برغم أن اليهود الأمريكان يمثلون 2٪ من عدد السكان، إلا أنه تسود حالة كبيرة من القلق داخل الإدارة الأمريكية تجاه الصوت اليهودى ، فالرئيس أوباما يشعر بخطر فقدان السيطرة على تصويت اليهود له فى خريف هذا العام، وأنه لن يحصل على نسبة 78% من الدعم اليهودى الذى حصل عليه فى انتخابات 2008 ، وذلك بعد ثلاث سنوات كان أوباما خلالها ينأى بنفسه عن إسرائيل والدخول في نزاعات مع الدولة اليهودية. حقيقة خطابه الشهير فى القاهرة، حيث دعا إلى «بداية جديدة» للعلاقات مع الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط، وقد فاز خطابه بالثناء من الزعماء العرب، وتحدث بعيدًا عن العديد من الاستراتيجيات الدبلوماسية من سلفه، جورج بوش، واتهمه بوش واليهود فى كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالوقوف مع الفلسطينيين واتباع السياسات التي تهدد الأمن الإسرائيلى. إن الصوت اليهودى يعد عاملاً حاسمًا فى السباق إلى البيت الأبيض، وهذا أمر مفروغ منه فى كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ الرئيس الأمريكي "فرانكلين ديلانو روزفلت" الذى تأهل مرة أخرى إلى البيت الأبيض بنسبة 90 % من الأصوات اليهودية عشية دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الحرب العالمية الثانية، واليهود الأمريكيون هم عادة الفئة الأكثر نشاطًا دينيًا بين الناخبين الأمريكيين، والأهم من ذلك، فإن التوزيع الجغرافى للسكان اليهود هو عامل حاسم ، فحوالي 70٪ من اليهود لا يزالون يعيشون في ست ولايات فقط (نيويورك، كاليفورنيا، فلوريدا ونيوجيرسى وبنسلفانيا و ماساتشوستس). يذكر أن ولاية فلوريدا هى الولاية التى حققت الفوز لأوباما في عام 2008، وقد حصل على 78% من الصوت اليهودى مما يجعله يشكل تهديدًا خطيرًا لحملة إعادة انتخاب أوباما إذا ما قررت الأصوات اليهودية تبديل الولاءات الحزبية. تشير استطلاعات الرأى العام داخل الولاياتالمتحدةإلى انخفاض نسبة الأصوات اليهودية من 78% في انتخابات 2008 إلى 65% هذا العام مما سيعني خسارة قدرها 5% من الدعم اليهودى وزيادة نسبة الأصوات اليهودية للجمهوريين من 24% الى 30%، أيضًا أن المواجهة مع إيران سيكون لها أثر كبير على الصوت اليهودى هذا العام وقد بدأ المرشحون الجمهوريون فى استغلال نقاط الضعف المتصورة فى علاقة أوباما بإسرائيل فى كل منعطف بسبب سياساته فى الشرق الأوسط، وذلك فى عرض لم يسبق له مثيل لميت رومني - المرشح الجمهوري- من الثناء والدعم للدولة اليهودية. ويقول المحللون السياسيون أنه برغم الانخفاض فى الصوت اليهودى تجاه الحزب الديمقراطى والرئيس الأمريكى، الا أن استطلاع اللجنة اليهودية الأمريكية وجد أن معظم اليهود الأمريكيين، يشعرون فى المقام الأول بالقلق إزاء الاقتصاد، وجاءت قضية إسرائيل فى المرتبة الثامنة، حيث أتت خلف الرعاية الصحية، وأسعار الغاز، والطاقة، والضرائب، والتعليم، وهذا لا يعنى أن اليهود الأمريكيين لا يهتمون بإسرائيل أو سياسة المرشح الرئاسى تجاهها، لكن يعنى ببساطة أنهم لا يرون الفرق بين المرشحين بما فيه الكفاية تجاه تلك القضية. وجد الاستطلاع أيضًا أن المعتقدات الأساسية للحزب الديمقراطى هي ببساطة أقرب إلى المعتقدات الأساسية للغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين حول القضايا الاجتماعية (الإجهاض،زواج مثلى الجنس، والهجرة، والبرامج الاجتماعية والرعاية الصحيةو الضمان الاجتماعي، ودور الحكومة في الاقتصاد، و استخدام الدبلوماسية في العلاقات الدولية) ويعتقد 81 %من اليهود (مقارنة ب 51 %من جميع الأمريكيين) أنه ينبغى أن يكون قانونيا في كل أو معظم الحالات.