير والثاقفة والفن تساعدهم على كشف الأخطاء بفنون بسيطة كالكاريكاتير مثلاً أو قصيدة ما, فهذة الأدوات تقوم بدور خلخلة بين المجموعات وطالما تتحرك الفنون بينهم وليس داخل جدران غرف النخبة فقط فسنحصد النتائج, فما النفع من الملايين التي تصرف على دار الأوبرا الآن وهناك ملايين من البشر لا ينتفعون بها أي منفعة واضحة. - قلتي أنه لا نفع الآن من الملايين التي تصرف على دار الأوبرا بينما هناك ملايين من البشر لا ينتفعون بها! فماذا تقصدين؟ أقصد أن هذة المرحلة بذات تحتاج إلى عم عبده ومن مثله, علينا الخروج لهم من كهوفنا الثقافية المغلقة علينا لنعمل معهم فهذا هو زمانهم فهم المحرك الأساسي للتغيير المجتمعي والسياسي, هل سألتموهم هل تريدون رغيف أم مزيكا هل سألتم الأطفال تريدون سينما أم رغيف؟. في الحقيقة هم من حقهم رغيف العيش والمزيكا والكتاب والسينما لان الثقافة والتعليم هو حق أساسي من حقوقهم الشخصية التي تصب في الدائرة الجماعية. فلنتفرغ للهؤلاء أولاً ثم نهتم بالأغنياء فيما بعد, أولوية العمل الآن هو العمل الشعبي ومع الجماهير فش الشارع. - وماذا عن المشاريع التي لا يتوجه أصحابها للجماهير بها ويصنعونها مجرد فن من أجل الفن, ما تقييمك لمثل هذة المشاريع الفنية؟ طالما صاحب المشروع قدمه على هذا الأساس فلن يحاسب حسب معايير الجمهور بل من خلال المعايير الفنية, فإن كنت تريد أن تقدم عمل فني بحت فننتظر منك أن تقدم تطور ما في المجال الفني الذي تستهدفه أو تقنية جديدة وليس تكرار لما سبقوك وفقط. - هل تمويل المؤسسات الشبابية من مؤسسات شريكة كبيرة الحجم يفيدهم أم يضرهم؟ هناك نوعين من المشاريع الفنية, المشاريع التجارية صاحبة المنتج وماشبه, هذة المشاريع علينا دعمها بشكل مرحلي فقط حتى تحقق غايتها وتعتمد على نفسها في السوق التجاري فلا فائدة من أستمرار الدعم لها فهو يضرها بالطبع. النوع الثاني هي المباردات والمشاريع الفنية التي تهدف لخدمة المجتمع وهذة مبادرات ومشاريع غير هادفة للربح فأستمرارية دعمها واجب حتى لا تتوقف عن الأنتاج والتواجد بين الجماهير, ومن هنا نعود لذكر ضرورة وجود رأسمال وطني يدعم هذا النوع من تحرك الفنون بين الجماهير. - هناك مناقشة أزلية بين المثقفين تدور دائماً حول "التطبيع الثقافي ", ما رأيك في هذة القضية؟ مبدأياً نحن لا نتعامل مع إسرائيل أبداً ولا ندعم فنونهم بأي شكل ولم ندعم أي فنان أسرائيلي, ولا نتعامل مع مؤسسات أسرائيلية, لكن لدينا موقف خاص من الفنانيين الفلسطنيين اللذين يحملون الباسبور الأسرائيلي بقوة جبرية من الأحتلال الصهيوني, فهو ياتي إلينا معرفاً نفسه فلسطيني الجنسية والهوية فهذا بالطبع مرحباً به, وأنا ضد فكرة التطبيع الثقافي فنحن نأخذ مواقف الشعوب وندعمها. - في النهاية, إذا كان لبسمة الحسيني حلم عام وخاص فماذا هو؟ بعد أن أكمل المورد الثقافي عامه العاشر قررت الأستقالة من أدارته هذا العام والتفرغ التام لمشروع "العمل للأمل" الذي يعمل على تمكين عدد كبير من الناس من المشاركة في تغيير الواقع في سوريا ومصر من خلال الفنون, وسأتفرغ للدكتوراه التي اعمل عليها في مجال السياسات الثقافية. فأنا اعمل يومياً منذ أن كان عمري 18 سنة اتمنى الآن التركيز أكثر على قوافل الفنون وتطوير الأدارة الثقافية.