تحت عنوان "الديناميكيات السياسية والأمنية الجديدة بالشرق الأوسط"، افتتح في العاشرة (8 تغ) من صباح اليوم الإثنين بالقاهرة مؤتمر مصري تركي مشترك لبحث العلاقات بين البلدين في ظل الواقع المتغير بالشرق الأوسط. وخلال الجلسة الأولى التي حملت عنوان "تركيا ومصر في سياق إقليمي متغير"، أكد عمرو دراج، القيادي بحزب الحرية والعدالة، أن "السياسة الخارجية لا تصنع بواسطة فرد متمثل في الرئيس أو مؤسسة الرئاسة"، بحسب مراسلة الأناضول. وأضاف أن "الرئاسة المصرية بصدد إطلاق حوار مجتمعي لصياغة السياسة الخارجية للبلاد في الفترة المقبلة". وأوضح "صناعة العلاقات الخارجية لمصر يجب ألا يتوقف على مؤسسات الدولة فقط، ولكن من خلال منظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى الناعمة المتوفرة لدى مصر كالأزهر". وأشار دراج إلى أن سياسة مصر الخارجية "تهدف إلى إنشاء عالم أكثر أمنًا والمساهمة الفاعلة في حل الصراعات، وفي هذا الصدد سيكون هناك تعاون مع تركيا لما لها من خبرة كبيرة". ولفت إلى أن "التحولات الديمقراطية التي تشهدها دول الربيع العربي بشكل خاص تواجه عقبات متنوعة، بعضها عسكري كما في سوريا، وبعضها اقتصادي كما في مصر وتونس". وفيما يتعلق بالقضيتين السورية والفلسطينية جدد دراج التأكيد على موقف مصر الرافض للتدخل العسكري الدولي حفاظًا على وحدة سوريا، وسعيها لإتمام المصالحة الفلسطينية. وقال "بمجرد إتمامها سيفتح المجال لإعمار غزة واسترداد الحق الفلسطيني وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية وعودة اللاجئين لديارهم". من جانبه قال المحلل السياسي المصري عمرو الشوبكي خلال المؤتمر إن "الخبرة التركية هي الأقرب لمعاني الاعتدال في إدارة علاقتها الداخلية والخارجية إذ إنها تقوم على المنظومة النقدية والمواجهة السياسية غير المسلحة". ودعا مصر إلى إعادة صياغة علاقتها الخارجية على أساس هذه المنظومة بحيث تحكمها الإرادة المصرية، لا التبعية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيدًا في هذا الإطار بموقف مصر من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وأضاف الشوبكي أن "الجهد المصري التركي في هذه المرحلة يعيد صياغة المنظومة الدولية". وطالب تركيا ب"دعم مصر بخبراتها في مجال الإصلاح الاقتصادي". وقال إن "مصر شهدت بعد ثورة 25 يناير خمسة انتخابات واستفتاءات نزيهة". ودعا الشوبكي في كلمته المعارضة والموالين للرئيس محمد مرسي ب"دعم عملية التحول الديمقراطي"، مضيفًا "أرفض هتافات إسقاط الرئيس". وخلال الجلسة ذاتها شدد السفير التركي بالقاهرة حسين عوني على أن "تركيا جادة في دعم مصر والكثير من دول المنطقة". واستدرك "هذه ليست محاولة لفرض أجندة خاصة أو العودة إلى الإمبراطورية العثمانية، وإنما نساعد مصر لأهميتها الإقليمية والدولية، وسيكون المستقبل باهرًا إذا تحقق التعاون بين دولتين بحجم تركيا ومصر". ويتضمن المؤتمر جلسة ثانية بعنوان "إمكانية التعاون المستقبلي بين مصر وتركيا: احتواء الصراعات والتعاون الاقتصادي" في وقت لاحق الإثنين.