دأبت القنوات الدينية منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، على معاداة التيار الليبرالى ومعارضى الجماعات الإسلامية وتيار الإسلام السياسى المعارض للرئيس محمد مرسى، خاصة بعد صعود جماعة «الإخوان المسلمون» للحكم وظهور بعض القوى السياسية المعارضة للنظام، وزادت حدة المعاداة والهجوم من القنوات الدينية على معارضى الرئيس بعد التظاهرات المنددة بحكم الإخوان والإعلان الدستورى الذى أصدره رئيس الجمهورية، وتمرير الدستور الجديد رغم انسحاب القوى السياسية من اللجنة التأسيسية للدستور، وتأثير ذلك على الأحداث فى الشارع المصرى. ووصف متابعون تغطية القنوات الدينية للأحداث بأنها تكتفى فقط بالهجوم على رموز القوى السياسية الداعية للتظاهر ضد حكم الرئيس، بداية من الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى نهاية بعمرو حمزاوى ومحمد أبوحامد وشباب الثورة. واستمرارا لسياسة القنوات الدينية فى البعد عن تغطية المظاهرات المعارضة للنظام قامت جميع القنوات الدينية بتغطية مظاهر الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة يوم 25 يناير من الشهر الجارى وما أعقبها من مظاهرات خلال الأيام الجارية فى بعض الميادين العامة. وشنت قناة «الحافظ» هجوما على القوى السياسية وذلك خلال برنامج «فى الميزان» الذى يقدمه الداعية الإسلامى عاطف عبدالرشيد رئيس القناة، فيما واصل الشيخ خالد عبدالله مقدم برنامج «مصر الجديدة» على قناة «الناس» هجومه على شباب الثورة، واتهمهم بأعداء الوطن ورفض إذاعة أى فيديوهات من مظاهرات يوم 25 يناير واكتفى بتوجيه النقد إلى القوى الثورية. وكانت القنوات الدينية «الحافظ» و«الناس» و«الحكمة» قد عرضت مظاهرات تأييد أعضاء «الإخوان المسلمون» لرئيس الجمهورية أمام قصر الاتحادية وجامعة القاهرة قبل شهرين تقريبا وتجاهلت التظاهرات المنددة بالرئيس مرسى فى ميدان التحرير وميادين المحافظات. لم يختلف الوضع كثيرا فى قناة «مصر 25» التابعة لحزب الحرية والعدالة وجماعة «الإخوان المسلمون»، والتى فاجأت الجميع بعرض مظاهرات جماعة الشيعة فى إيران وتجاهلت مظاهرات التحرير، وما يحدث فى محافظات الجمهورية أبرزها محافظة السويس وبورسعيد وما تبعها من سقوط ضحايا وإصابات بعد صدور حكم محكمة جنايات بورسعيد بإعدام 21 من متهمى أحداث مذبحة بورسعيد. وأبرزت تعليقات الإعلاميين بالقنوات الدينية ردود أفعال غاضبة من رموز القوى السياسية خاصة تعليق الدكتور عاطف عبدالرشيد فى قناة «الحافظ» على خطاب الرئيس محمد مرسى بأنه جيد للغاية وعبر عما ينتظره الشعب. وتساءل «عبدالرشيد» ساخرا من القوى السياسية فى حلقته الأخيرة «من المجرم فى حق مصر.. من ورث تركة مبارك أم معارضوه؟».