الانتخابات البرلمانية لن تكون نزيهة وعلينا الترحم على الديمقراطية فى عهد الجماعة «الإخوان» خدعت المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية للوقيعة بين الجيش والشعب الخلاف بين «الحرية والعدالة» و«السلفيين» أصبح صراعًا على حصد المغانم بعد «غزوات الصناديق» لا أستبعد أن يكون وزير الداخلية إخوانيًا.. والتنظيم السرى يريد التحكم فى القوات المسلحة
اتهم عبدالستار المليجى، القيادى الإخوانى المستقيل، وعضو مجلس شورى الجماعة الأسبق، الرئيس محمد مرسى، بأنه أصدر أوامره لميليشيات جماعة الإخوان المسلمين، بفض اعتصام الاتحادية بالقوة، الأمر الذى أدى إلى المذبحة الدامية التى حدثت آنذاك، قائلًا: «إن صمت الرئيس عن المجزرة يعنى أنه موافق عليها». وكشف فى حوار ل «الصباح» عن أن اللجان الإلكترونية حقيقة ثابتة يعلمها كل قياديى جماعة الإخوان، وهى تحظى برعاية واهتمام كبير من المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام، الذى «ينفق عليها ملايين الجنيهات» لتشويه صورة المعارضة، والهجوم على الخصوم السياسيين بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة. وأضاف أن الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تكون نزيهة، لأن «التنظيم الفاشى» سيلجأ إلى كل الوسائل غير المشروعة، لإحكام قبضته على مصر، قائلًا: «إن بقيت الجماعة فى الحكم فعلينا أن نترحم على مبادئ النزاهة والديمقراطية والدولة المدنية». وفيما يلى نص الحوار:
* يبدو المشهد الثورى ملتبسًا، فإلى أين تتجه بوصلة الحياة السياسية بمصر؟ - الشارع مصاب بالإحباط واليأس، وهذا أمر طبيعى. الثورة أعادت الأمل إلى الناس، وكانت الطموحات عظيمة، وتخيلنا أننا بصدد الخروج من الظلمات التى كنا نتردى فيها، ثم تعرضت الثورة لعملية سرقة، وأصبحت الأمور أكثر سوءًا، عن ذى قبل. هذا هو الواقع الراهن، وعلينا أن نواجهه بطريقة منهجية، لا «بالنواح»، والبكاء على اللبن المسكوب. *وكيف تكون المواجهة؟ - لن تحقق مصر أحلامها، ولن تصل الثورة إلى بر الأمان، إلا ببعث روح يناير، وباستعادة الاصطفاف الوطنى، مثلما كنا فى الميدان يدًا واحدة ضد مبارك. وحين أقول: الاصطفاف فإننى أستثنى جماعة الإخوان من المشهد، فالجماعة ليست معنية، ولا مهتمة بالثورة، وكل ما يعنيها هو «التكويش» على مصر. لو عدنا إلى الفترة الانتقالية، وأمعنا النظر فى سلوك الجماعة، سنكتشف بوضوح، أن الجماعة خدعت المجلس العسكرى، وورطته فى مواجهة الشعب، فى أكثر من موقف. هذا السيناريو كان مخططًا له بواسطة التنظيم السرى للجماعة، التى أصبحت تحكم مصر الآن، عبر المنهج السرى المؤامراتى. *التنظيم السرى يبدو كالصندوق الأسود، فهلا حدثتنا عنه. - حين تنازلت الجماعة عن دورها الدعوى، وقررت الدخول إلى حلبة السياسة، تنازلت عن المبادئ التى تأسست عليها، وكان هذا إيذانًا بنهايتها، لكن الجماعة كتنظيم محكم له تاريخ طويل، لم يكن يسيرًا أن يتفتت بسهولة، فانتهى الأمر إلى أن أصبح التنظيم السرى مهيمنًا عليه، وليس خافيًا على أحد أن عددًا من قيادات مكتب الإرشاد الآن، هم أعضاء التنظيم السرى، وهؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا بالتغيير السلمى، وإنما يتبنون القوة والعنف منهجًا وشريعة.
* بعبارة أخرى.. إنهم قطبيون، أليس كذلك؟ - لا.. سيد قطب برىء منهم، فالرجل كان مفكرًا وأديبًا، وله وعليه، ولم يكن متطرفًا، وقد حكم عليه بالإعدام ظلمًا. وعلى المستوى الشخصى والفكرى، لم يكن قطب راضيًا عن تصرفات التنظيم، ولكن التنظيم السرى فى الإخوان، كان ضد الوسطيين، وما يزال يرفض التسامح، ويصر على تبنى منهج العنف والإقصاء.
