عقد رواق ابن خلدون اليوم ندوة كان عنوانها "الحوار أفضل الطرق لانهاء العنف الديني" وتحدث فيها عدداً من خبراء الجمعيات الأهلية ونشطاء حقوق الإنسان، وحضرها عدد كبير من النشطاء وأعضاء الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية. في بداية الندوة تحدث صابر نايل مدير المركز العربي للتنمية وحقوق الإنسان وتحدث عن نشأة دولة اسرائيل كمشروع صهيوني في المنطقة يستند على العنف الموجه ضد الشعوب العربية في مصر وسوريا وأبناء فلسطين خاصة، وهو عنف يتسم بالشراسة والبربرية، وقدم أمثلة على ذلك مثل مذابح دير ياسين في فلسطين والغارات العدوانية الشرسة على مدارس الأطفال في بحر البقر والاعتداء على المصانع في ابي زعبل والتجمعات السكانية في مصر وهضبة الجولان السورية المحتلة حتى الآن. وأضاف نايل أن مذابح اسرائيل ضد الأسرى المصريين راح ضحيتها "حوالي 100 ألف أسير مصري" الذين كانوا يداسون بالدبابات وتطلق عليهم النار في خيام مغلقة. وأشار إلى أن الكيان الصهيوني دائما ما يشن حروبا في المنطقة بدعاوى الحفاظ على الأمن، لافتا إلى أن إسرائيل تعد تهديدا خطيرا للوضع العربي والإقليمي، وبالتحليل النفسي والتاريخي نجد أنهم يميلون كلياً لنهج التطرف والقتل والحروب تحت دعاوى أنهم شعب الله المختار وماعداهم لا يحوز رضا الله.. ومن هنا نشأ العنف المغلف بالدين في المنطقة ضد المخالف في الدين أو العقيدة والذي يعد وسيلة للتقرب إلى الله يدخل به الجنة وملكوت السماء. وأكد أن حرق الكنائس واستحلال أموال المسيحيين وممتلكاتهم في مصر والاعتداء على الطلاب اليساريين والناصريين وضربهم في الجامعات المصرية كان موجها من طلاب الجماعات الإسلامية وكان السمة الغالبة لعنف الجماعات الدينية في مصر وتطور بعد ذلك إلى الاعتداء المسلح على كمائن وأقسام الشرطة ورجال الأمن بعد ذلك. وأوضح أن الحوار لا ينهي العنف الديني في مصر لأن العنف لن ينتهي بالحوار والدليل أنه طوال التاريخ منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 وحتى الآن لم يتم حوار حقيقي أدى لاتفاق تم تنفيذه. والمرجعية في ذلك ما ورد في القرآن الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة".. وكذلك ما ورد في المؤتمر الخامس لمؤسس الجماعة حسن البنا أنه "لا قيمة للأحزاب السياسية وأن حزب الله هو جماعة الإخوان المسلمين الذين ينشدون الدعوة والقوة ويبدأون بالعنف والاستيلاء على السلطة".. والدليل ما ورد في كتاب عبد الرحمن السندي (رئيس القسم السري بالجماعة) عما حدث عام 1947 واغتيال النقراشي والخازندار ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في عام 1954 لأنه تراجع عما أقسم عليه أنه سيحكم بشرع الله ولم ينفذ قسمه. واختتم نايل حديثه لافتا أن كل ممارسات جماعة الإخوان المسلمين وكذلك كل الجماعات التي خرجت من تحت عباءتها أو الجماعات المنشقة عليها تؤمن بأن المغالبة والقوة هي الوسيلة لفرض الشريعة وليس الحوار.. حتى جماعة الجهاد والجماعات الاسلامية التي أعلنت عن مراجعات فقهية أو فكرية من داخل السجون لم تغير في أسس المعتقدات لديها.. ولكن فقط قدمت مراجعات في حوارات فردية مع ضباط أمن دولة في السجون وليست حوارات مع قوى سياسية أو التزامات تنظيمية متفق عليها ولا تعدو أن تكون كتبا مطبوعة محدودة الانتشار وغير ملزمة لقواعدهم الشعبية. وأضاف المحامي محمد حجازي سليم رئيس جمعية الزهور للصداقة الريفية أن المبررات الفكرية أو التنظيمية لنشوء الإرهاب الديني لدى جماعة تيار الإسلام السياسي ما زالت موجودة بل وزادت ولم تفلح أية محاولات لتفريغ هذا العنف أو احتواءه على مدى السنوات الماضية.. مبرراً ذلك بالشحن الدائم من قيادات ذات مرجعية جهادية متطرفة ولديها قبول جماهيري في أوساط الشباب بالجماعت الدينية بحجة مواجهة جبروت أجهزة الأمن واستبداد الدولة. وأشار أن كتب راشد الغنوشي في تونس والدكتور حسن الترابي في السودان وغيرها تؤكد أن القانون الإلهي السماوي هو الأولى بالتطبيق وأن القوانين الوضعية لا تحقق الأمن والسلام والرفاهية للبشر وأن طبيعة الصراع القائم هي أن العنف الديني لن ينتهي بأي حال من الأحوال. واستكمل مؤكدا على نشر ثقافة الحوار وأهمية التغيير السلمي في مجتمعاتنا من خلال التسامح الديني وقبول الآخر المختلف سواء في العقيدة أو في الرأي السياسي. وأضاف أن انفراد حزب واحد بالسلطة والاستئثار باتخاذ القرارات والأغلبية الطاغية لتيار سياسي واحد في مؤسسات الدولة هي التي تساعد على بروز اتجاهات العنف والصراع المجتمعي. ودعا حجازي للحوارالمجتمعي بين الخبراء والسياسيين والقادة من مختلف التيارات لمواجهة ذلك، مؤكداً على أهمية دور المراكز الحقوقية في هذا السياق. واختتم حجازي قوله مؤكدا أن ثورة الشباب في 25 يناير 2011 كانت للتخلص من الاستبداد مهما كان وعدم عودته بأية صورة.. وأن الحوار العاقل بين أطراف متكافئة هو أفضل السبل لانهاء العنف مهما كان مصدره أو نوعه أو القوى والتيارات المنادية به.