سيتم عرض وثيقة "وعد بلفور" الأصلية العائد تأريخها إلى نوفمبر 1917 لأول مرة في إسرائيل خلال المعرض الخاص الذي سيقام في "دار الاستقلال" في تل أبيب لدى انتهاء عمليات ترميمها. و أكد أوفير جندلمان,المتحدث الرسمي بإسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية, أن تسفي هاؤزير,أمين عام مجلس الوزراء, كان قد حصل خلال الأيام الأخيرة على الموافقة المبدئية لإدارة المكتبة الوطنية البريطانية بشأن السماح بأن تُعرض لفترة محدودة في إسرائيل "وتبعاً لشروط المكتبة البريطانية" الوثيقة الأصلية ل"وعد بلفور" الخاص بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي والعائد تأريخه إلى يوم 2 نوفمبر تشرين الثاني من عام 1917. ووصف جندلمان خلال تدوينه له خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أن وعد بلفور أول إنجاز سياسي ملحوظ للحركة الصهيونية كون هذه الوثيقة قد أقرت بشرعية الطموحات الصهيونية لإقامة دولة يهودية حيث اعتمدها مجلس الوزراء البريطاني آنذاك وقد أصبح "وعد بلفور" أساساً لصك الانتداب البريطاني في أرض إسرائيل الذي أدى فيما بعد إلى قيام دولة إسرائيل. ويشار إلى أن وثيقة "وعد بلفور" الأصلية لم تغادر قط الأراضي البريطانية حيث أنها أرسلت أصلاً إلى اللورد البريطاني اليهودي فولتير روتشيلد ثم تبرعت عائلة روتشيلد بالوثيقة إلى المتحف البريطاني الذي أحالها بدوره إلى المكتبة الوطنية البريطانية. وكانت فكرة عرض وثيقة "وعد بلفور" في البلاد قد طُرحت في إطار إجراءات التخطيط والترميم تمهيداً لإنشاء متحف جديد في مقر "دار الاستقلال" في تل أبيب وقد تم خلال العام الجاري استثمار مبلغ 5 ملايين شيكل في عمليات الترميم حيث أعيد مؤخراً تدشين الطابق من عمارة "دار الاستقلال" حيث جرت عام 1948 مراسم الإعلان عن دولة إسرائيل. وتبلغ كلفة ترميم العمارة بأكملها نحو 40 مليون شيكل لإنشاء "متحف الاستقلال" الجديد فيها علماً بأن الصندوق الأساسي لإسرائيل قد أنجز في الأسبوع الماضي إجراءات الحصول على تبرعات خاصة لهذه الغاية. ويخطَّط لتجهيز المتحف الجديد بمعارض ثابتة ومتغيرة تقوم على وسائل تقنية حديثة تتيح أيضاً عرض الوثائق التاريخية الأصلية محمية داخل صناديق خاصة تقيها الضوء والهواء. ومن المقرر إنجاز عمليات الترميم وإنشاء المتحف الجديد بعد حوالي سنتين لتُعرض فيه بصورة دائمة "وثيقة الاستقلال" الأصلية إلى جانب الطاولة الأصلية التي كتب عليها اللورد بلفور وعده المشهور. وكما سلف سيتم لدى تدشين المتحف عرض الوثيقة الأصلية ل"وعد بلفور" إلى جانب المراسلات التي سبقت صدوره والتي جرت بين بلفور ورئيس الحركة الصهيونية في تلك الفترة والرئيس الأول لدولة إسرائيل بعد قيامها حاييم فايتسمان. وقد زار أمين عام مجلس الوزراء ومدير خطة التراث في ديوان رئاسة الوزراء مؤخراً لندن حيث التقيا اللورد جيكوب روتشليد الذي ساعدهما كثيراً في الاتصالات مع المكتبة الوطنية البريطانية ، ثم التقى الاثنان مديري المكتبة والمسؤولين عن الوثائق التأريخية فيها وكذلك مدير الأرشيف الوطني البريطاني الذي أطلعهما على المراسلات السياسية المتشعبة التي سبقت صدور "وعد بلفور". وتتجه النية إلى عرض هذه الوثائق التأريخية في معرض تدشين متحف "دار الاستقلال" الجديد. وقال أمين عام مجلس الوزراء تسفي هاؤزير إن عرض وثيقة "وعد بلفور" في مقر "دار الاستقلال" حيث أعلن عن استقلال دولة إسرائيل يعني إنهاء لمشوار تأريخي مميز حيث يتسنى للمواطنين الإسرائيليين الاطّلاع بعيونهم على أقصوصة ورق تأريخية غيرت واقع حياة الجميع. فيما يلي نص "وعد بلفور": وزارة الخارجية البريطانية، يوم 2 نوفمبر تشرين الثاني 1917 أيها اللورد روتشيلد العزيز، إنه ليشرّفني تسليمك ، نيابة عن حكومة جلالته ، هذا الإعلان المتعاطف مع التطلعات اليهودية الصهيونية كما تم عرضه على مجلس الوزراء الذي اعتمده: "إن حكومة جلالته تنظر بعين الرضا إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل وهي ستبذل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يكون من الواضح أنها لن تشتمل على شيء من شأنه النيل من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في أرض إسرائيل أو من الحقوق والمكانة السياسية لليهود في أي بلد آخر". سأكون شاكراً لك إذا أبلغت إدارة الحركة الصهيونية نص هذا الإعلان. مع فائق الاحترام ، أرثر جيمس بلفور.