طرح وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بصورة مفاجئة مبادرة روسية تقضي بتسليم سوريا لسلاحها الكيماوي ليكون تحت إشراف الأممالمتحدة، جاء ذلك أثناء المؤتمر الصحفي لوزيري الخارجية السوري والروسي بمناسبة زيارة المعلم لروسيا للتباحث مع المسؤولين هناك حول الأزمة، وقد فاجأ المعلم الجميع بقبول سوريا رسميا للمبادرة الروسية. جدير بالذكر أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي سبق وأن طرح هذا المطلب في زيارته لأوروبا، باعتباره شرطا لوقف ضربة عسكرية محتملة تخطط لها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد علق البيت الأبيض علي المبادرة الروسية والموافقة السورية بأنها يمكن أن تكون إطارا لحل الأزمة مع سوريا، وإن كانت الرئاسة الأمريكية قد شككت بشدة في مصداقية الحكم السوري، وفي التزامه بما تقضي به المبادرة. وعلي الجانب الآخر فإن سوريا قد طلبت ضمانات لوقف استخدام الحل العسكري في حالة التزامها بالمبادرة، حيث أن تعهدات سابقة قد قطعتها أمريكا في حالات مشابهة مع نظام صدام حسين، ونظام القذافي، الذين فتحا كل مخازن أسلحتهم للتفتيش والتدمير، ثم تبع ذلك الضربة العسكرية، فسوريا علي الجانب الآخر تشكك أيضا في المصداقية الأمريكية. المراقبون والباحثين في شؤون أمريكا والشرق الأوسط يرون أن المبادرة تمثل مخرجا مناسبا لأوباما، الذي يلاقي عنتا شديدا في إقناع مجلسي الشيوخ والكونجرس كما يلاقي معارضة أكبر علي المستوي الشعبي، لقرار توجيه ضرية عسكرية لسوريا، خاصة وأن الذاكرة الشعبية لم تنسي بعد الأسانيد الملفقة التي اتخذ علي أساسها قرار غزو العراق،كما تمثل مخرجا مناسبا أيضا للنظام السوري، وتعطيه الوقت والضغط اللازم علي المؤسسات الأمريكية لإحباط محاولة أوباما الحصول علي موافقة المجلسين والشعب الأمريكي، وتهدف روسيا من المبادرة أن ينهي بشار مدة ولايته في نصف العام القادم، حيث تجري انتخابات حرة لوضع نظام يقره الشعب السوري، بعيدا عن التركيبة التي يريد الأمريكان فرضها بالسلاح.