في الوقت الذي أتحدت فيه كل القوي السياسية بشتى فصائلها لإسقاط نظام دام ل 30 سنة ومع إزالة هذا النظام ظهرت الفوارق والمطامع في الاستحواذ على السلطة، فتفرقت الفصائل وظهرت المشاحنات بين مختلف الفصائل طمعا في الحصول علي أكبر قدر من كعكة النظام المقال، ليبقي السؤال ماذا ينقص في أبرز الشخصيات السياسية "مرسي، البرادعي، صباحي" ليتم فيه احتواء أطياف المجتمع مرة اخرة كما كان ابان الثورة للنهوض بالوطن حيث فسر ذلك النقص اجتماعيا عدد من الخبراء بداية يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية ان تلك الشخصيات الثلاث علي درجة كبيرة من التباين بالمجتمع حيث ان كل منهما يتبع فصيل وشريحة كبيرة من المجتمع ما ان اتحدوا ستتحد الامة وتنهض من مستنقع الاختلافات التي يشهدها المشهد السياسي المصري حيث ان الاتحاد قوة والفرادي ضعف رغم امتلاك كل منهم لكاريزما تؤهله للقيادة ومع ذلك فإن تلك الكاريزما تنقصها بعض الشيء لتلك الشخصيات الثلاث ، فعلي سبيل المثال الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس حزب الدستور يتمتع بدرجة عالية من الحكمة والعقلانية ورغم ذلك لم يستغل الفرصة التي أتيحت له أثناء ثورة 25 يناير . مضيفا صادق أن البرادعي رغم عدم إنتمائه لأي من الأحزاب والفصائل المعينة وقت ثورة يناير خدم الأمة والوطن وقادة شريحة ليست بالقليلة للعبور بتلك المحنة ضد نظام مستبد الا انه وفجأة اختفي عن الاعن ورفض المناصب ورفض ان يستكمل لفترة استغل فيها المتربصون الثورة لينهش كل منهما قدر المستطاع . وأضاف صادق أنه فيما يخص الدكتور محمد مرسي فهو لم يكن زعيما او مناضلا بقدر ما هو اختيار من قبل جماعة الاخوان المسلمين وليس اختيارا أولا انما الثاني بعد المهندس خيرت الشاطر وشاءت الظروف وان يكون على سدة حكم مصر ، حيث التف حوله كافة القوي وقت مواجهة للمرشح الفريق احمد شفيق حيث استطاع في فترته الأول خاصة اول شهرين حيث جذب المؤيدين له بشكل أكبرواستطاع كسب شريحة كبيرة من المعارضين نظرا لسياسات معينة اتخذها مثل زيارته لإيران واقالته للمجلس العسكري وغيرها من القرارات التي حققت جزء كبير من اهداف الثورة. وأضاف صادق ان ما ينقصه عقب تلك الفترة حيث انشقت عنه فصائل كبيرة من معارضيه هو تعديلأسلوبه الخطابي متسائلا ما معني اهلي وعشيرتي؟ فهو قائد لوطن وليس جماعة الاخوان المسلمين والتيار الإسلامي بعينه فخطابه موجه ومعبر بالفعل ولكن لطبقات معينة من الشعب خاصة الريف والذي يمثل 52% من الشعب لذلك وجب عليه تعديل أسلوبه والعمل لاحتواء معارضي فانظر الي العاصمة حيث لم تصوت له بالانتخابات الرئاسية والدستور وهي مسقط الحكم لذلك يجب ان ينتزع عباءة رئاسة الحزب وان يرتدي الثوب الذي ارتداه اول شهرين من حكمه بأن يكون قائدا للامة وليس للجماعة. بينما جاء حمدين صباحي حصان الثورة الذي اكتسب العديد من التأييد الشعبي من الكتلة الناصرية ، إلا ان لا يتوافق مع الوضع الراهن خاصة وان القضية مخالفة عما هو كان قديما وان الثقافة المصرية تغيرت بتغير الزمن لذلك على صباحي ان يعمل للتنسيق بين كافة الفصائل المجتمعية والا يكون اهتمامه لشخصه وزعامته لان الزعامة بالتفاف الشعب وتحقيق مصلحة الوطن . ومن جانبه أشار الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة إلى انه يجب قبل الخوض في إستعراض نواقص كل شخصية ، فإنه لابد وان نعلم ان تلك الشخصيات الثلاث هي شخصيات سياسية محورية تمثل أطياف الشعب خاصة بعد زوال نظام مبارك ، لأنهم يعتمدون علي الرموز السياسية حاليا والأنماط المغايرة رغم كونهما سابقا كتلة واحدة ضد نظام مبارك إلا أنهم فرقوا الأن ليحصل كل منهم علي جزء من كعكة الثورة ، موضحا ً أن الدكتور محمد مرسي يتخذ نظام الحاكم بأمر الله وأنه يحكم بما أنزله الله عز وجل ويعمل لمخاطبة المواطنون بما نزل علي المسلمين ، وهو ما يتضح في كل خطاباته حيث يتكلم بروح الدين مستخدما إياه في كسب التأييد رغم وجود فصائل كبيرة من المجتمع ليسوا بمسلمين . بينما الدكتور محمد البرادعي هو على النقيض من الدكتور محمد مرسي حيث عباءة الليبرالية رغم انه مستقل ولا ينتهج أي تيار ولا يتبع أي فصيل فهو يؤمن بالتعددية والليبرالية والإسلامية وبشتي أنواع الاتجاهات لذلك تجد لديه شريحة كبيرة ليست بالقليلة اتضحت تلك الشريحة متأخرا في حزب الدستور. في حين حمدين صباحي كل ما يعيبه هو عباءة عبد الناصر فعبد الناصر ليس بعيب وأن حمدين يعمل على إعادة إنتاج الزعامة بكاريزما عبد الناصر ، الا انها لا تصلح لكثير من الأطياف خاصة بعض الإسلاميين ، لذلك فإن إعادة هيكلة تلك الصورة لصباحي ستكسبه شريحة ليست بالقليلة من طبقات المجتمع يستطيع من خلالها الوصول للحكم . وأضاف المصري انه وحقيقة الأمر يتجه كل منهم لطريق مغاير للأخر خاصة مع بدء استقرار الأوضاع السياسية بعد تمرير الدستور وانتخاب رئيسا للبلاد ، وتبدأ المرحلة من المناحرة السياسية الشريفة بين صباحي والبرادعي يستبعد منهما الدكتور محمد مرسي ، لأنه يجب ان يكون رئيسا للجميع ولا يحق له التناحر السياسي مع صباحي والبرادعي ، بل يجب ان يحتويهم خاصة واننا نعيش عهد ديمقراطي جديد يتيح لهم العمل السياسي دون قيود .