اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بالعرس الديمقراطى التى تشهده مصر، والمشاركة الشعبية المصرية واسعة النطاق في الانتخابات الرئاسية التى بدأت أمس الاربعاء وتستمر اليوم الخميس. فى أبوظبي أكدت صحيفة "البيان" الأماراتية أن حركة التاريخ تقول: إن شعب مصر وضع أولى خطواته في طريق الحرية والديمقراطية ولن يتنازل عنها. وتحت عنوان "الرئيس المصري المنتظر": " لأن حركة التاريخ تسير وفق مؤثرات منطقية وخطوط إنسيابية .. ولأن الشواهد في تاريخنا الحديث أثبتت تطلع الشعوب إلى فضاء الحرية وحقها في الحياة بجدارة حتى لو مقابل تضحيات كبرى .. فإن ما حدث على أرض مصر وما يحدث الآن من انتخاب حر لرئيس يأتي عبر صناديق الاقتراع يسير وفق هذا التدرج. وأوضحت أنه حين قامت الثورة المصرية نتيجة أسباب يعرفها العالم كان الكثيرون يراهنون على بطء حراكها لينقلب تدريجيا إلى حالة من السأم وخمود نار الهمة لتفشل في تحقيق مطالب الشعب المصري.. إلا أن إصرار أبناء وادي النيل على تحقيق المطالب التي قامت لأجلها الثورة وتضحياتهم ورفضهم لمقولة "إما أنا أو الفوضى" رغم ضريبتها الباهظة.. مبينة أن كل ذلك أوصل مصر العروبة والتاريخ إلى يومها المشرق باختيار الرئيس الجديد. وأشارت إلى أنه على طاولة الرئيس المنتظر ملفات بعضها لا ينتظر التأخير وهو يمس حياة الناس بصورة مباشرة.. ألا وهو توفير الأمن والأمان، فأما الأمن فهو على رأس الأولويات بصورة الأمن العادل الذي لا يعامل الشعب على أساس القمع وينتهك القوانين بحق الأبرياء بل أمن ينظر للجميع بصورة واحدة، وأما المفصل الآخر الأمان فهو الأمر المرتبط بتوفير أقوات الناس والسعي لتأمين احتياجاتهم الأساسية والأمران مرتبطان ببعض. وأكدت "البيان" في ختام إفتتاحيتها أنه رغم الملفات الشائكة التي سيخوض غمارها رئيس مصر المنتظر داخليا وخارجيا، ورغم أن لا أحد يزعم أنه يملك العصا السحرية لحل المشاكل مجتمعة.. وأن إرضاء الناس غاية لا تدرك بمعنى الاختلاف.. إلا أن كل ذلك لا يمنع أن يضع الرئيس القادم أمام أنظاره أن الشعب سيكون رقيبا لكل خطواته، وربما حسيبا عليه إن حاد بطريقه عن المسار الصحيح. فحركة التاريخ تقول إن شعب مصر وضع أولى خطواته في طريق الحرية والديمقراطية ولن يتنازل عنها. وفى الدوحة أشادت صحيفة "العرب" القطرية في افتتاحيتها اليوم بالمشاركة الشعبية الواسعة النطاق فى الانتخابات الرئيسية، وقالت" إن من يشاهد تلك الطوابير التي إصطفت طويلا أمام مراكز الاقتراع يدرك أن الشعب الذي خرج بواحدة من أعظم ثورات التاريخ مصمم على إكمال طريق ثورة بالمشاركة الشعبية رغم كل ما واجهها ويواجهها من مشاكل وعقبات ". واعتبرت ان مصر اليوم تسير في طريق استكمال ثورتها وهي تعي تماما أن المهمة ليست سهلة وأن الكثير من العقبات ما زال ينتظرها وبالتالي فإن الحماسة التي تنتاب الشعب المصري وهو يمارس حقه الانتخابي يجب أن لا تمنعه من رؤية الصورة كاملة. واشارت إلى أنه ليس بالتصويت الكثيف وحده يمكن تحقيق الديمقراطية والانتقال بمصر من الحكم العسكري إلى الحكم المدني وإنما هذا جزء من المشهد، ورأت ان المشهد سيكتمل بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات وإعلان الفائز وما يعقب ذلك من قبول بالنتائج وتسليم نهائي للسلطة إلى المدنيين . وشددت "العرب" في ختام افتتاحيتها على "ان هذا الشعب التواق إلى ممارسة حريته وحقه الانتخابي ثروة مهمة لكل القوى السياسية المصرية الوطنية التي تبحث عن غد أفضل لمصر فشعب ينزل ليحمي بنفسه دوائره الرسمية في يوم الانتخابات بسبب انشغال القوات المسلحة