* نحن بصدد انتخابات البرلمان، فهل تتوقع أن تكون نزيهة فى ظل الإخوان؟ - لا يتوقع أن تكون الانتخابات نزيهة، إلا أحمق أو جاهل، وطالما بقى التنظيم الفاشى يسيطر على مقاليد الحكم فى مصر، فعلينا أن ننسى النزاهة والديمقراطية. إن تنظيم الإخوان، يغزو صناديق الانتخاب بالرشاوى التى يقدمها للفقراء، لذلك فالتنظيم حريص على أن يبقى الناس فقراء، والسياسة بالنسبة لهم تقوم على أساس: «خذ ما يسد رمقك ثم الزم بيتك ولا تجادل ولا تعارض». هذه ممارسات لا علاقة لها بالديمقراطية، فحشد البسطاء والأميين، بالزيت والسكر والمواد التموينية، لا علاقة له بالديمقراطية، وهذه متاجرة بأوجاع الناس وفقرهم، من قبل جماعة يرتدى أعضاؤها قناع التدين على سبيل إخفاء أهدافهم الخبيثة.
* هل تريد أن تقول إنك تريد أن تقصر حق الانتخاب على فئة بعينها؟ نعم.. وهذا ليس إقصاء، ولا تقليلا من قيمة الشعب المصرى، لكنه إجراء خاص لمجتمع ذى ظروف خاصة. إننا نعانى من أمية تقدر بما يزيد عن 35%، وهؤلاء كتلة تصويتية كبرى، كون الأمية تنتشر أكثر بين كبار السن، وبالتالى ليس ممكنًا أن يتساوى صوت أستاذ فى القانون، بصوت رجل لا يقرأ ولا يكتب، فى الاستفتاء على الدستور، على سبيل المثال.. الأميون لا يرسمون تاريخ المتعلمين، وهذا ليس انتقاصًا من قيمة إنسان، بقدر كونه محاولة لوضع الأمور فى نصابها الصحيح. هذا مناخ يبدو ديمقراطيًا، لكنه ليس كذلك.. ولأنه يسمح للجماعة بتمرير أهدافها عبره، فإنها تتمسك به بكل قوة، وكلما نوقشت فى أخطائها سارعت إلى أن تردد: «الصناديق قالت كلمتها». *وهل يرفع هذا اللوم عن المعارضة الليبرالية؟ - أداء المعارضة الليبرالية «ضاد جيم»، أى ضعيف جدًا، وهى فيما يبدو مستسلمة، لمؤامرات الإخوان لتفتيتها. إن «الإخوان».. تسير على نفس نهج نظام مبارك، وتتبع ما كان يفعله صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق، من صناعة معارضة كارتونية، لا دور لها ولا قدرة مؤثرة فى الشارع. الأكثر من ذلك أن الجماعة فى مراحل ما، نفذت سياسات تفريغ المعارضة من تأثيرها، بالوكالة عن الحزب الوطنى الديمقراطى، وفى إطار صفقات بينهما..
* هل تذكر حادثة محددة؟ - حين تأسست حركة كفاية عام 2005، وكانت جبهة معارضة ذات زخم بالشارع المصرى، أنشأت الإخوان حركة موازية، هى «قوم يا مصرى»، لكن هذه الحركة تلاشت ذاتيًا، وانتهت من تلقاء نفسها.. والآن يعيد التاريخ نفسه، بجبهة الضمير، التى تتشكل من الإخوان أو من لف لفهم، لمحاربة جبهة الإنقاذ، لا لتعارض. *كيف قرأت الخلاف بين الإخوان والسلفيين؟ - ليس خلافًا لكنه صراع على الغنائم، بعد غزوات الاستفتاء الدستورى والبرلمان والدستور، وبعد كل غزوة شارك السلفيون الإخوان فيها طمعًا فى المغانم، لكنهم فوجئوا بأن الإخوان لا يقدمون لهم شيئًا مما وعدوا به.. الأمر الذى أشعل غضب السلفيين، فقرروا أن «يضربوا» كرسى فى الكلوب. والمشكلة الحقيقية ليست فى الصراع، لكن فى أن كلا التيارين لا يستطيع أن يدير شئون البلاد.
* وهل هذا الصراع يعود إلى الخلاف بين الرجلين القويين خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، والدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية؟ - ربما يكون فى هذا التفسير جزء من الحقيقة، لكنه ليس كل الحقيقة. إن قوة الشاطر تكمن فى أمواله، وهذه الأموال، فى معظمها ليست من استثماراته وجهده، لكنه يستثمر بالأموال التى ترد إلى الجماعة عبر تبرعات الأعضاء.. أما قوة برهامى، فتكمن فى أنه ذو قوة روحية، تضفى عليه مكانة معنوية بين السلفيين. هذا صراع ليس بنفس الأسلحة.. صراع بين المعانى والماديات، لكنه فى النهاية صراع شرس.
