شهدت محافظة الشرقية، صباح اليوم، أجواء غير مسبوقة من الهدوء، وذلك على طريقة ما يحدث دائما في مباريات كأس العالم وبطولة الأمم الأفريقية، وخلت أغلب الشوارع من المارة وتوقفت الحركة بمعظم مراكز المحافظة ، فيما شهدت المقاهي والساحات العامة تزاحماً شديداً أمام الشاشات لمتابعه جلسة محاكمة "مبارك" ونجليه، ورموز النظام السابق. وحرصت بعض من أسر الشهداء الذين تعذر ذهابهم لحضور المحاكمة على متابعة المحاكمة منذ البداية مطالبين بالقصاص العادل لأبنائهم . فيما تباينت ردود الأفعال بين أعضاء القوى السياسية المختلفة ورجل الشارع العادي ، فاعتبرها البعض خطوة تاريخية فيما أكد البعض أنها مجرد مسرحية ستنتهي إلى لاشىء، وانقسم الشارع بين مؤيد للحكم نظرا للفساد الذي شهدتة البلاد على مدار 30 عاماً، وسيطرة الفاسدين واللصوص من رجال الحزب الوطني المنحل على مقاليد الأمور داخل الدولة، ومعارض له نظرا لما قدمه الرئيس السابق على حد وصفهم من مشروعات ضخمة تشفع له. قال عبدالمعطى رجب، شقيق الشهيد عبدالكريم، أن المحكمة عبارة عن مسرحية هزلية، وانه غير مؤيد للحكم، متسائلا كيف يتم الحكم على مبارك والعادلى ، ولا يتم الحكم على جنودة الذين نفذوا الجريمة؟، قائلا المحكمة حكمت على فرعون وهامان وبرأت جنودهم. واكد رجب ان جموع الشعب يعلم ان الشرطة هى التى شاركت فى قتل المتظاهرين، مطالبا باعادة المحاكمة بأدله جنائية جديدة وبدائرة جديدة يرأسها احد القضاة المشهود لهم بالنزاهة، كما طالب الجميع بالنزول للانتخابات وإسقاط شفيق. وقال محمد الخضرى منسق اتحاد شباب الثورة بالشرقية ، أن الحكم عبارة عن مسرحية واتوقع ان يصبح جمال مبارك الرئيس القادم . واضاف محمود عنتر ، ان الحكم عادل ويعتبر خطوة تاريخية وعلامة مضيئة فى حياة مصر وشعبها وأنها خير دليل على أن الثورة تسير في طريقها الصحيح نحو تحقيق أهدافها. وأوضح جودة محمود موظف بمحكمة منيا القمح ، أن المحاكمة تدل على عدم وجود من هو فوق القانون وتوضح أن الدنيا يوم لك ويوم عليك وهذه المحاكمة عبرة ودرس لمن يأتى بعد مبارك. فى نفس السياق حرص عدد كبير من موظفي المصالح الحكومية المختلفة والمحال التجارية على متابعة المحاكمة من خلال شاشات التليفزيون وأجهزة الراديو.