أكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي بإيران استعداد بلاده في التعاون مع الحكومة التي ستفرزها الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية، وقال في تصريحات خاصة للصحفيين أن الحكومة الإيرانية حريصة بأن ينتخب الشعب المصري رئيسه الجديد بكل إرادته، آملا أن يكون هذا الرئيس ملتزما بأهداف الثورة المصرية، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات جاءت نتيجة لجهاد الشعب المصري ضد استبداد النظام السابق، جاء ذلك خلال لقائه الخاص مع الوفد الصحفي المرافق لأسر الشهداء والذي استقبله أمس بمقر مجلس الشورى الإيراني. وأكد لاريجاني ردا حول إمكانية أن تستطيع دول ثورات الربيع العربي أن يكون لها تحقيق الديمقراطية في بلادها شأنها شأن إيران قال إن التجربة الديمقراطية الإيرانية قائمة على المسيرة الدينية وأن أهدافها هو تطبيق الشريعة بمفهومها الرحب، مشيرا إلى أن نظام سن القوانين بالمجلس دائما يضع في النهاية محاذير الشريعة كسقف لا يجب أن يتجاوزوه. وكان لاريجاني قد استقبل أمس الوفد المصري من أسر الشهداء المتواجد حاليا في إيران مؤكدا في كلمته حرص بلاده منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة المصرية العام الماضي في متابعتها لحظة بلحظة، مشيرا إلى تعاطف الشعب الإيراني مع الشعب المصري في ثورته، وأنهم متفائلون بأن تحقق الثورة كافة أهدافها وأن يوم تنحي الرئيس السابق تزامن مع احتفالات إيران بعيد الثورة الإيرانية الإسلامية. حسب قوله. وقال لاريجاني إن إيران كان موقفها واضحا وداعما للثورة المصرية منذ اليوم الأول، وأن الحكومة الإيرانية ومجلس الشورى الإسلامي أصدرا آنذاك العديد من البيانات لدعم الثورة، وأكد في كلمته التي وجهها لأسر الشهداء أنه يحتسبهم عند الله مأجورين وأن دمائهم هي التي سترسخ من قيم الثورة المصرية. ووصف لاريجاني أن قيام الثورة وانتصارها هدية من الله للتخلص من الحكم الاستبدادي وصفعة على وجه الكيان الصهيوني وجعل إسرائيل في عزلة تامة. وأشار لاريجاني أنه حزن كثيرا عندما شاهد ما يقارب مليوني مصري من سكان المقابر خلال زيارته لمصر، آملا من أن تكون هذه المناطق الفقيرة والمحرومة من ضمن أولويات الحكومة الجديدة المنبثقة من الثورة، وأوضح لاريجاني أن إيران كدولة عانت كثيرا حتى تستطيع النهوض مرة أخرى بعد اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية، وأنه تم فرض الحرب على إيران استمرت على مدار ثماني سنوات واختلاق المشاكل مثل الملف النووي الإيراني والذي تصدينا له بكل قوة وحزم ودفعنا ثمن هذا الصمود من استشهاد 250000 لأننا رفضنا أن نركع أمام أمريكا وغطرستها. وشدد لاريجاني في ختام كلمته أن هؤلاء الأسر هم الذين سيتصدون ويصمدون للدفاع عن ثورة الشعب المصري المجيدة، وتمنى لاريجاني أن تأتي الانتخابات الرئاسية بما يحقق أهداف ثورة الشعب المصري وأن تبدأ مصر صفحة جديدة من خلال آليات فعالة يتم وضعها في المستقبل القريب.