*نجاد: أعيش الآن أفضل أيام حياتى .. ويخاطب الحضور بالعربية "نحن نحبكم" رصدت كاميرا «الصباح» أمام فيلا «القائم بالأعمال الإيرانية فى مصر» مجتبى أمانى فى القاهرة، حراسات مدججة بالأسلحة وذخائر وسيارات إطفاء ومجنزرات مضادة للمتفجرات، حيث نظمت السفارة الإيرانية فى مصر بمناسبة «العيد القومى الإيرانى للثورة الإسلامية» حفلا كبيرا ضم أعضاء الجالية الإيرانية فى مصر، وعددا كبيرا من القيادات الجهادية والإسلامية والحزبية المصرية بحضور الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد. فيما اجتمع نجاد مع بعض من القيادات الجهادية والإسلامية فى مصر على رأسهم الشيخ محمد أبوسمرة، ومجدى سالم بتنظم الجهاد، ومهدى عاكف المرشد السابق لجماعة «الإخوان المسلمون» ومعه محمود عزت نائب المرشد الحالى للجماعة، والدكتور محمد محسوب وعصام سلطان وأبوالعلا ماضى عن حزب الوسط، والمستشار محمود الخضيرى وعبدالعزيز مخيون ورامى لكح، والأنبا أرميا ممثل الكنيسة والشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، والدكتور أيمن نور عن حزب رئيس حزب غد الثورة، وعمرو موسى القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، وعدد من الشخصيات الإسلامية العامة. قال الشيخ محمد أبوسمرة الأمين العام للحزب الإسلامى والقيادى بتنظيم الجهاد فى تصريحات خاصة ل «الصباح»: إن هذا اللقاء جاء لعرض مطالب على الرئيس الإيرانى، منها أن يُظهر الإيرانيون بشكل مباشر وبتصريحات صادقة، أن إيران لم ولن تساعد المتشيعيين المصريين، ولن تسعى لنشر المذهب الشيعى كما يتخوف أهل السنة، وطالب نجاد بتوجيه الدعوة لقيادات العمل الإسلامى والقوى الوطنية للزيارة والاطلاع على أهل السُّنة فى إيران، والتأكد مما يقال عن اضطهادهم، وكيف ستكون سبل الدعم بين إيران ومصر فى المجالين النووى والعسكرى والمساعدات الاقتصادية أم لا.. أم ستكون علاقات سياسية فقط . وأدلى أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط بتصريحات صحفية عما دار فى الجلسة المغلقة مع نجاد قائلا: إنه عرض عليه حل الأزمة الطائفية بين أهل السنة والشيعة، وترسيخ تطمينات لدول الخليج العربى، ووقف الدماء فى سوريا لأنه ليس من مصلحة أحد أن يتأزم الأمر أكثر من ذلك، مضيفا إنه أكد ضرورة عدم التجريح فى أهل السنة والفصل فى الأقاويل عن المد الشيعى، وأن نجاد رد على كل أسئلتهم بكلمة فلسفية عن ضرورة العلاقات المصرية الإيرانية الإسلامية. المشهد الأبرز كان عندما تسلل أحد السوريين إلى جانب نجاد، بعد أن تهرب من الأمن المشدد، فى محاولة منه للاعتداء عليه بالضرب وقام بسبه، وهتف «الموت لبشار.. واللهم أهلك الظالمين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، إلا أن قوات الأمن قامت بالتصدى له وإخراجه، دون تحرير محضر رسمى واكتفوا بطرده فقط. من جانبه، وصف السفير رفاعة الطهطاوى، مدير ديوان الرئاسة، الرئيس الإيرانى ب «الثائر العظيم»، وأن مصر وإيران