* كلامك حول استثمارات الشاطر بأموال الجماعة يبدو خطيرًا. - هذه الحقيقة المطلقة، ويعرفها كل الذين انتموا إلى الجماعة، فالشاطر ليس معنيًا بشىء أكثر من «الجنيه والدولار»، لكن الإعلام يصنع منه أسطورة، ويجعله «بطلا من ورق».
* لكن اهتمام الشاطر بالاقتصاد لا ينفى أن له طموحات سياسية، والدليل ترشحه للرئاسة. - ترشيح الشاطر رئيسًا، جاء نظرًا لقوة علاقاته بالأجهزة الأمنية فى مصر، وعدد من المخابرات الدولية على مستوى العالم، عن طريق الهدايا المالية والعينية. ولاشك فى أن للرجل طموحاته، أو بعبارة أخرى، إن طموحاته بلا سقف، فهو يرى نفسه أجدر أبناء الجماعة، وأكثرهم قدرة على القيادة، لذلك فإنى أعجب ممن يقول بأنه سيتولى منصب رئاسة الوزراء بعد البرلمان. الشاطر لن يكون تحت مرسى، ولن يقبل بذلك. إنه من الثابت يقينًا، ومن خلال معرفتى بقيادات الجماعة، أن ترشيح مرسى بعد إقصاء الشاطر، إنما جاء لأنه رجل ملتزم بالسمع والطاعة، وشخصية غير إبداعية، وقد عاش ونشأ وشب سامعًا مطيعًا، فيما الشاطر يعد واحدًا من صناع القرار، وبالتالى يستحيل للأخير أن يعمل تحت إمرة الأول. الشاطر لن يرضى إلا بمنصب الرجل الأول، وهناك تكهنات بأن التنظيم السرى للجماعة يؤيده، ومن ثم ليس مستبعدًا أن يحدث ما ليس فى الحسبان.
* «ما ليس فى الحسبان».. العبارة غامضة. لأن الموقف فى غاية الغموض، ولا أحد يعرف ماذا يدور فى أروقة التنظيم السرى.
*ما قولك فيمن يزعم بأن الفريق أحمد شفيق كان الفائز بالرئاسة؟ شفيق ترشح بدعم من رجال الأعمال المقربين من مبارك وليس بدعم من المجلس العسكرى، كما يدعى البعض، ومؤيدوه كادوا أن ينجحوا فى تكوين شعبية له بالشارع المصرى، وليس مستبعدًا أن يكون الفائز، لكن الولاياتالمتحدة، فرضت مرسى، لتهدئة الخط الثورى.
* هل تريد القول بوجود صفقة ما؟ - نظريًا.. الفريق شفيق هو الفائز، لكن فوزه كان سيشعل الثورة من جديد، والولاياتالمتحدة تعرف جيدًا أن عدم استقرار مصر، يشكل خطرًا كبيرًا على حساباتها فى الشرق الأوسط. بعبارة أدق.. إن الولاياتالمتحدة، لا تريد بالطبع لمصر أن تنمو وترتقى مكانتها الطبيعية، وبقاء المد الثورى، قد يأتى بنظام وطنى يخرج من تحت سيطرة البيت الأبيض، فإذا جاء شفيق، ربما يسقط سريعًا، وربما يحدث سيناريو غير مدروس، وبالتالى فليكن الرئيس من تيار يبدو ثوريًا أو مناضلًا، ينفذ الأجندة الأمريكية، كما تريد واشنطن، وبما لا يزعج الحليف الأهم إسرائيل.
* هل هذه معلومات أم تحليلات؟ - بعض المعلومات وبعض التفكير ينتهى إلى هذه النتيجة. والمؤكد أن فوز مرسى بالرئاسة، لم يتم وفق قواعد الشفافية، ولعل قضية المطبعة الأميرية، وما أثير حول تسويد بطاقات، وعدم التحقيق فيها حتى اللحظة الراهنة، يساهم فى زيادة الغموض والالتباس.
