قالت صحيفة الاثنين المصرية إن من يصل من الأفارقة الهاربين من بلادهم من عذاب القبلية والحرب والمجاعة إلى إسرائيل - جنتهم الموعودة - يكتشف بعد فوات الآن أن إسرائيل جهنم اليهودية التى تعج بالعنصرية والتمييز العنصرى ضد الأفارقة والمهاجرين.. صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تحلل وتقول إن حادث اغتصاب مسنةإسرائيلية تبلغ من العمر 83 عاما على يد لاجيء إريترى بالقرب من محطة الأتوبيس بوسط تل ابيب فجر موجة عنيفة من السخط الشديد على اللاجئين الأفارقة تضاف الى حالة العداء السابقة تجاه الموجودين بإسرائيل، خاصة من جانب اليمين المتطرف الذى يعتبرهم قنبلة موقوتة تهدد أمن الدولة العبرية، مطالبا بضرورة الترحيل القسرى لهم فى أسرع وقت، وذلك بحسب ما جاء في صحيفة الاثنين المصرية. ونقلت يديعوت احرونوت عن اليمين المتطرف قوله إنهم كثيرا ما ح ذروا من ح وادث الاغتصاب والجرائ م التىي ستقع من جانب اللاجئين الأفارقة وهو ما حدث بالفعل.
ومن جانبهم تبرأ الأفارقة من حادث الاغتصاب مؤكدين على أن الحوادث الفردية لا يمكن تعميمها بحسب قولهم، حيث يؤكدون على أنهم ليسوا «مجرمين » كما يفضل اليمين المتطرف ان يطلق عليهم، بل لاجئون ج [1][1]اءوا الى إسرائيل بسبب عدم قدرتهم على العيش فى الظروف التى تعانى منها بلدانهم، مشددين على أن العنصرية تجرى بالدم الاسرائيلى تجاه أى جنسية أو ديانة أخري.
ومن ناحية أخرى ألقت هذه الواقعة بظلالها على معاناة اللاجئين الأفارقة فى إسرائيل، حيث قالت صحيفة «انديث أفريقيا « والتى تعنى بالعربية « فى عمق أفريقيا » إن وزارة الداخلية الإسرائيلية تضطهد السودانيين من جبال النوبة وتسجلهم فى جداول اللاجئين من «جنوب السودان » ، كما تضيق عليهم السلطات الاسرائيلية فى العمل حتى أنهم لا يجدون النقود الكافية التى يدفعون منها الإيجار والفواتير وتخضعهم من وقت لآخر للاعتقال والترحيل.
وقالت الصحيفة إن وزارة الداخلية الاسرائيلية لا تكترث الي الدعوات التي توجهها المنظمات الحقوقية العالمية الي حسن معاملة اللاجئين الأفارقة سواء الموجودين في السجون الاسرائيلية أو خارجها ولا تعتني بحقهم، حيث أشارت هذه المنظمات نقلا عن لاجئين من دارفور أن الحياة في السجون الاسرائيلية لا تختلف كثيرا عن الحياة خارجها فمعظمهم بلا مأوي بينما ترفض السلطات الاسرائيلية منح حق اللجوء السياسي للآخرين، كما أن هؤلاء السودانيين القادمين من دارفور علي وجه التحديد يتوسلون السلطات الاسرائيلية في إمكان العودة الي منازلهم.
وقالت الصحيفة إنه تم رفع مئات الدعاوي من جانب موكلين عن هؤلاء اللاجئين السودانيين خاصة القادمين من جبال النوبة ودارفور ضد الداخلية الاسرائيلية لتعنتها في ترحيلهم الي بلادهم أو منحهم حق اللجوء السياسي دون التغيير في هوياتهم الشخصية بما يتناسب مع ميول الدولة العبرية.
ومن جانبها أشارت صحيفة "أفريكان جلوب" الي الأوامر التي أصدرها "ايلي يشاي" وزير الداخلية الاسرائيلي للشرطة الاسرائيلية مؤخرا بغلق جميع الأعمال التجارية للاجئين الأفارقة، بما في ذلك الأفارقة الذين منحتهم الداخلية الاسرائيلية حق اللجوء السياسي، ومن يخالف تعليمات "يشاي" يتم مصادرة اعماله التجارية والزج به في السجن.
كما اعتبرت الصحيفة أن هذه التصرفات التي تقوم بها الداخلية الاسرائيلية تجاه اللاجئين الأفارقة ليست أمرا جديدا علي الدولة العبرية المعروفة بحبها "للعنصرية" حيث تمنع السلطات الاسرائيلية الأفارقة من ممارسة الأعمال التجارية التي يعيشون منها.
وقالت الصحيفة إن الدولة العبرية تمنع اللاجئين الأفارقة من الأمور المالية والإسكان والمساعدات المالية كما انها تقوم بمصادرة المبالغ المالية التي تكون بحوزة أي إسرائيلي يخالف تعليمات الداخلية الاسرائيلية.
واعتبر يشاي أن آلاف الأفارقة الموجودين في اسرائيل يمثلون تهديدا للأمن الداخلي في اسرائيل ويعرضونها للخطر سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، وانه يتخذ هذه الإجراءات بغرض تضييق الخناق علي اللاجئين الأفارقة.
ووفقا لتقديرات الاسرائيلية فأن الذين وصلوا الي اسرائيل بطريقة غير شرعية في عام 2010 فقط قدروا ب13683 مهاجر أفريقي، 62% منهم اريتريون بينما و33 % سودانيين، 1% جنسيات، أما مركز رعاية اللاجئين الأفارقة فقد قدر العدد الكلي للأفارقة المهاجرين الي إسرائيل ب60000 مهاجر إفريقي أكثر من 90 % منهم دخلوا الي اسرائيل قبل عام 2007، وعلي الرغم من أن معظمهم ملتزم ب"قانون حق اللجوء لعام 1951" المعمول به من قبل الحكومة الاسرائيلية إلا أن الداخلية الاسرائيلية ترفض منحهم حق اللجوء السياسي أو ترحيلهم الي البلدان التي قدموا منها.
وقال مركز رعاية اللاجئين الأفارقة إن السلطات الإسرائيلية تتمسك باضطهاد اللاجئين الأفارقة بصورة عنصرية فهي لا توافق علي ترحيلهم الي بلدانهم حيث من المؤكد أنهم سيعرضون هناك إما للقتل أو التعذيب بسبب لجؤهم الي اسرائيل ولا توافق علي منحهم حق اللجوء السياسي وينخرطون في العمل ويؤمنون حياتهم.
وقالت افريكان جلوب إن الاسرائيلين ينعتون الأفارقة المهاجرين بابشع الصفات مثل "الغوغاء" و " الخراف المهاجرة" ويبررون هذه الأفعال بمحاولة الحفاظ علي "هوية الدولة اليهودية"، واشارت الصحيفة الي تصريح بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية عندما قال علانية: هؤلاء المتسللون الافارقة يغرقون البلاد .. وهذه الظاهرة خطيرة وتهدد النسيج الاجتماعي للبلد كما انها تمثل تهديدا لأمننا القومي وهويتنا القومية.