والشرطة بحماية المراكز الانتخابية أقل ما يقال عنه إنه شعب رائع ومثالي".. مطالبة القوى السياسية المصرية أن تكون بمستوى هذا الشعب وأن تتخلى عن كل نزعاتها المصلحية والحزبية وأن تسير قدما في خدمة مصر وشعبها. وفى الرياض أكدت صحيفتا "المدينة" و"الشرق" السعوديتان في افتتاحيتهما اليوم ان انتخابات الرئاسة في مصر تدل على ان المسيرة الديمقراطية تمضى في اتجاهها الصحيح، وان المصريين يكتبون تاريخا جديدا باختيارهم الحر. وركزت صحيفة "المدينة" السعودية اليوم في مقالها الافتتاحى على الانتخابات الرئاسية في مصر مبرزة أن المشهد في جميع محافظات مصر، يشير الى أن ثمة أمل في الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة، وأن ثمة إرادة لدى جماهير الشعب المصري الشقيق في اجتياز أهم محطات المرحلة الانتقالية بعد الثورة على الإطلاق. وقالت الصحيفة: إن أهم محطة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي بدأت أمس، هى تلك التي تعقب إعلان النتائج، فعندها فقط سوف يتبين الجميع مدى أهلية الفصائل والقوى السياسية وحتى الشارع السياسي المصري لاحترام قاعدة تداول السلطة، التي هي جوهر العملية الديموقراطية. وعبرت عن أملها في أن يجري احترام ما تفرزه صناديق الاقتراع من نتائج مهما كانت وجهة التصويت وخيارات الغالبية، طالما أن العملية الانتخابية جرت بأقل قدر من التجاوزات والأخطاء، وبأعلى ما يمكن تحقيقه من نزاهة وشفافية، ورأت أن مصر على مشارف تاريخ جديد يكتبه أبناؤها، بإرادتهم المحضة واختيارهم الحر، ونأمل أن تكون المرحلة المقبلة في مصر هى لإرساء أسس الاستقرار والتنمية، واستعادة الحضور المصري المطلوب والمفتقد في المنطقة سندا لأمتها وعونا لأشقائها. ومن جانبها اعتبرت صحيفة "الشرق" السعودية أن توجه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد يأتي تتويجا لثورة الشعب المصري التي قامت منذ أكثر من عام، وشهدت العديد من الحوادث والتطورات التي كان بعضها موسفا وبعضها باعثا على الأمل بمستقبل أفضل للبلاد. وأوضحت الصحيفة أن الحديث عما حدث في مصر منذ الثورة وحتى الأمس لم يعد مجديا، لكن من المهم بمكان الإشارة بوضوح إلى خطورة استمرار الثوار في السعي لحل أي خلاف سياسي في البلاد على طريقتهم "اعتصام وتظاهر". وأوضحت "الشرق" أن مصر لديها الآن مجلس شعب منتخب وتنتخب الآن رئيسها في أجواء شفافة، وهذه خطوات تقود إلى حالة واحدة في مصر وهي الحالة الديمقراطية، ولذا فالخلاف السياسي المصري مستقبلاً يجب أن يسلك قنواته الطبيعية عبر البرلمان، وفرض الرأي السياسي لن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع وتحقيق الأهداف لن يتم باعتصام أو مظاهرة بل عبر قرارات برلمانية أو رئاسية أو حكومية. وفي الكويت، تساءلت صحيفة "الرأي"، هل نقترب من "مصر التي في خاطري؟"، وقالت "إنه سؤال فرض نفسه على المشهد السياسي العربي برمته مع بدء الانتخابات الرئاسية الحقيقية التعددية الأولى منذ آلاف السنين، في بلد هو القاطرة الفعلية للأزمنة والأمكنة، فحيثما تحضر مصر يحضر العرب، وحيثما تغب يغيبوا، ذهبت مصر إلى الحرب فذهبنا جميعا، اعتمدت خيار استعادة الحقوق بالتفاوض فاعتمدناه - مع بعض الاستثناءات - بل ذهب كثيرون إلى أبعد مما ذهبت إليه مصر إنما في السر وليس في العلن". وقالت "إن الربيع العربي بدأ قرب مصر لكنه لم يأخذ هويته الحقيقية إلا في مصر، ولم ينتشر إلا بعد مصر، طالب المصريون بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدل والمشاركة في السلطة والثروة، رفضوا التوريث وتكميم الأفواه والقمع