* هل تقصد أن عدم التحقيق فى قضية المطابع الأميرية يمثل ورقة ضغط ما، خارجية أو داخلية على الرئيس؟ لم أفكر على هذا النحو، لكن هذا تحليل لا بأس به، والأمر يحتاج إلى بعض الوقت، فالتاريخ سيقول كلمته لا محالة. *تبدو مسألة تمويل الجماعة كالصندوق الأسود.. فهل لديك ما تقوله بهذا الصدد؟ - الجماعة حريصة كل الحرص على أن يبقى الأمر سريًا، كما أنها حريصة على عدم توفيق أوضاعها القانونية. لكن المؤكد والثابت، أن الجماعة تتلقى تبرعات من أعضائها، وذلك فى صورة اشتراكات شهرية، وهناك تبرعات من قطر وإيران وأيضًا الحكومة الأمريكية.. ولا تسألينى ما سبب تلقى الجماعة تبرعات أمريكية.. فالمصالح تتصالح.
* البعض يزعم أن الشاطر دفع بمحمد بديع مرشدًا عاما للإخوان خلفًا لمهدى عاكف. - غير صحيح على الإطلاق.. إن منصب المرشد العام، ليس محكومًا بشخص مهما كانت قوته، فالتنظيم الدولى للإخوان، هو الذى يختار المرشد. هذه شائعة يرضى عنها الشاطر، حتى يشيع فى نفوس خصومه السياسيين داخل وخارج الجماعة، أنه الأقوى والأكثر قدرة على السيطرة على مقاليد الأمور.
* ماذا عن الترقى إلى الرتب الأعلى فى الجماعة، وهل ثمة فرص لجيل الشباب؟ - الجماعة سلطوية لا ترى شبابها، وتنظر إليهم من فوق، وليس هناك قرار أسهل من فصل العضو، إن جرؤ على النقاش والتفكير. لا مساحة للترقى، ومكتب الإرشاد، وكذا المناصب السياسية بالدولة أو القيادية بحزب الحرية والعدالة، تحتكرها نخبة مختارة، من أولى القربى، ولا يخفى على أحد أن علاقات المصاهرة و«البيزنس».. هى التى تحكم الترقى، وليس على شباب الجماعة أن يحلموا بأكثر من أن يكونوا جنودًا ينفذون الأوامر حرفيًا. الأمر والمناصب ومكتب الإرشاد للنخبة المقربة، والدليل على سبيل المثال لا الحصر، أن ملف الشأن الخارجى المصرى، أصبح «قطاعًا خاصًا» للدكتور عصام الحداد عضو مكتب الإرشاد، ومساعد الرئيس للشئون الخارجية، بينما وزير الخارجية لا يعمل شيئًا إلا الشق البروتوكولى، وتولى الحداد هذا المنصب، وهذا الملف يأتى فى إطار مكافأته من قبل خيرت الشاطر، لأنه «من أهم شركاء البيزنس». كما ينطبق الأمر على سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ، الذى كان «ساعيًا» لدى الشاطر فى وقت من الأوقات. كذلك الأمر بالنسبة لصلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، فهو شقيق عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الجماعة. هكذا تسير الأمور.. المقربون لهم جنات وعيون، والشباب عليهم السمع والطاعة.
* الشباب هم الميليشيات.. أليس كذلك؟ لا توجد لدى الجماعة ميليشيات مسلحة، لكن هناك شباب مستعدون للدفاع عن الجماعة حتى آخر قطرة من دمائهم، وفى حال تسليحهم لن يترددوا فى استخدام السلاح.. وهذا أمر ممكن وقد يحدث خلال 24 ساعة. أما بالنسبة لقضية العرض العسكرى بالأزهر، فقد استهدفت آنذاك «جس نبض» النظام، وكانت توابعها وأضرارها أكثر من فوائدها.. هذه طريقة التنظيم السرى، يجرب أولًا، وفى حال لم يجد مقاومة، ينفذ ما يريد. إن المتحدثين عن الفرقة «95 إخوان» لا يعلمون شيئًا عن الجماعة، والمؤكد فقط بأن هناك ميليشيات غير مسلحة، من شباب الجماعة، وهم على أهبة الاستعداد للدفاع عن التنظيم السرى.
