تظاهر مساء اليوم الجمعة في العاصمة البلجيكية "بروكسل" ما يقرب من 500 عامل وممثل نقابي لدى شركة "ارسيلور ماتال" التي تعد أكبر شركة لصناعة الحديد والصلب في العالم. جاءت التظاهرات بعد أن أعلنت شركة "ارسيلور ماتال" اعتزامها إغلاق جزء آخر من مصنعها للصلب في مدينة "لييج" البلجيكية بعد تكبدها لخسائر جسيمة بسبب استمرار ضعف الطلب على منتجاتها. وقد تحولت المظاهرات إلى مصادمات عنيفة بين رجال الشرطة البلجيكية والمتظاهرين الذين توافدوا إلى قلب العاصمة حيث تجتمع الحكومة من أجل ممارسة الضغوط عليها، لاسيما وأن هذا الإغلاق سيتسبب فى فقدان ما يزيد على 1300 وظيفة. ولقد أعرب الرئيس التنفيذي للشركة في "لييج" عن أسفه الشديد لتدهور الوضع الاقتصادى إلى هذا الحد الذى يجعل من تقليص الاعمال أمر ضرورى، لافتا إلى أن الطلب على الصلب فى أوروبا قد تقلص بنحو 8\% إلى 9\% فى عام 2012.وفور سماعه لهذه الأنباء، اجتمع رئيس وزراء مملكة بلجيكا أثناء وجوده فى دافوس لحضور المنتدى الاقتصادى العالمى بصاحب الشركة الهندى الذى يعد أحد اقطاب الحديد والصلب على مستوى العالم ليعبر له عن استيائه الشديد ويطلب منه أن يعيد النظر فى الأمر. على الجانب الآخر، دعت النقابات العمالية العمال للاضراب حتى يوم الاثنين فى مدينة لييج شمال بلجيكا، حيث تشكل صناعة الصلب ركيزة هامة للاقتصاد ومن المنتظر اتخاذ المزيد من الخطوات التصعيدية خلال الأيام القادمة. تتزامن هذه الاحتجاجات مع احتدام الأزمة المالية والاقتصادية على مستوى الدول الأوروبية التى تشهد تباطىء فى معدلات النمو وتزايد مخيف فى معدلات البطالة حيث يوجد 28 مليون مواطن بلا عمل فى مختلف أنحاء أوروبا وذلك استنادا الى أحدث الاحصاءات الصادرة عن المكتب الاحصائى الأوروبى"يوروستات.