لا يعتديان على أحد ولا يقبلان ذلا ولكنهما مقبرة لكل الغزاة، وهذه الزيارة تذكرنا بواجبات أكبر منها نزيف الدم فى سوريا، مضيفا إن الرئيس محمد مرسى وأخاه نجاد مدعوان لوقف نزيف الدم فى سوريا والحفاظ عليها، وأنه إذا اجتمع المسلمون فلابد أن تكون قضية القدس فى مقدمة قضاياها، وستعود القدس بالوحدة والتعاون مع إيران ومصر وتركيا والسعودية، وأن العلاقات (المصرية الإيرانية) علاقات ضاربة فى عمق التاريخ لكنها بطيئة مثل السجاد الإيرانى، لكنها بالغة الجودة وتريد أن تؤسس على أساس راسخ لتنفع العرب والمسلمين. وأوضح «نجاد» خلال كلمته، أنه يقضى الآن فى مصر أفضل أيام حياته، حيث كان النزول على أرض مصر أمنية كبيرة، وأن الشعبين الشقيقين المصرى والإيرانى كانا منذ عهد بعيد أصدقاء وأحباء وإخوة، وكانوا فى خدمة الإنسانية والعدالة والأمن، معتبرا أن عصر المتحكمين بالقوة والسلطويين قد انتهى، وأن الصهاينة سيرحلون وستصبح الشعوب حرة بعدما سيقف الشعب الإيرانى والمصرى جنبا إلى جنب، مضيفا إنه يعلن للدنيا بكل فخر أن الشعبين إخوة حتى النهاية، واختتم كلمته بكلمة عربية للحضور «نحن نحبكم». كما رصدت «الصباح» دخول وفد من قبيلة الجعافرة المنتشرة فى أسوان، والمعروفة بمذهبها الشيعى والانتماء ل «آل البيت» مرددين: «مرحب مرحب يا نجاد»، وعلى رأسهم الشيخ زكريا وأحمد صبحى ومحمد منسى، الذين ارتدوا «جلاليب»، خاصة بهم، وقال محمد فتحى أحد الجعفرية ل«الصباح»: إن كل ما يثار فى الإعلام عن إيران أو الشيعة لا علاقة له بالواقع، وأنه لا فرق بين سنى وشيعى. فيما وصف الدكتور محمود عزت نائب مرشد جماعة «الإخوان المسلمون»، نجاد بأنه ضيف على مصر، ويجب الترحيب به كما رحب به الشعب المصرى، والإخوان كأى فصيل مصرى آخر، وأنه تبادل وجهات النظر التى تصلح بين البلدين مع نجاد وبعض القيادات الإسلامية، وأن هناك جهودا بذلت لتمهيد الطريق بين طهرانوالقاهرة، إلا أن نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد والذى حضر الحفل الإيرانى قال: إن الحفاوة البالغة بالرئيس الإيرانى ما هى إلا شو إعلامى فقط. وعلى هامش الحفل، كان ل «الصباح» حوار مع الدكتور «مهدى فرمانية» المرجع الشيعى الكبير ورئيس جامعة الأديان فى إيران، والذى تميز بعباءته السوداء ولحيته الكبيرة وعمامة الرئيس الشهيرة، والذى وصف إعادة العلاقات المصرية الإيرانية بالحدث التاريخى الذى يجب الاحتفال به، فكم حلم رأوه شيعة إيران بالنزول إلى مصر، وأنه يرى فى الحكم الإسلامى المصرى الممثل بجماعة الإخوان خيرا وتطورا للثورة، مضيفا إنه يخصص كل أوقاته لدراسة الجهاديين فى مصر وأفكارهم الإسلامية، ويحاول بكل الطرق التواصل مع جهاديى مصر لأنهم كانوا شركاء مع الكثير من الشيعة فى العراق، وبعضهم اعتقل مع المصريين، وأنه يعكف الآن على قراءة تاريخ الشيخ أيمن الظواهرى زعيم تنظم القاعدة الحالى، وأتى بكتاب يقرأه فى الوقت الحالى تحت عنوان «القاعدة وأخواتها» لصحفى إنجليزى.