* لكن مشهد الهجوم على المعتصمين فى أحداث الاتحادية أعاد إلى الأذهان صورة الميليشيات. الذين هاجموا المعتصمين ليسوا ميليشيات بالمعنى المتعارف عليه، لكن الذى لاشك فيه بالنسبة لى أن هؤلاء تلقوا أوامر مباشرة من الرئيس محمد مرسى، وتقديرى أن صمته على الجريمة التى اقترفت بجوار أسوار قصره يعنى أنه موافق عليها. أما بالنسبة لما يتردد حول تورط عناصر من «حماس» فى الجريمة، فهذه نكتة سخيفة، لا أرى مبررًا لترويجها، وتقديرى أن قادة حماس أعقل من التورط فيها.. والحقيقة أن نظام مرسى، فيما يبدو أنه يؤيد المقاومة، يفرغها من قوتها، والدليل أنه ارتضى دور الوسيط لوقف إطلاق النار فى عملية عمود الدخان، التى أوجعت إسرائيل وجعًا قاسيًا. من جانب آخر، إننى أراقب حجم العداء الذى أصبح كثيرون من الشعب المصرى يكنه للمقاومة الفلسطينية، بعد تسريب الأنباء من الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول تورط حماس فى العنف ضد المصريين.. وهنا لابد من أن نتساءل: من المستفيد؟ ومن الذى يروج لهذه الأكاذيب؟ * وماذا عن قتل جنودنا فى رفح؟ - الذى قتل جنودنا فى رفح، هو من يتكتم على التحقيقات فى الجريمة، وأحسب أننا جميعًا نعلم بأن الرئاسة أكدت أنها ستعلن نتائج التحقيقات خلال أيام.. فأين هذه التحقيقات؟
* يقال إن محمود عزت نائب المرشد العام، يقف وراء الكثير من الأمور الغامضة. تاريخ محمود عزت كله غامض ومريب، فهو صاحب آراء تكفيرية، ويعد من صقور الجماعة، يرفض الآخر رفضًا قاطعًا، حاد الصفات، وهذا طبيعى بالنسبة لرجل نشأ فى تنظيم 65 السرى، مطلع الستينيات، تحت قيادة الشيخ عبدالفتاح إسماعيل، التاجر الثرى ابن محافظة دمياط، وكان الهدف رقم واحد للتنظيم هو اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وافتعال حالة من الفوضى، بعد قلب نظام الحكم، وتبنى العنف المسلح، وسيلة للوصول إلى الحكم. والمعروف أن عزت ومعه المرشد العام الدكتور محمد بديع، سافرا إلى معسكر إخوانى بالصحراء، وتلقوا تدريبات قتالية هناك، وفى هذه الغضون ولما خرج الدكتور سيد قطب من السجن، التقى أعضاء الفرقة، تم تلفيق الاتهام له بأنه يخطط لقتل عبدالناصر، وهذا غير صحيح. لكن ورغم نشأة عزت الخشنة، إلا أنه ليس صاحب شخصية قيادية، لذلك فهو يشعر بالأمان حين يكون «تحت جناح الشاطر».
*هل قرأت تحقيق «الصباح» الاستقصائى عن اللجان الإلكترونية للإخوان.. وما تعليقك؟ قرأت التحقيق، وهذه اللجان حقيقية لكن قيادات الجماعة ترفض الاعتراف بها، كونها من آليات التنظيم السرى لتشويه المعارضة، وأنا أعلم يقينًا أن الشاطر ينفق ملايين الجنيهات على هذه اللجان.
*ما مدى اختراق الجماعة لوزارة الداخلية.. وهل صحيح أن الوزير محمد إبراهيم إخوانى؟ الجماعة تخترق كل مؤسسات الدولة، وخلاياها النائمة فى كل مفاصلها، وبالنسبة لوزير الداخلية الحالى، فليس مستبعدًا أن يكون إخوانيًا، أو ميالًا للإخوان، وإن كنت لا أملك معلومة أستطيع القول بأنها حقيقة دامغة. كل ما أعرفه أن الوزير عمل بمصلحة السجون، والمعروف أن ضباط السجون يعاملون الإخوان معاملة خاصة، نتيجة العلاقات الحميمية والهدايا التى كان الشاطر يغدقها عليهم.. وهنا أؤكد مجددًا أننى لا أملك معلومة دامغة.
*ذكر قيادى بالجماعة بأنك بكيت عندما كنت تكتب اعتذارا لقيادات الجماعة على ما بدر منك ضدهم؟ بكيت على الحال الذى آلت إليه جماعة الاخوان بسبب أفعال التنظيم السرى، وأنا لم أفصل من الجماعة، بل أنا الذى قررت الابتعاد عنهم.
*ماذا عن مخططات أخونة الجيش؟ الإخوان تريد أن يخضع الجيش للتنظيم السرى لمكتب الإرشاد، وللأسف من السهل أن تنجح الجماعة فى تنفيذ مخططها بمساعدة الولاياتالمتحدة، لأنها هى المسئولة عن تسليح الجيش المصرى.
*ما هو سر ارتماء القيادة السياسية فى حضن قطر؟ لأن هذه رغبة الإدارة الأمريكية، فقطر كونها الأقرب إلى إسرائيل، ليس أكثر من «عروس مسرح» مشدودة بخيوط يمسكها الجالسون فى البيت الأبيض.