تميز معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عامه الأول في عام 1969 لمواكبة الاحتفال بألفية القاهرة، بالعطاء والتواصل الفكري والتفاعل الايجابي مع كل الاتجاهات والتيارات الفكرية الجادة لدحض أي فكر شاذ أو غريب عن الثقافة العربية أو الإسلامية السمحة والوسطية الأمر الذي اكسبه مكانة جعلته ثاني أكبر معرض عالميا بعد معرض فرانكفورت للكتاب. والمهرجان فريد في أنشتطه وفنونه المتعددة المصاحبة له وكبار الضيوف والمفكرين والادباء والشعراء العرب والأجانب الذين يشاركون فيه. ويشارك في الدولة 44 لمعرض القاهرة للكتاب الذي يفتتح بعد غد 25 دولة و735 ناشرا، واختار المهرجان ليبيا ضيف شرف. واستضاف المعرض في سنوات سابقة كتابا وشعراء كبار مثل الراحل محمود دوريش، أدونيس، سميح القاسم، والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل وعقدت على هامشه مناظرات شهيرة مثل تلك التي تمت بين الدكتور فرج فودة والشيخ محمد الغزالي، فضلا عن اللقاءات مع الراحل البابا شنودة والراحل الدكتور سيد طنطاوي شيخ الازهر . كما استضاف المعرض الفيلسوف الفرنسي الراحل جارودى والفيلسوف الجزائري الأصل محمد أركون، والاديب التركي أورهان باموق. ومن سمات المعرض استضافة دولة كل عام لتكون ضيف شرف بمفكريها وأدباها وتخصيص جناح لها تعرض فيه ثقافتها وفنونها. ومن الظواهر التي ميزت معرض القاهرة على مدى سنوات اندلاع المظاهرات من قبل المثقفين والناشطين السياسيين والجمهور، فقبل ثورة يناير كانت هناك مظاهرات سنوية ضد التوريث، وكان الأمن يتعامل مع تلك المظاهرات بالطريقة التقليدية، من خلال حصار المتظاهرين. وحتى لا يحرم قارئ الاقاليم ينتقل المعرض إلى المحافظات وتقام معارض مماثلة في الأسواق المحلية للكتاب داخل المدن الكبرى في مصر، الأمر الذي جعل من المناسب التفكير في تعميم فكرة إقامة معارض الكتب المحلية والدولية، ليؤدي الكتاب العربي دوره بجوار الكتاب الأجنبي المستورد. ومن ظواهر المعرض يتبين للزائر كل عام الفجوة التي نعيشها حيث كم الكتب المترجمة من اللغات المختلفة إلى العربية بينما لا نجد من يترجم من العربية إلى اللغات الأخرى إلا القليل، الامر الذى يجعلنا نطالب بوضع نوع من التخطيط يكفل إشباع الحاجات الضرورية، بعد أن تبين لنا بخاصة أن المعروض من الكتب والدوريات في سائر اللغات العالمية يفوق بكثير الكتب المترجمة إلى العربية في شتى المجالات. ومن مميزات المعرض تحقيق فرصة للتبادل الحر للكتاب في الشرق الأوسط، والتعرف على أحدث ما وصل إليه الفكر والكلمة المطبوعة، وعقد الاتفاقيات للنشر والتوزيع، وتذليل صعوبة تسويق الكتاب من خلال عقد الاتفاقيات على هامشه بتبادل حقوق التأليف والنشر والترجمة ومنح التوكيلات لمنطقة الشرق الأوسط ودراسة الوسائل والأساليب التي تساعد على نشر الثقافة والفكر من قبل الناشرين المصريين والعرب والاجانب. وجعلت مصر من معرض القاهرة الدولي للكتاب نافذة تطل منها الجماهير على مختلف فنون وعلوم وآداب العالم، ليس من خلال الكتب، وشرائط الفيديو، والكاسيت، وتسجيلات الموسيقى العالمية، والوسائل التعليمية، والحاسبات الآلية، ولوحات كبار الفنانين العالميين فحسب، بل وأيضا من خلال الأمسيات الشعرية من قبل كبار الشعراء والشباب، وقراءات المقهى الثقافي، وعروض مخيم الإبداع التي يشترك فيها الأدباء والفنانون من مصر والبلاد العربية الشقيقة.