عقدت "شل للزيوت" مؤتمرها السنوي الثالث للريادة التكنولوجية، بمدينة مرسى علم، واستضاف المؤتمر– الذي أقيم تحت عنوان "الطاقة الماء الغذاء.. البحث عن حلول مرنه"، أكثر من 300 خبير ورائد من رواد الأعمال من كبرى الشركات المحلية والدولية العاملة في مصر، وذلك لمناقشة سبل معالجة هذه القضية الملحة والمتمثلة في مصادر الاستدامة على مستوى العالم. وألقى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، يورون رختين، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة شل مصر، ولفت إلى التحديات الخطيرة التي تواجهها الشعوب، والمتمثلة فى معدل النمو السكاني السريع، وعدم 2ستقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والتغير المناخي والعلاقة الوثيقة بين موارد الطاقة، الماء والغذاء. مشيرا إلى أن "تلبية احتياجات الشعوب من الطاقة، الماء والغذاء دون الإضرار بالبيئة لم يُعد أمراً اختيارياً كما جرت العادة، نحن الآن بحاجة إلى أداء مختلف وغير تقليدي من جانب الشركات فيما يخص هذه القضايا الهامة". وعن دور الشركات فى هذه المبادرة، أكد يورون أنّ معظم الشركات تهدف لبناء تحالفات تجارية ودعائية مع عملائها من خلال تطوير مجالات الإبداع، الكفاءة وزيادة الأرباح، ولكن يتوجب على تلك الشركات أخذ قضايا الموارد الحيوية على محمل الجد، من خلال تعزيز مجالات التعاون مع مختلف القطاعات الاقتصادية والحكومية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني المعنية حول العالم. وتخلل المؤتمر العديد من الندوات التي ناقشت القضايا الراهنة التي يفرضها الضغط المتزايد على الموارد الأساسية في كوكب الأرض، بمشاركة أكثر من 300 من الخبراء ورجال الأعمال في قطاعات الأعمال المختلفة. هذا وقد ركزت الندوات على مناقشة سبل التعاون بين القطاعات المختلفة، و2ستحداث مبادرات جديدة ل2شراك كافة طوائف المجتمع ومناقشة أهمية تطبيق منظومة الطاقة، الماء والغذاء على مختلف الأعمال، المجتمعات والمدن. كما تم طرح باب النقاش حول كافة الخيارات الواجب اتخاذها، بالإضافة إلى المبادرات المفعلة حالياً والتي تهدف إلى تحقيق الاستدامة المرجوة لتلك المصادر مع التركيز على الاقتصاد المصري. وأوضح طارق توفيق، رئيس المجلس الفرعي لأمن وسلامة الغذاء بالمجلس الوطني المصري للتنافسية، أنّ مصر لديها كل الإمكانيات لتحقيق توازن إيجابي في تجارة المنتجات الزراعية الغذائية في غضون عشر سنوات فقط، وذلك من خلال تطبيق منظومة متكاملة من الإصلاح الاقتصادي وإيجاد سياسات أكثر فاعلية، بما سيعود بفائدة أكبر على الموارد الطبيعية والبشرية. كما ناقش المؤتمر مختلف الأفكار المطروحة لتفعيل التعاون المشترك، وكذلك طرح المبادرات المفعلة حالياً بهدف تحقيق الاستدامة المرجوة على مستوى المصادر المختلفة من الماء، والغذاء والطاقة. وخلال مشاركته بالمؤتمر، أبرز فيليب دوامال -ممثل منظمة اليونيسيف في مصر، خطورة نقص الغذاء والماء على رخاء الشعوب كما أوضح تأثير التكنولوجيا المنخفضة التكاليف، والتي بدورها ستؤمّن العديد من النتائج الإيجابية للأطفال المهمشين وعائلاتهم في مصر. أما بالنسبة لليوم الثاني للمؤتمر، فقد تعرف المشاركون خلاله على أحدث الوسائل التكنولوجية للتشحيم، تحليل الزيوت، تحقيق كفاءة مصادر الطاقة المختلفة وأفضل الطرق المستخدمة لتصنيع منتجات الطاقة باستخدام زيوت شل. وتناولت الجلسات مناقشة العديد من الموضوعات من بينها على سبيل المثال علاقة مُصنّعي المنتجات الأصلية بالريادة التكنولوجية، زيادة كفاءة العمل والأمن الصناعي. وعلى هامش المؤتمر، قامت شركة شل مصر بالكشف عن سيارتين موفرتين للطاقة من إبداع فريقين من جامعتي عين شمس والقاهرة، الذين شاركوا بمسابقة "شل جلوبال ايكو ماراثون"، وهي مسابقة سنوية تنظمها شركة شل وقد عملت هذه المسابقة على تحفيز روح الابتكار لدى الطلبة لتصميم وصناعة واختبار سيارات عالية الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة. وسيقوم هذان الفريقان بتمثيل مصر فى مسابقة " شل جلوبال ايكو ماراثون" التي ستقام في العاصمة الفليبينية مانيلا فى فبراير 2014. وقد اختتم رختين فعاليات المؤتمر قائلاً " إننا بحاجة إلى حلول متكاملة من خلال العمل صوب تحقيق هدف واحد، وهو البدء في خلق حوار بنّاء بين جميع الطوائف وقطاعات المجتمع، لأنّ الحكومة وحدها لا تستطيع إنجاز المهمة لأن التحديات أكبر بكثير." وأضاف: " يجب علينا جميعاً الإهتمام بتطبيق "الخطة المتكاملة للطاقة" من خلال الحفاظ على دورة حياة أنظمة المياه والطاقة، والتي لا ترتكز فقط على تبعيات أنظمة الطاقة، بل تهتم أيضاً بالماء كمصدر لإنتاج الزيوت والغاز، وكذلك توليد الطاقة والكهرباء ووسائل النقل والتدفئة". وباعتبارها أحد الشركات الرائدة في مجال الطاقة، وإنطلاقاً من تبنيها لقضايا الموارد الحيوية، أخذت شل على عاتقها مسئولية طرح حلول إيجابية، إيماناً منها بأهمية التخطيط الاستراتيجي في تشكيل موارد الاستدامة المستقبلية.