أكد السفير التركي بالقاهرة حسين عوني بوصطالي أن بلاده "جادة في دعم مصر"، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مؤتمر "السياسات التركية الجديدة وديناميكية العلاقة مع الشرق الأوسط"، اليوم، بالقاهرة. وقال بوصطالي أن "الدعم التركي لمصر وغيرها من الدول ليست محاولة لفرض أجندة خاصة أو العودة إلى الإمبراطورية العثمانية"، مضيفاً "نحن نساعد مصر لأهميتها وسوف يكون المستقبل باهرًا إذا تعاونا معا"، معربًا عن ثقته في خروج مصر من الأزمة الراهنة. وأشار السفير التركي إلى أن "مصر في حاجةً إلى مزيد من الاستثمارات لأنها بلد غني بالموارد ولديه موارد بشرية هائلة يمكن الاستفادة منها"، معتبرًا أن "العدو الرئيسي لأي تغيير أو تنمية هو الفقر ويتعيّن محاربته بالتنمية". ولفت إلى أن تركيا نجحت خلال السنوات العشر الأخيرة في تحقيق إنجازات عدة وخفض مستوى الفقر، رغم أنه في وقت سابق وصلت ديونها إلى تريليون دولار. ودعا المصريين إلى مواصلة عملية التغيير بصورة سلمية في ظل القيادة الجديدة المنتخبة، مشيرًا إلى أن "مستقبل السلام في المنطقة مرتبط بتحديد المسار الحضاري الإنساني والنظر في كيف نسرع الخطى حتى نلحق بالركب العالمي". من جانبه، قال عمرو دراج، القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، أن مصر تسعى إلى إقامة علاقات مفتوحة مع دول العالم كافة، مشيرًا إلى أنها لا تكتفي بتطوير العلاقات مع القوى العظمى فقط. ورأى أن "السياسة الخارجية ليست مهمة الرئاسة وحدها، ولكن يشترك في تلك المهمة أيضاً منظمات المجتمع المدني والأحزاب، فضلاً عن القوى الناعمة المتوفرة في مصر مثل الأزهر". فيما وصف عمرو الشوبكي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات، السياسة التركية بأنها "الأقرب إلى معاني الاعتدال لأنها تقوم على المنظومة النقدية والمواجهة غير المسلحة في العلاقات الخارجية"، مشيرًا إلى أن "الحالة المصرية الآن يتعيّن أن تسير على النهج التركي في الاعتدال فيما يتعلق بالسياسة الخارجية". وطالب الشوبكي الجانبين المصري والتركي بالعمل على إعادة صياغة المنظومة الدولية في العلاقات، معربًا عن أمله في أن تقدم أنقرة للقاهرة خبراتها في مجال الإصلاح الاقتصادي لتساعد مصر في الخروج من أزمتها.