المتمردون: لسنا عملاء للأمن والقيادات تخلت عن المراجعات وحرضت على العنف.. وحسان: كلهم 5 أفراد ولن يستطيعوا تغيير شيء شهدت "الجماعة الإسلامية" خلال الأيام الماضية، أزمة عنيفة، بعد قيام عدد كبير من قواعدها علي مستوي المحافظات بإطلاق حملة تحت مسمي "تمرد الجماعة الإسلامية"، وذلك لإجراء انتخابات جديدة علي مستوي قيادات الجماعة، بدلا من القيادات الحالية، وأكدت مصادر بالحملة التي يتزعمها فؤاد الدواليبي القيادي التاريخي بالجماعة أنهم جمعوا 280 مؤيدا، فيما نفى المتحدث باسم الجماعة انتماء «المتمردين» للجماعة: واتهم أصحاب حركة "تمرد" داخل الجامعة الإسلامية، القيادات الحالية باللجوء الي العنف والبعد عن المراجعات التي أعلنتها الجماعة خلال التسعينيات من القرن الماضي، لنبذ العنف، فضلا عن المطالبة بعودة القيادات القديمة للجماعة، أمثال كرم زهدي، وناجح إبراهيم، بدلا من القيادات الحالية التي يرون أنها ارتمت في أحضان جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية المنبثق عنها في الفترة الأخيرة، والذي أصبح متورطا في أعمال عنف مما تشهده البلاد مؤخرا. وقال وليد البرش، مؤسس حركة "تمرد الجماعة الإسلامية" عن محافظة دمياط، أن دعوته لاقت ترحيبا وسط أبناء وقيادات الجماعة بعدة محافظات، موضحا أنه حتى الأمس استطاع أن يضم أكثر من 80 فردا مؤيدا لدعوة سحب الثقة من مجلس الشورى الحالي للجماعة. وأشار "البرش"، في تصريح خاص ل"الوادي"، إلى أن محافظة الإسكندرية استطاعت جمع تأييد أكثر من 200 عضوا من أبناء الجماعة، غير أنهم أبدوا تحفظهم على عنوان الحملة وهو "تمرد"، مضيفا: "أبدينا مرونة في الأمر وتقبلناه طالما الهدف المشترك واحد والرؤى واحدة". وأوضح مؤسس "تمرد"، أن الجمعية العمومية الأخيرة التي عقدتها الجماعة في 2011 كانت مزورة-على حد وصفه-، لافتا إلي أنه لم تتم دعوة عدد كبير من أعضاء الجماعة للتصويت، مشيرا إلى أن الخلاف الحالي مع مجلس الشورى يرجع إلى المواقف الأخيرة للجماعة وانتهاجها التحريض على العنف في مظاهرات 30 يونيو، وتحويلها الخلاف السياسي لخلاف ديني، واصفا اتهام الجماعة لهم بأنهم عملاء لأمن الدولة ب"الشو الإعلامي" ليهزموا عزائمهم . من جانبه، رفض الشيخ فؤاد الدواليبي، مؤسس حركة "تمرد الجماعة الإسلامية" بمحافظة المنيا، والداعية لسحب الثقة من مجلس شوري الجماعة وتعيين قيادات جديدة في الفترة المقبلة، اتهامات قيادات الجماعة الحالية، له وللمنضمين معه لحركة "تمرد الجماعة" بأنهم عملاء لأمن الدولة. وقال "الدواليبي" في تصريح خاص ل"الوادي": "نحن من أسسنا الجماعة الإسلامية ونحن أصحاب الدعوي إليها من الأساس، كما أننا أصحاب المراجعات الفكرية التي حادت عنها القيادات الحالية للجماعة". وتابع: "مين قيادات الجماعة الحاليين، وكانوا فين سنة 74 و75 و76، القيادات الحالية إحنا اللي دخلناهم الجماعة من أساسه". وأضاف"الدواليبي": "نحن لا نسعى إلى مناصب أو قيادة للجماعة، لأنها بالنسبة لنا مغرم وليس مغنم"، مؤكدًا أن القيادات الحالية تخلت عن المراجعات الشرعية التي وقع عليها كافة أبناء الجماعة الإسلامية عام 97. وطالب "مؤسس تمرد" بالمنيا، الجماعة، بالعودة للمراجعات الشرعية، وإصدار بيان تستنكر فيه كل الأعمال السابقة، والخطاب الذي أعلنته قياداتها مؤخرا والذي يدعو للعنف. في المقابل، قال محمد حسان، المتحدث الإعلامي باسم "الجماعة الإسلامية"، أن أصحاب دعوات التمرد لم تتحقق الجماعة منهم لأن غالبيتهم ليسوا أعضاء بها، والبعض الآخر مفصول منذ سنوات، مشيرا إلى أن مسألة سحب الثقة من مجلس شورى الجماعة الحالي ليست بأيديهم لأنهم يعتبروا غرباء عن الجماعة، مضيفا: "لا يجوز سحب الثقة من مجلس الشوري إلا بموافقة الجمعية العمومية التى تضم 300 فرد، وليس من بينهم فردا ينتمي اليها حتى يتمكن من التصويت بسحب الثقة" . وأضاف "حسان"، أنه لا يمكن لمجموعة أفراد لا يتعدون ال5 أو 6 أفراد أن يغيروا هيكل التنظيم، مشيرا إلى أن الشيخ جمال الدواليبي الذي يقود الحركة في محافظة المنيا حضر اجتماع الجمعية العمومية الأخيرة كضيف شرف، ولم يتمكن من التصويت لأنه بالفعل مبتعد عن ملف الجماعة منذ ما يقرب من 10 سنوات.