تعد الثروة السمكية في مصر واحدة من أهم مصادر الدخل القومي، والبروتين الآمن والذي يوفر الاحتياجات الغذائية وينمي صناعات أخرى بجانبه، حيث تسهم بشكف قعال في أسواق اللحوم. ونظرا لما تتمتع به مصر من بحيرات ونهر النيل، فإن الأسماك توجد بكميات كبيرة وتعكف المراكز البحثية وأكاديمية البحث العلمي علي المساهمة في تقديم البحوث لتنمية الثروة السمكية، لكن هناك الكثير من العقبات التي تمنع من الزيادة المأمولة في الثروة السمكية، ومن ضمنها بناء سد النهضة، والذي قد يؤثر على نسبة المياه وبالتالي ستؤثر على الثروة السمكية والزراعة وغيرها، حيث أكد الخبراء في معهد بحوث الثروة السمكية، أي أن نقص في كمية المياه قد يؤثر على الثروة السمكية. في البداية، يوضح الدكتور محمد رضا فيشار، مدير المعهد القومي لبحوث الثروة السمكية وعلوم البحار والمصايد في القناطر، أن الدراسة التي تجرى على المزارع السمكية تجرى على مستويين، المستوى الأول هو دراسة المياه والبحيرات المصرية ونهر النيل من حيث طبيعة المياه والأمراض والمصايد وغيرها، أما المستوى الثاني فهو خاص بالإستزراع السمكي وإجراء تجارب علي كل ما يخص السمك. وأضاف "فيشار": "هناك 3 أنواع من التجارب المعملية وهي تجارب الأحواض الأسمنتية والأحواض الطينية، حيث يتم إجراء تجارب على تفريغ الأسماك ودراسة معدلات النمو واستخدام أنواع من العلائق غير التقليدية والطبيعية وإجراء تجارب على العوامل الوراثية، التي تؤثر على نمو الأسماك، بالإضافة إلى إجراء تجارب على دراسة استخدام المياه بأكثر من هدف بجانب الإستزراع السمكي، وإجراء تجارب على عمل مواد جديدة لتغذية الأسماك كالطحالب واستخدامها كنوع من أنواع البروتين التي تستفيد منه المزارع والمصانع وإجراء تجارب لعمليات تصنيع الأسماك مثل "التونة والرنجة" في معامل تكنولوجية". وأوضح مدير المعهد القومي لبحوث الثروة السمكية وعلوم البحار والمصايد في القناطر، أن المزارع التابعة لمركز البحوث ليست مزارع تجارية ولكنها بحثية وتخضع للتجارب لنشرها في المجالات العلمية والدولية، مشيرا الي أن الأمراض الموجودة في المزارع تعتبر أمراضا طبيعية تنتج عن الملوثات التي تلقى في المياه. وكشف "فيشار"، أن الملوثات الموجودة في المياه المصرية تنقسم الي 3 أنواع وهي: ملوثات عضوية وملوثات صناعية وملوثات الصرف الصحي، مشيرا الي أن كل هذا يؤثر على السمك ويقلل نسب النمو ويصبح أحيانا غير صالح للأكل، ولكننا لم نصل بعد إلى هذه الحالة في مزارعنا والأمراض الموجودة ما هي إلا أمراض بكتيرية و طفيلية وجلدية، ويمكن أن يصاب بها الأسماك في أي مكان في العالم، ولا يوجد أسماك مسممة ولكن يوجد الملوثة وهناك الكثير من العوامل التي تثبت عدم صلاحية الأسماك. وشرح الدكتور أشرف محمد عبد السميع، كيفية التفرقة بين الأسماك الطازجة والفاسدة، مؤكدا وجود مظاهر خارجية توضح مدى صلاحية السمكة، ومنها أننا إذا وضعنا أصابعنا على الطبقة الخارجية من جسم السمكة ووجدنها طرية أو لزجة فهي غير سليمة وتعرف ( بتيبث الرم)، وإذا وجدنا الخياشيم وردية اللون وليست غامقة و تكون العين لامعة وهكذا تكون السمكة سليمة، لايوجد بها تقرحات واحيانا نجد على جسم السمكة ديدان، وهذا لا يفسد السمك وليس له أي تأثير على السمكة نفسها، لافتا أن هذه الديدان يمكن أن نجدها في بحيرة ناصر بسبب وجود التماسيح بها. وأكد "عبدالسميع"، وجود معوقات لتنمية الثروة السمكية في إقليم القناة وسيناء، من بينها معوقات فنية وبيئية ومعوقات إدارية ومعوقات تمولية، موضحا أن تنمية الإستزراع السمكي تستوجب جودة البيئة المائية وتحسين الظروف البيئية للأسماك وتفريغ الأسماك والقشريات ورعاية زريعة الأسماك والقشريات وعلاج أمراض الأسماك وتحسين الحالة الوراثية للأسماك ونمو الأسماك وتنوعها بما يحافظ علي البيئة وهندسة تصميم وإنشاء المزارع السمكية وتطوير مستلزمات إنتاج الأسماك. فيما يؤكد الدكتور سيد مكاوي، الدارس في معمل تكنولوجيا تصنيع الأسماك، أننا البدء يكون من مرحلة الصيد في أسماك صغيرة قبل وبعد التسويق ويتم مراعاة الصيد بطريقة علمية معينة، حتى لايحدث إجهاد للسمك وحتى لا يحدث أي عملية فساد، لافتا أنه يجب فرض الرقابة على هذه المزارع حتى نضمن عدم الغش من بعض القائمين عليها، وتحقيق التنمية المستدامة لمصادر المياه العذبة والبحار والبحيرات، وذلك من خلال زيادة وتوفير الامكانيات اللازمة لآجل إنتاج الغذاء، ومكافحة التلوث بجميع أشكاله ومصادره، والعمل على الحد من الفقر مع تحسين مستوى المعيشة. واستكمل "مكاوي"، قائلا: "يتم ذلك كله عن طريق تطوير وإستحداث الاساليب والتقنيات فى مجال مصايد الاسماك وتربية الأحياء المائية، والمعهد القومي لعلوم البحار هو من أقدم وأعرق المؤسسات البحثية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وبالنسبة للمشاكل التي تواجهنا فهي كثيرة من أهمها التلوث بإلقاء المخلفات والفضلات في المياه، مما سيؤثر بشكل كبير على حياة الأسماك، وأيضا خوفنا من نقص المياه في المستقبل، ولحل هذه المشكلة يجب إعادة إستخدام المياه مرة أخرى بعد معالجتها، والاستفادة من فضلات الأسماك التي تحتوي على النيتروجين والفوسفور واستخدامه لعمل سماد للأراضي الزراعية، وكل هذا في سبيل الحفاظ على الثروة السمكية في مصر و عدم إنقراضها تدريجيا.