* التهامي ردا على سؤال ل«واشنطن بوست» عما إذا كانت السلطات ستسمح للإخوان بممارسة السياسة: لن نقصي أي فصيل * عمليات تطهير سيناء حققت "نتائج طيبة ".. وبعض الخلايا الجهادية اخترقت القاهرة والدلتا والصعيد.. والداخلية تتعقبهم * القاعدة تمثل اليوم عقيدة أكثر من كونها تنظيم.. وهناك احتمال أن تستهدف الهجمات الإرهابية قناة السويس وقطاع السياحة أكد رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء محمد فريد التهامي أنه لم يطرأ "أي تغيير" في العلاقات الإستخباراتية القائمة بين أجهزة المخابرات المصرية والأمريكية، رغم تأجيل واشنطن لبعض شحنات الأسلحة إلى مصر وانتشار الحديث عن اتصالات عسكرية جديدة بين مصر وروسيا. وذكر التهامي –في تصريحات خاصة أدلى بها إلى الكاتب الأمريكي ديفيد اجناتيوس ونشرت في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن التعاون بين اجهزة المخابرات المصرية والأمريكية يجري في قناة مختلفة تماما عن القناة السياسية". وقال:" إنني على اتصال دائم مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي أيه" جون برينان ومدير المحطة المحلية أكثر من اتصالي بأي أجهزة مخابرات في العالم". بدوره، عقب اجناتيوس بأن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة يعتريها بعض الفتور منذ تدخل الجيش المصري للإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو الماضي، لكن تبقى هذه التوترات بعيدة عن التأثير على العلاقات بين الأجهزة المخابراتية للبلدين. وأوضح أن العلاقات الودية بين أجهزة الاستخبارات المصرية والأمريكية تعود كليا إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك؛ حيث كان يتولى اللواء عمر سليمان رئاسة جهاز المخابرات العامة انذاك وكان الجانبان يوليان اهتماما كبيرا لقضايا مكافحة الارهاب، وهي قضايا ساهمت بقدر كبير في زيادة عزلة مبارك من جانب شعبه ومن ثم صدمة واشنطن بخروج المواطنين ضده في فبراير 2011. وأشار اجناتيوس إلى أن التهامي أكد أن تصريحاته تلك تعد أول لقاء صحفي يجريه لتوضيح بعض النقاط الهامة حول نهج المخابرات المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي، الذي أطاح بمرسي في يونيو، ولفت إلى أن البعض يؤكد أن التهامي واحد من المقربين من السيسي حيث خدما سويا في جهاز المخابرات الحربية ما دفع السيسي للتوصية بتعيينه عقب أحداث 30 يونيو. وردا على تساؤل حول المخاطر التي تكمن في إمكانية أن يؤدي القمع الدموي الذي يتعرض له أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى دفعهم للعمل تحت الأرض بتشكيل نسخ جديدة من المنظمات الإرهابية التي أفرزت تنظيم القاعدة قبل نحو عشرة أعوام، قال التهامي- الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الرقابة الإدارية في السابق- إن بعض الخلايا الإرهابية التي تربطها صلات فضفاضة بالقاعدة تحاول أن ترسخ جذورها في شبه جزيرة سيناء. وأشار إلى "أنصار بيت المقدس" كواحدة من التنظيمات التي تزعم ارتباطها بالقاعدة، رغم عدم وجود دليل دامغ يؤكد وجود "اتصال مباشر" بينها وبين القاعدة أو زعيمها المصري أيمن الظواهري ليتجلى بدلا من ذلك الاتصال عبر مواقع الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، مؤكدًا "أن القاعدة تمثل اليوم عقيدة أكثر من كونها تنظيم". وأردف التهامي يقول:" إن القضاء على الخلايا الإرهابية في سيناء قد يستغرق بعض الوقت"، لكنه أكد أن العمليات التي يقوم بها الجيش المصري هناك حققت "نتائج طيبة " دون أن يفصح عن التفاصيل...وأشار إلى أن بعض الخلايا الجهادية تمكنت من اختراق القاهرة ومدن دلتا النيل وصعيد مصر غير أن وزارة الداخلية تتعقبهم. وأشار التهامي إلى احتمال أن تستهدف الهجمات الإرهابية المصادر الرئيسية التي تدر على مصر العملات الصعبة؛ مثل قناة السويس وقطاع السياحة والاستثمارات الأجنبية...وقال أنه لهذا السبب ينبغي على قوات الأمن والجيش توفير حماية خاصة لهذه القطاعات. وحول ما إذا كانت السلطات المصرية ستسمح لجماعة الإخوان المسلمين بالانخراط في العملية السياسية عبر حزب الحرية والعدالة، ليجدوا بديلا عن العنف، قال رئيس جهاز المخابرات العامة إنه وفقا لخارطة طريق عودة الديمقراطية المدنية إلى مصر، فإنه لن يتم إقصاء أي قوى من العملية السياسية مرحبا بأي فصيل أيا كان يريد المشاركة في العملية السياسية. وبعيدا عن الشأن المصري، أعرب التهامي عن قلقه العميق إزاء عدم استقرار دولتين عربيتين جارتين لمصرهما ليبيا وسوريا، وقال:" إن هناك فراغ أمني كبير في ليبيا، وسط تولي الميليشيات والجماعات الراديكالية زمام السلطة، معتبرا أن انهيار السلطة المركزية هناك يماثل تماما ما حدث في العراق وأن الاستقرار لن يعود إلى التراب الليبي ما لم تساعد القوى الدولية على إعادة بناء الجيش الليبي والحكومة المركزية". وفيما يخص سوريا، رأى المسئول المصري أن جهود مساعدة المعارضة المعتدلة بالمال والسلاح جاءت بنتائج عكسية حيث أدت بدلا من ذلك إلى تقوية شوكة "جبهة النصرة" المنتمية إلى تنظيم القاعدة وقال:" إنه نظرا لقوة جبهة النصرة، فقد تمكنت بسهولة من الاستيلاء على الأسلحة"، معتبرا أن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية يكمن في إيجاد تسوية سياسية يكون من شأنها تشكيل حكومة جديدة قوية وذات قاعدة عريضة بدرجة تكفي لملاحقة مقاتلي القاعدة.