وحكم الأجهزة فكانت ثورتهم رمزا للتحول العربي رغم الثمن الذي دفعوه من الأرواح والممتلكات.. وكانت مصر عظيمة بهم، وحتى شهداء ثورة يناير التي فتحت الباب للعبور للجمهورية الثانية، وعلى رغم الألم الذي يدمي جراح أهلهم وعموم المصريين، إلا أنها كانت ثورة حضارية بكل معنى الكلمة لا تقارن نهائيا بما يحصل في دول آخرى يشهد ربيعها في اليوم الواحد سقوط ضحايا يفوق عددهم عدد ضحايا الثورة المصرية على امتداد أيامها". وأضافت "لقد خطت مصر خطوات واسعة نحو تكريس الديمقراطية في حياتها السياسية من خلال انتخابات الجمهورية الثانية الرئاسية، التي تجرى وسط أجواء هادئة رغم الإقبال الكثيف للناخبين، الذي دفعهم العطش للديمقراطية للخروج مبكرا والاصطفاف في طوابير طويلة لاختيار رئيس يمثلهم في الفترة القادمة في اقتراع حر ومباشر بين 13 مرشحا". من جانبها، قالت صحيفة "الأنباء: "إن التاريخ سيقف طويلا أمام ظاهرة الصفوف التي امتدت لأمتار طويلة، التي تتحدث عن نفسها وتنبىء عن أشواق نبيلة للحرية والكرامة". وأشارت إلى أنه نتيجة للاستقطاب وكثرة المرشحين من إسلاميين وليبراليين وشخصيات من النظام السابق، قد يتأجل حسم النتيجة لجولة آخرى، لافتة إلى حالة الاستمتاع التي تظهر على وجوه المصريين وهم يخوضون تجربة جديدة من عدم اليقين حتى اللحظة الأخيرة، بعد أن عاشوا قرونا وهم يعرفونها حتى قبل البدء في الانتخابات. وقالت صحيفة "القبس": "وسط مشاعر متفاوتة بين السعادة بالمضي للجمهورية الثانية، والقلق من النهج المتوقع للوافد الجديد إلى قصر الرئاسة ، خرج الملايين من الشعب المصري ليقف في طوابير طويلة، في مشهد لم تعرفه مصر إلا بعد ثورة 25 يناير، ليقولوا كلمتهم بحرية في حدث تاريخي وفي أول انتخابات ديمقراطية حقيقية خالية من الرئيس الأوحد وأصوات الموتى". ومن جانبها، قالت صحيفة "الوطن": "وسط حالة من الترقب الشديد محليا وعربيا وعالميا بدأت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مصر ووقف الجميع في طوابير الحرية والعزة والكرامة، في ميلاد لمبدأ جديد يحكم مستقبل مصر ، وأسلوب جديد للحياة السياسية لم تعرفه من قبل". وأشارت إلى الاستنفار الأمني غير المسبوق تحسبا لوقوع أي أعمال عنف أو شغب بين أنصار المرشحين، وسط غياب لافت بين العاملين في الدولة وصل إلى 75 \% للادلاء بأصواتهم، مما دفع الحكومة لإعلان اليوم أجازة رسمية لتتيح للجميع فرصة المشاركة في هذا الحدث التاريخي. وبدورها، قالت صحيفة "الجريدة": "إنه في خطوة وصفت بالأهم على طريق تسليم السلطة وإنهاء الحكم العسكري الذي امتد قرونا طويلة ، اصطف المصريون في طوابير ممتدة وسط إجراءات أمنية مشددة، ليختاروا رئيسهم الذي سيحمل عبء المستقبل"، مشيرة إلى أن شوارع وسط البلد التي شهدت مولد ثورة 25 يناير ، تحولت إلى طوابير امتدت لمئات الأمتار لتشكل خطوطا متوازية مع الجداريات التي سيطرت عليها رسومات "الجرافيت" والتي تسجل أحداث الثورة. وقالت صحيفة "اليوم" تحت عنوان "العالم يشهد ميلاد مصر الجديدة" "إنه وسط منافسة محتدمة بين المرشحين في انتخابات الرئاسة المصرية ، التي تشكل أهم محطة في المرحلة الانتقالية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك منذ 15 شهرا، خرج أكثر من 50 مليونا ليدلوا بأصواتهم في انتخابات هى الأولى لهم لاختيار رئيس من بين 13 مرشحا". ولفتت صحيفة "الكويتية" تحت عنوان "المصريون يتذوقون طعم الانتخابات الحرة بعد 30 عاما" ، إلى الطوابير التي بدأت بعد صلاة الفجر في العديد من شوارع مصر حرصا من الناخبين على أن يكونوا من أوائل من يرسم مستقبل مصر.