قال الفنان الكبير صلاح السعدني إن جرأة مسلسل "القاصرات" هى التي دفعته إلى قبول الدور رغم علمه المسبق بأن الأحداث والمشاهد قد تكون صادمة بالنسبة للبعض. وأضاف السعدني -لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه لم يكن ينوي المشاركة في دراما رمضان لهذا العام، لكن عندما عرض عليه سيناريو "القاصرات" فوجئ بجرأة تناول مثل هذه القضية على شاشة التليفزيون وهنا بدأ يفكر في الأمر، مشيراً إلى أنه تحدث مع مخرج المسلسل قبل البدء في تصويره وتناولا سويا رؤية الأخير في معالجة القضية الشائعة خاصة إذا وضعنا في الإعتبار أنها ستكون عبر مسلسل تليفزيوني يدخل كل بيت وسيكون عرضه في شهر رمضان المبارك. ولفت إلى أن مخرج العمل كان متمسكا بطريقة الصدمة للمشاهدين منذ الحلقة الأولى ليقول للجميع أننا نقدم عملا مختلفا، وبالفعل هذا ما حدث حيث شهدت الحلقة الأولى وفاة طفلة يوم زفافها من بطل المسلسل "عبدالقوي" حيث أصيبت بنزيف حاد لأنها لم تتحمل العلاقة الزوجية، كما لفت إلى أن الظاهرة التي يناقشها المسلسل موجودة بالفعل في المجتمع خاصة بالقرى والنجوع، مشيرا إلى أن من يلجأ إلى الزواج من طفلة في عمر أحفاده بدعوى استعادة الشباب هو مختل عقليا بكل تأكيد. وأوضح الفنان صلاح السعدني أن أكثر ما أثار حماسه لمسلسل "القاصرات" أنه يتناول ظاهرة زواج القاصرات بشكل أكثر واقعية، من خلال قرية مصرية عادية يقوم أحد أثريائها باستغلال الأسر الفقيرة للزواج من بناتهن وهن في عمر الزهور، مشيرا إلى أن هذا الطرح أعجبه بشدة لأنه لا يعتمد على الصورة النمطية لمثل تلك الزيجات بأنها تتم عادة بين أثرياء الخليج والفتيات صغيرات السن، معرباً عن سعادته البالغة بردود أفعال المشاهدين على المسلسل خاصة وأنه كان يخشى ألا يتقبل البعض جرأة الطرح، وقال إن فريق العمل حرص على التنويه في بداية بعض الحلقات بأنها تحتوي على مشاهد قد لا تناسب الأطفال وهذا حرصا منا على ألا نصدم المشاهدين. ونوه إلى أن بعض الحالات لا يكون فيها الثراء والفقر البطل الحقيقي للقصة، فهناك أسر تسعى إلى تزويج ابنتها في سن صغيرة بدعوى الستر، وكشف عن أن والدته أنجبت وهى في سن 12 عاما ووالده كان في سن 15 سنة فقط، مشيرا إلى أن شقيقته الكبرى تزوجت أيضا في سن صغيرة لدرجة أن أبناءها كانوا أكبر منه سنا وجميعهم توفوا منذ سنوات. وحول الانتقادات الموجهة للمسلسل بدعوى الإساءة إلى الصعيد، قال السعدني "لا يمكن إنكار وجود هذه الظاهرة في بعض قرى ونجوع الصعيد، وليس معنى تناولها دراميا أننا نسئ إلى الصعيد"، مضيفا : لا يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمال طوال الوقت بدعوى عدم الإساءة إلى البعض لأنه يجب أن نخرق الصمت إزاء مشاكلنا ونتناولها لتكون خطوة أولية لحلها.